الجزائر - A la une


جيل العتبة
الذي حدث في اليوم الثالث من عمر امتحانات شهادة البكالوريا، ترجمة حقيقية لنتائج الإصلاحات الفاسدة التي جرّبها الوزير بن بوزيد على المنظومة التربوية، وقد كانت إصلاحات بلا لون ولا طعم.
الفوضى العارمة التي حدثت مؤخرا، ما كانت لتقع لو أن وزارة التربية الوطنية تعاملت مع مشكلات القطاع بكل مسؤولية تاريخية وأخلاقية، فقد تحولت المدرسة إلى مخبر تجارب حيّدت فيه إدارة وسياسة بن بوزيد، كلّ الفاعلين والمربّين والباحثين لصالح أطروحات لا هي غربية و لا جزائرية ولا شرقية.. فقد منحتنا تلك الإصلاحات خلطة هجينة من الارتجالية والإغراق في المناهج، وجعلت من رجل التربية مجرد "عساس"، عندما جرّدته من هيبته وصلابة دوره في التربية والتعليم.
المربي أصبح في مدرسة بن بوزيد مجرد "عساس" على العتبة التي تحدّد خط البداية والنهاية، وهل رأيتم في العالم كله طريقة تدار بها الامتحانات المصيرية بالأسلوب الذي نراه عندنا؟
المربي في مدرسة بن بوزيد التي سلمها لخلفه بابا أحمد هيكل بلا روح، بعدما أصبح محل تهديد من التلميذ ووليّه، وربما لا يقوى حتى على مناقشة الازعاج الذي تحدثه منظفة المدرسة بجوار القسم الذي يدرّس فيه.
المربي تحوّل إلى مجرد رقم في إحصائيات النقابات المستقلة التي تستعمله في سباق الرواتب بأبشع طرق الاستغلال والدعاية، دون أن تمكنه من حقه الرقابي والردعي في التربية والتعليم، بل يمكن وفق إصلاحات بن بوزيد لأي حشّاش اتهامه بأخطر التهم التي تقوده للسجن، والأمثلة كثيرة وسردها لا يتسع له هذا العمود.
إن ما يحدث في المدرسة الجزائرية لعنة ستظل تطارد هؤلاء الذين سلبوا منا حق تخريج أجيال من فرسان العلم، بدلا من جيل العتبة المميّع هذا الذي تفتخرون به اليوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)