حديقة "الورود" بشارع محمد خميستي بوهران

تعتبر حديقة "الورود" بشارع محمد خميستي بوهران، من أهم الحدائق الموجودة بالولاية بسبب قدمها وموقعها الجميل وأشجارها المتنوعة والخلابة ، مكان يجد فيه الزائر الراحة، الهدوء والسكينة، صحيح أنها تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام لاسيما ما تعلق بجانب صيانة المصابيح، وتنظيف المكان وتجديد الكراسي...إلخ إلا أن الحديقة تعد بالفعل رئة خضراء يجد فيها العصبي علاجه النفسي الطبيعي، والمهموم حلولا لمشاكله والكئيب متنفسا لكروبه ، فأنواع الأشجار التي توجد فيها وطريقة تصميمها توحي أن الحديقة بالفعل جنة فوق الأرض، لاسيما في ظل انتشار الغبار ودخان المركبات وقلة المساحات الخضراء بوسط المدينة التي باتت اليوم تختنق بالسيارات التي تزحف يوميا على طرق وشوارع الباهية .أطفال يلعبون وشيوخ يقرأون ولعمري فإن الزيارة التي قمنا بها مساء أول أمس إلى هذا الفضاء الأخضر المشيد منذ عهد الاستدمار الفرنسي لبلادنا، سمحت لنا بالوقوف على مدى الحيوية والنشاط التي توجد داخل الحديقة أطفال يلعبون بالدارجات الصغيرة، وأولياء يقرأون الصحف، وعجائز يحضرن القهوة والحلويات لأحفادهن وعائلات تشتري الفول السوداني والذرى لقضاء أمسياتهم بهذه المساحة الخضراء، كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء لما وصلنا إلى الحديقة، صراحة كانت الحرارة مرتفعة نوعا ما في ذلك اليوم، وكان الناس يبحثون عن ملجأ يسمح لهم بالاختباء من أشعة الشمس الحارقة، فكانت هذا المكان أحسن وأفضل فضاء يلجأ إليه السكان لاستنشاق الهواء النقي وتفادي درجة الحرارة اللافحة، وأكد لنا بالمناسبة أحد المواطنين الذين كان رفقة أبنائه الثلاثة، بأنه اعتاد على المجيء إلى حديقة "الورود" بمحمد خميستي منذ 15 سنة، بحكم أنه يقطن بحي قمبيطة، حيث أنه ومباشرة بعد الانتهاء من عمله المضني كنجار في هذا الحي الشعبي يأخذ أطفاله الصغار قاصدا هذه المساحة الخضراء، حيث تقوم زوجته بتحضير البسكويت والماء والشكولاطة لفلذات أكبادها ولا يخرج منها إلا حين ينتهي وقت غلق الحديقة، موضحا أن المكان ساحر وخلاب وفيه جميع شروط الراحة يكفي فقط الاهتمام أكثر بها من خلال تعزيز الحس المدني لدى المواطنين الذين يقصدونها مع مراعاة كذلك صيانة بعض المرافق حتى تكون دائما جاهزة وفي خدمة الزائرين.