الجزائر

جيل فلسطيني جديد



جيل فلسطيني جديد
عندما قال فيلسوف الثورة الجزائرية وفدائيها الاول محمد العربي بن مهيدي : "القوا الثورة في الشعب اضمن لكم الانتصار"، كان يكشف الغطاء عن سنة الهية في انتصار الشعوب والامم.. وحققت الثورة الجزائرية انتصارها وكان البطل هو الشعب.. هذا بالضبط ما ادركه ابناء فلسطين من الشباب الذين فتحوا اعينهم على الحياة بعد ان سرت مفاعيل اوسلو في تفاصيل الحياة الفلسطينية، محاولة تكريس مفاهيم سياسية ونضالية مختلفة .. جيل فلسطيني في معظمه لا يتجاوز العشرين من العمر من رفح الى راس الناقورة في كل المدن والمخيمات والقرى في كل فلسطين التاريخية في حيفا ويافا والعفولة وبئر السبع، كما في نابلس ووبيت لحم وشعفاط والخليل وعلى حدود قطاع غزة.. جيل لم يتسن له دخول الاقصى، لان عمره لا يسمح له بالدخول ولم يغادر الوطن ..جيل هجمت عليه المؤسسة الامنية الاسرائيلية بقنوات التواصل الاجتماعي حيث بثت له اكثر من 5000 موقع القصد منها اغراقه في الرذيلة والتيه.. جيل فلسطيني فتح عينيه على انقسام في الساحة الفلسطينية وتراشق بالتهم والتنابز بالالقاب وبروز طبقة من المتحدثين الرسميين الذين ركبوا في افواههم السنة شيطانية، لا هم لها الا الطعن والتجريح.. جيل اكتشف العجز الفلسطيني الرهيب سلطة بلا سلطة حاولوا تقييدها بواقع المفاوضات العرقوبية والمماطلات التي تغطي حملة استيطانية جنونية في الضفة الغربية والقدس الشريف.. جيل اكتشف ان جيشا في منطقة ما بفلسطين مهما تزود بالسلاح والمقاتلين فانه مدعاة للحصار والخنق والعدوان تلو العدوان كما حصل لغزة.. جيل فتح عينيه ليجد ان اجهزة الامن الاسرائيلية تعيث الفساد في كل مكان وتلتهم الارض وتخنق الحريات وتفرض حياة عنصرية وقد قسمت فلسطين بجدار فصل عنصري.هذا واقع هذا الجيل الذي يتحرك الان موقعا بالعدو خسائر فادحة على الصعيد المعنوي والمادي والامني، ملجئا المستوطنين والصهاينة للبقاء في البيوت وترك الشوارع والطرقات خالية، بعد ان اصبحت السكاكين لها وظيفة اخرى، واصبحت ادوات الطهي فعالة في بقر بطون المحتلين المستعمرين..ملامح بارزة قوية في هذا الجيل الذي تحرر من شروط المرحلة التي كبلت الاباء.. انه جيل ليس بعاق ولا متمرد على الاباء، ولكنه ادرك ان بامكانه فعل ما لم يفعله الاباء.. جيل ادرك ان الاخطاء لا ينبغي ان تظل في موقع الصدارة بل في سلة المهملات.. جيل ادرك ان عليه الحنو على تعب الاباء المقهورين المنهكين، ولكنه يتحرك بفتوة الشباب وبهمتهم.. هذه احد ابرز ملامح هذا الجيل.. والملمح الاخر المهم تدربه ان هذا الجيل ليس فقط يرفض التقسيم الحزبي والجغرافي الذي فرضته سياسات التنظيمات الحزبوية، بل ورفض كل تقسيم جغارفي للوطن الواحد والشعب الواحد ولاول مرة تنطلق المظاهرات وتندلع الاشتباكات وتتحرك السكاكين وادوات الطهي في مهمتها المقدسة في كل مكان في فلسطين، من المثلث الاشم الى حيفا العظيمة الى العفولة ويافا وكل العمق الفلسطيني.الجميل حقا ان هذا الجيل من الشباب تجاوز الفصائل والقيادات وتقدم ليبدع ثورة لم تكن معروفة.. فان كان جيل الثمانينات والتسعينات قد انتج ثورة الحجارة التي دخلت القاموس النضالي الانساني، فان جيل العشرينات من القرن الحادي والعشرين يسجل نوعا رائعا من تطور ادوات النضال، انه الهجوم بالسكاكين كحالة شعبية مفتوحة.انه جيل فلسطيني جديد لا ايديولوجية لها الا فلسطين ولا سبيل له الا المقاومة ووطنه فلسطين كلها وعدوه المحتل والمستوطنين وهدفه الحرية والاستقلال وعنوان جهاده القدس الشريف.. انه جيل طال انتظاره من قبل الفلسطينيين والعرب والمسلمين والاحرار.. ولكن ها هو ياتي بعنفوان وفرح واقدام فحيا الله فلسطين وحيا الله فرسانها البواسل.. تولانا الله برحمته.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)