الجزائر

حرب أخرى لتكميم الإعلام في ليبيا!؟


حرب أخرى لتكميم الإعلام في ليبيا!؟
العنف في ليبيا يدخل مرحلة جديدة. مرحلة خطيرة تستهدف رجال ونساء الإعلام. والغرض واضح طبعا، وهو تكميم الأفواه حتى لا تنقل وسائل الإعلام حقيقة ما يجري على الأرض في ليبيا.ومثل ما عاشته الجزائر منذ سنوات، عندما استهدفت آلة الإرهاب الإسلاموي الصحفيين في الجزائر وحصدت منهم أكثر من 100 صحفي، من نساء ورجال المهنة، ها هي “الثورة” المزعومة في ليبيا تدشن مرحلة التعتيم الإعلامي. فبعد تصفية الكاتب الصحفي ورئيس تحرير أسبوعية “البرنيق” في بنغازي منذ أيام، عثر أمس على جثة الإعلامية بالإذاعة الوطنية “نصيب كرفانة”، مذبوحة من الوريد إلى الوريد وملقاة في مقبرة ب”سبها“، بعد اختطافها الخميس من أمام مقر عملها.الصورة التي نقلتها وكالات الأنباء عن الفقيدة تبدي شابة في مقتبل العمر يغطي شعرها خمار زهري اللون، لكن هذا لم يمنع قتلتها من تنفيذ حكمهم فيها. فالإرهاب لم يستثن هنا في الجزائر أيضا المتدينين من غيرهم، وكم هن المحجبات اللواتي دفعن حياتهن، لا لشيء إلا لأنهن كن صحفيات.لا نعرف الكثير عن هذه الضحية الجديدة للجنون الليبي الذي دشن سنته الرابعة، وما زال يزداد بشاعة وفوضى، لكن كان يكفي أن تنتمي لمهنة المتاعب لتكون هدفا لحقدهم. هكذا هو الإرهاب عندما يحل بأرض، فإنه يريدها خرابا وظلاما، ولذلك فهو يستهدف كل من بيده النور، لتنوير الرأي العام وفضح الجرائم التي تقترفها الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية.لن تكون نصيب ولا مفتاح بوزيد آخر ضحايا الأزمة القائمة في ليبيا، فبعد استهداف رجال الأمن والسياسيين، وأعيان القبائل والعشائر، انتقل الإجرام الإرهابي إلى مرحلة تكميم الأفواه، باستهدافه رجال الإعلام، وهذا لضمان حياد الإعلاميين وتخويفهم حتى لا ينقلوا حقيقة الوضع في ليبيا.وسيزداد استهداف الإعلاميين في الأيام القادمة، بعد أن فرضت جمهورية الخوف منطقها في ليبيا وتمكنت من إضعاف الدولة ومؤسساتها، بسيطرة الميليشيات المسلحة على كل مجالات الحياة، أمام ضعف المؤسسة الأمنية الرسمية والجيش الذي لم يسلم هو الآخر من نار الإرهاب.فهل بدأ انتقام الإرهاب والميليشيات المسلحة من الإعلام، خوفا من أن يصطف رجاله إلى جانب أية قيادة مستقبلا من شأنها أن تعيد للدولة الليبية هيبتها، ويقف الإعلام إلى جانب هذا الخيار مثلما حدث في مصر، فبدأوا بتصفية الإعلاميين؟الوضع في ليبيا صار من الخطورة بحيث تصعب معه أية قراءة للأوضاع، مثلما يصعب على أهلها التفرقة بين من يريد خير ليبيا وشعبها، وبين من يريد استمرار الفوضى والخراب، إما خدمة لأجندة أجنبية أو لإبقاء السيطرة على الموارد والثروات الليبية لمصالح شخصية أو قبلية مثلما هو سائد اليوم.على العموم وضع الإعلاميين في ليبيا اليوم أكثر خطورة مما عاشه الصحفيون بالجزائر سنوات التسعينيات، فوقتها كان عدونا معروف ويوقع جرائمه ويتبناها، بينما في ليبيا يواجه الصحفيون هناك مجرمين وإرهابيين نافذين في مؤسسات رسمية، بل وتتستر هذه المؤسسات عن الميليشيات وعما تقترفه من جرائم في حق الليبيين، لأن الميليشيات هي من تتحكم في مصير البلاد والمؤسسات، وستبقى ليبيا مفتوحة لسنوات قادمة على كل المخاطر ما لم تنجح قوة وطنية لوضع حد للعبة السائد في البلاد!؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)