حاليلو قال ما قاله سابقوه

كان المدرب البوسني للمنتخب الوطني صريحا ظهر أمس عندما قال بأنه لن يستدعي اللاعبين الذين فضلوا الهجرة الى الخليج في حالة تراجع مستواهم وذهب المدرب الوطني بعيدا في قوله بأنه لا يؤمن بفكرة الكوادر ومقياس الكفاءة والعمل هو الوحيد الذي يستعين به لإختيار اللاعبين.صحيح ان كلام حاليلوزيتش يشبه كثيرا كلام بن شيخة ويقترب من كلام سعدان عندما تولى مقاليد تدريب الخضر، واستبشر الجميع خيرا بخطاب المدربين في بداية مهامهم لكن ومن تربص لآخر حدثت أشياء وأشياء في الكواليس جعلت كل تلك التصريحات الأولية تذهب أدراج الرياح ليس لأن المدربين لا ينفدون ما يقولون ولكن لخصوصية المنتخب الجزائري ، ومنهم من نجح في التكيف مع هذه الخصوصية ونقصد بذلك سعدان ومنهم من "مرغ " رأسه في الأرض مثلما حدث لبن شيخة.
مواقف حاليلوزيتش يعرفها الكل سواء في إفريقيا أو في أوروبا وصرامته ليست جديدة على الرأي العام، لكن السؤال الذي يمكن أن نطرحه الآن وسننتظر إجابته بعد شهور هو هل يستطيع حاليلوزيتش تنفيد أفكاره في المنتخب الوطني؟.
أول نقطة غامضة في هذا التربص الذي جرى بماركوسي هو قضية الاستدعاءات التي تسببت في غياب بوعزة وفابر ومسلوب، والطرح السائد داخل طاقم المنتخب سواء إداري أو فني هو أن الثلاثي تحجج بالأمر الإداري للتغيب وحضورمباريات فرقهم . وهذا الطرح إقتنع به حاليلوزيتش بحكم أن مساعديه نقلوا له الفكرة حسب تصورهم لكن اللاعبون الثلاثة يجزمون بأنهم لم يستلموا الدعوة من فرقهم وهم الذين كانوا يحلمون بإستدعاء من الخضر فالحارس فابر سعى مدة سنتين لحمل ألوان المنتخب وتعرض لمؤامرة من قبل مدربين يعملون في الفاف لإبعاده ومسلوب كان أسعد الناس وهو يسمع بخبر إستدعائه دون أن ننسى بوعزة "الحراشي" الذي يبكي على الجزائر، وبالتالي محاولة إقناع حاليلوزيتش بأن هؤلاء ضبطوا سيناريو للتغيب عن التربص لا يمكن هضمه بسهولة.
هذه الحادثة أردت التوقف عندها لنقول بأن المدرب الوطني ومهما كانت مواقفه فإنه سيبقى رهين محيطه المباشر والمعلومات التي تقدم له هي التي ستحدد موقفه و هو ما وقع لسعدان وبن شيخة في السابق مما جعلهما يغيران من موقفهما من بعض الأحداث مع اللاعبين سواء في أمر إنضباطي أو فني، وعلى هذا الأساس فإن بداية حاليلوزيتش شبيهة ببداية سعدان وبن شيخة، وحتى الفرنسي كفالي تصرف بنفس الشكل ثم "دخل الصف" لأن المنتخب الوطني له خصوصية قد لا تكون موجودة في الكثير من المنتخبات الإفريقية.