الجزائر

حافلات "اتوزا" للمعاقين قريبا بالطرقات



حنان قرقاش
من بين المشاكل التي تتخبط فيها فئة المعاقين عادة، معاناتهم من انعدام وسائل نقل خاصة بهم من جهة، وصعوبة تكيفهم مع وسائل النقل العادية الأخرى، الأمر الذي يصعب عليهم تنقلاتهم بشكل كبير للغاية، وكثيرا ما يبقيهم مشكل النقل حبيسي كراسيهم المتحركة بمنازلهم، معتمدين على الآخرين في كل شيء يتعلق بهم وبحياتهم اليومية تقريبا.
فحتى وان قرر بعض المعاقين حركياً الاعتماد على أنفسهم بالدرجة الأولى، والخروج لقضاء مختلف مصالحهم، باللجوء إلى حافلات النقل الخاصة أو العمومية، فان الاثنتين حاليا غير مجهزتين لتلبية احتياجات الشخص المعاق، إلا ما تعلق بتوفير أماكن خاصة لهؤلاء يكونون فيها أصحاب الأولوية، فيما يتكفل بعض المواطنين أحيانا أو القابض وبعض الشبان أحيانا أخرى، بحمل الشخص المعني ووضعه في مكانه، وثني كرسيه المتحرك، ثم إعادة حمله مجددا وإنزاله ووضعه على كرسيه المتحرك مرة ثانية، وفي ذلك مشقة كبيرة للمعاق وللآخرين، وقليلون من يقدمون يد المساعدة للمعاق، في ظل المشاغل اليومية الكبيرة للمواطنين أيضا، ومعاناتهم هم كأصحاء مع وسائل النقل العامة والخاصة على السواء، وحتى في سيارات الأجرة والنقل الجماعي، ولا يعود ذلك بالدرجة الأولى لعقلية المواطن في حد ذاته، حيث أن الجزائري لا يمكن أن يتردد في تقديم يد المساعدة لمن يحتاجها دون أن يطلبها منه، وإنما يتعلق بعدم ملاءمة تلك المركبات أو الحافلات لوضعية الأشخاص المعاقين التي تتطلب أماكن خاصة لهم ولكراسيهم المتحركة، ومرونة وسهولة في صعودهم ونزولهم منها، وهي المعاناة التي تحرم أشخاصا كثيرين من هذه الفئة من الخروج وتجاوز عتبة منازلهم في الكثير من الأحيان.
هذا في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة، للتكفل بازيد من ملوني معاق تحصيهم الجزائر حاليا، من حيث المعاش أو المنحة، وتوفير العلاج المجاني وامتيازات الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى فتح المجال أمام الشخص المعاق للاندماج في المجتمع من خلال تقديم فرص التعليم والتكوين له في كافة الاختصاصات، ومساعدته على بناء نفسه وإنشاء مشاريع مصغرة تضمن له دخلا مناسبا، ولكن كل ذلك لا يمكن أن يتأتى بدون وجود شبكة نقل قوية خاصة بفئة المعاقين، تضمن لهم استقلالية وحرية عن بقية الفئات الاجتماعية الأخرى، وتراعي أيضا خصوصيات حالاتهم، دون أن تساهم في تعقيدها أكثر مما هي عليه.
ومن هذا المنطلق، خصصت وزارة التضامن بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري "اتوزا" حافلات صغيرة تتلاءم مع احتياجات الأشخاص المعاقين، وهي الحافلات الظاهرة في الصورة، التي كان وزير القطاع قد صرح انه تم الانطلاق التجريبي لها عبر شوارع العاصمة، بانتظار انطلاقتها الرسمية وتعميمها على باقي الولايات، وهي حافلات موجهة ومجهزة خصيصا لهذه الفئة، من شانها أن تخفف قليلا من معاناتهم، حيث ينتظر ويأمل الكثيرون تجسديها وانطلاقها فعليا في القريب العاجل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)