الجزائر

حذفت أجزاء من دراسته حول الدور السلبي لمنظمة الجيش السري فرنسا تمارس الرقابة على المؤرخ غي بيرفيلييه



تعرّضت دراسة كتبها المؤرخ الفرنسي غي بيرفيلييه حول ''اتفاقيات إيفيان'' للرقابة، وحذفت منها أجزاء كبيرة من قبل الأرشيف الفرنسي، بحجة أنه ''يعيد فتح جراح قديمة''. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية، أول أمس، أن المقال الذي كتبه بيرفيلييه لينشر في مجلة الأرشيف الفرنسي، حذف منه كل ما يتعلق بجرائم منظمة الجيش السري (أو. آ. آس). تعيش الأوساط الإعلامية الفرنسية، هذه الأيام، على وقع النقاش حول مسألة حرب الجزائر وممارسة الرقابة ، عقب تعرّض المؤرخ غي بيرفيلييه للرقابة، من قبل مصلحة الأرشيف الفرنسي التابع لوزارة الثقافة والإعلام.
ويدور في ذات الأوساط حديث عن وجود انزعاج لدى فرنسا، بخصوص الاعتراف بتجاوزاتها في الجزائر، وبخصوص ما يتعلق بدور منظمة الجيش السري (أو. آ. آس) التي تصنف بالمنظمة الإرهابية في الأوساط الجزائرية.
وتتعلق المقاطع التي تعرّضت للحذف والرقابة، حسب بيرفيلييه، بقضايا مرتبطة بمواقف الجنرال ديغول، والدور الحقيقي لمنظمة الجيش السري، وما يسمى في فرنسا بالتخلي عن الحركى، ووضعية الفرنسيين المسلمين.
وحمّل بيرفيلييه في مقال نشره على موقعه على الأنترنت، وزارة الثقافة الفرنسية مسؤولية هذه الرقابة التي تُمارس على الكتابة الموضوعية لتاريخ حرب الجزائر ، رغم أنه أشار إلى عدم امتلاكه لأي يقين بخصوص ذلك. لكن، هناك عدة فرضيات تقرّ بذلك على حد تعبيره. وأضاف بيرفيلييه في مقاله: لا يمكن الحديث عن أي مصالحة إذا لم نواجه الأحداث. لازلنا حبيسي عدة سلوكيات سيئة. ونعتقد، للأسف، أنه لا يمكن تجاوز العثـرات المؤسفة إلا باللجوء للمواقف الصارمة .
من جهته، صرّح هيرفي موران، مدير الأرشيف الفرنسي، ليومية فرانس سوار : قرّرت حذف مقاطع من المقال، لأن هذه الحرب مازالت قريبة جدا، وتثير كثيرا من الحساسيات .
وكتبت صحيفة لوفيغارو الفرنسية ذات التوجه اليميني، في عددها الصادر يوم 23 جانفي: تبرز هذه القضية صعوبة الحديث عن حرب الجزائر بصفاء، سواء تعلق الأمر بالطرف الفرنسي أو الجزائري .    


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)