الجزائر

حتى لا تصبح كرة القدم.. كرة ندم..



لا أعتقد أن الدولة الجزائرية ستفقد شيئا ذي بال لو أنها قررت بمحض إرادتها حظر كرة القدم وتوجيه الأموال الطائلة المسخرة لها لفائدة أمور أخرى ينتفع منها المجتمع الجزائري، ويستفيد منها الشباب عوض هذه “اللعبة القاتلة” التي أصبحت عامل تفريق لا عامل تجميع وعامل تنفير لا عامل تحبيب..
ما حدث للاعبي اتحاد العاصمة في سعيدة يمكن أن يحدث للاعبي سعيدة في العاصمة.. نحن لسنا في مستوى هذه اللعبة الراقية، نحن أجلاف، ومثل هذه الرياضات لسنا أهلا لها.. لنكن صادقين مع أنفسنا ولننزع الشوفينية قليلا.. تلعب البارصا مع الريال في برشلونة أو في مدريد، وبعد الإقتتال في الملعب من أجل التسجيل وربح المباراة يخرج الفريقان المنتصر والمنهزم متصافحين متعانقين تحت تصفيقات أنصار المنتصر وأنصار المنهزم، وتخلف ذات المقابلة الإسبانية قتلى جرحى في صفوف أنصارهما في مدن وقرى الجزائر، حيث يتحمس هؤلاء الأنصار أكثر من تحمس اللاعبين أنفسهم!. ألا سحقا لنا ولتخلفنا ولنظرتنا الفاسدة للرياضة.. صحيح أننا نعاني من مشاكل اجتماعية جمة وأن شبابنا يعيش أزمات نفسية واحتقانا كبيرين، ولكن هذا لا يستدعي إزهاق أرواح بشرية من أجل إخماد حدتها.. الرياضة بكل أنواعها جُعلت من أجل إفراغ مثل هذه الشحنات والترويح عن النفس، لكن أصبحت عندنا تفعل مفعولا عكسيا، فما الفائدة من وجودها وما الفائدة من ضخ الأموال في حسابات الفرق والجمعيات الرياضية والجدوى من بناء المنشآت والمرافق الرياضية إذا كانت في آخر المطاف لا تؤدي إلا إلى الموت والفوضى واستعمال العنف والعنف المضاد..؟؟
لقد أصبح الإستعمال المفرط للأسلحة البيضاء أمرا اعتياديا في ملاعبنا، وأصبح المناصر سيان عنده إن تلفظ بقول غليظ أو استعمل سكينا قاتلا.. أقترح على السلطات العليا في البلاد حذف الرياضة، خاصة كرة القدم، من أبجديات اهتماماتها أوإلغائها تماما.. فالروح البشرية أغلى من كل الرياضات..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)