حرمت المواطنين من إجراء اتصالات واستعمال الأنترنت مافيا النحاس تتسبب في عزل بلديات هاتفيا بتيبازة

 تمادت عصابات متخصصة في سرقة الكوابل النحاسية لشبكة الهاتف الثابت في عمليات النهب والسرقة، طالت آلاف الأمتار من شبكة الهاتف ببلديات بواسماعيل، فوكة، الشعيبة والقليعة بشرق تيبازة.
وتسببت هذه العصابات التي تنشط ليلا عبر مناطق خارجة عن النسيج الحضري، في عزل عدة بلديات هاتفيا، وحرمت مئات المواطنين من إجراء الاتصالات أو استعمال الأنترنت. وقد ضربت هذه العصابات بقوة خلال الأسابيع الماضية، حيث أصبح عناصرها يتقنون أساليب اقتلاع الكوابل الأرضية ذات الحجم الكبير، حيث قالت مصادر محلية إن أفرادها يستغلون فترات الاضطرابات الجوية وتهاطل الأمطار، ويستهدفون الصناديق الإسمنتية الأرضية، حيث يتوغلون فيها ويقطعون الكوابل الغليظة باستعمال أدوات قطع يدوية، ثم يقتلعونها وبعدها يجرونها باستعمال مركبات نفعية، وهذا ما مكنهم من الاستحواذ على كوابل ذات قيمة عالية، حيث يتم تحويلها إلى ورشات بمناطق معزولة، وهناك تخضع لعمليات فرز، حيث تتم إزالة الطبقة البلاستيكية التي تغلف تلك الكوابل، ثم يقومون بتسويقها على شكل أكوام من النحاس، بالتواطؤ مع أشخاص تربطهم علاقات إقليمية مع مافيا النحاس، والذي يتم تهريبه إلى خارج التراب الوطني. وتسببت هذه الاعتداءات في إثارة غليان وسخط في أوساط المواطنين، كما أدت إلى تدهور العلاقة بينهم وبين مؤسسة اتصالات الجزائر، خصوصا أثناء بقاء الزبائن، سواء كانوا أصحاب فضاءات الأنترنت أو العائلات دون خدمة الشبكة العنكبوتية.
وحسب مصادر موثوقة، فإن هذه العصابات استهدفت حي ''حوض الرومان'' بفوكة وأحياء الملعب وغيرها مرات متتالية، خاصة حوض الرومان بفوكة البحري، والذي تعرض للسرقة عدة مرات. كما تمكنت من سرقة مئات الأمتار من حي 9 شهداء ببواسماعيل، وكررت اعتداءاتها ليال متتالية في المنطقة المجاورة لها.
وتمكنت مصالح اتصالات الجزائر من اكتشاف سرقة كوابل هاتفية بالقليعة، حيث تم الاستيلاء على 200 متر بحي شايق بلدية الشعيبة، و135 متر بحي 128 مسكن و120 متر بحي كركوبة بالقليعة، كما تم قطع الألياف البصرية على مستوى حي شايق، هذا ما أدى إلى انقطاع الربط بالهواتف الثابتة والأنترنت.
وتشير بعض المصادر إلى أن قيمة الخسائر مرتفعة جدا، وفي المقابل، تباع الخطوط المسروقة بأسعار متدنية، حيث يسوقونها بالجملة لفائدة بعض أصحاب حظائر تجميع الخردة، ثم ينقلونها خارج تراب الولاية، عبر نقاط وطرقات محددة معروفة لدى هذه العصابات. وفي هذا الصدد، طالب مواطنو البلديات المستهدفة من السلطات الأمنية اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لهذه العصابات.