الجزائر

حقائق الميدان تسقط الإدعاءات الكاذبة



حقائق الميدان تسقط الإدعاءات الكاذبة
أدانت الجزائر، بلهجة شديدة، القراءات الخبيثة لتعاملها مع اللاجئين الأفارقة، والتي استغلت تقارير إعلامية استندت لمعطيات مغلوطة سعت إلى تشويه المعاملة اللائقة التي قدمها الشعب الجزائري والسلطات لهذه الفئة.الأطراف التي حاولت الاصطياد في المياه العكرة، من خلال استغلال قضية إنسانية بشكل مغرض، أرادت تحقيق هدفين أساسيين على حساب الجزائر، غير أن هذه النوايا المبيّتة لن تزيد عن كونها مجرد فقاعات إعلامية، اختفت سريعا أمام حقيقة الميدان.لقد رأت هذه الجهات، التي تضمر حقدا دفينا، في قضية المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة والذين منحوا صفة «اللاجئين» بأمر من أعلى سلطات البلاد، فرصة لضرب سمعة الجزائر على الصعيدين الدولي والجهوي، من اللعب على وتر العنصرية والتعسف والإيقاع بينها وبين دول الساحل الإفريقي على وجه التحديد.ورمت من خلال السرعة التي أبدتها في استغلال عملية ترحيل اللاجئين، مطلع الشهر الجاري، إلى البحث عن نفوذ وريادة في المنطقة باستخدام جاذبية عاطفية باهتة تحمل في طياتها أهدافا سياسية مغرضة.وسرعان ما تهاوت هذه الحملة المشيدة على أركان خاوية من الأكاذيب المضللة، أمام حقيقة الميدان من جهة، ومكانة الجزائر التي لا يمكن أن تعوض أو تنافس لعدة اعتبارات.وقد أكد بيان وزارة الشؤون الخارجية الصادر، أمس الأول، تعامل هيئة الإغاثة الإنسانية الممثلة في الهلال الأحمر، بإنسانية عالية مع اللاجئين وتصرف قوات الأمن ببرودة مثالية مع السلوكات العنيفة لبعض هؤلاء، رغم الأضرار المادية التي خلفوها في بعض الأحياء بالعاصمة وضد متطوعي الهلال الأحمر.ومنذ وصول القوافل الأولى من اللاجئين الأفارقة، سنة 2013، فتحت الجزائر أبوابها لهم واستقبلتهم الأحياء الشعبية والمدن الكبرى بمعاملة حسنة، وتحصلوا على صفة «اللاجئين» بدل «المهاجرين غير الشرعيين»، مراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يكابدونها في بلدانهم.واستقبلت الجزائر رعايا من 6 دول واقعة جنوب الصحراء، ونظمت دعم حملات ترحيل لهم بطلب من حكوماتهم، ورفضت اقتراحات هيئات الإغاثة الدولية طرق المساعدة التي اقترحتها عليها.وطلبت من الصليب الأحمر الدولي، على سبيل المثال، أن يتوجه نحو هذه البلدان والقيام بعمل تطوعي يحسّن من الأوضاع التي دفعتهم إلى الهجرة، بدل مساعدة الجزائر التي تملك كافة الإمكانات للتكفل بهم على أكمل وجه.وتعود المعاملة الجيدة للجزائر تجاه الأفارقة، إلى تقاليد المجتمع الجزائري والواجب التضامني التي تضعه في المقام الأول مع كافة البلدان التي تمر بأوضاع عصيبة، ولن يستطيع طرف معروف باستثماره الفاشل في كل ما يتوهم أنه قد يخدش مكانة الجزائر، أن ينال من علاقتها بدول تتبادل معها الثقافة والتاريخ والماضي المشترك.وما يحز في النفوس المريضة، هو المقام الذي تبوأته الدبلوماسية الجزائرية في المنطقة، من خلال عملها الدؤوب على صناعة السلم والعمل على ترقية الشراكة الاقتصادية المثمرة التي تعود بالفائدة على شعوب المنطقة.ويُخطئُ من يعتقد أن الدور المحوري للجزائر في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي، مرده نفوذ مصطنع، إنما مكانة طبيعية لن تستطيع أية جهة احتلالها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)