الجزائر

جمود حملات التحسيس ببومرداس



استهلكت الهيئات الرسمية والمجتمعية المكلفة بمكافحة كوفيد-19، على رأسها مديرية الصحة، كل خطابات التوعية والتحسيس التقليدية التي لم تعد تقنع المواطن من خطر المد السريع للوباء، جراء ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بالولاية بمعدل 20 حالة إيجابية يوميا، وهو خطاب يحتاج إلى روح متجددة وتحوير يقابل عملية تحور الفيروس حتى يأتي أكله قبل فوات الأوان.مقابل تهاون المواطن وانغماسه في نشاطه اليومي دون الالتفات إلى ما يدور حوله، وبداية موجات موسم الاصطياف والزحف على الشواطئ والفضاءات العامة التي أعطت صورة مغايرة تماما لخطاب المؤسسات الرسمية حول خطورة الوضع الوبائي جراء ارتفاع الإصابات المسجلة يوميا بمصالح كوفيد بالمؤسسات الاستشفائية بالولاية، لا تزال طبيعة الإجراءات المتخذة وخاصة في جانبها التحسيسي والتوعوي بعيدة عن هذا الواقع المستجد، وبالتالي لا يمكن لخطاب مجتر أن يعالج نفس الظاهرة المتحورة بنفس الوسائل وانتظار نفس النتائج.
كالعادة، تحركت هيئات فاعلة، منها الحماية المدنية التي أطلقت حملة تحسيسية بالأحياء والفضاءات العامة لتذكير المواطن بخطورة الوضعية وضرورة التحرك لاتخاذ شيئا ما في صالحه وعائلته، أقلها الالتزام بأبسط التدابير الوقائية والصحية المعهودة كالتباعد وتفادي التجمعات والاحتكاكات في الأسواق وداخل وسائل النقل بعد تسجيل تراخ كبير. ولم يعد موضوع كورونا يحتل أولويات أجندة المواطن، مثلما كان عليه سابقا.
كما تواصل مديرية الصحة في تطبيق نفس البرنامج التحسيسي، مع دعوة المواطنين إلى أهمية التلقيح والتقرب من المراكز الصحية والفرق المتنقلة والثابتة التي تم تنصيبها عبر الدوائر لتوسيع العملية، مع ذلك تبقى نسبة الاستجابة متفاوتة، مثلما رصدته الشعب، حيث تمثل فئة كبار السن أكثر حضورا واقتناعا بتلقي اللقاح مقارنة مع الشباب الذين يتحججون بعدة أسباب، رغم تسجيل إصابات وسطهم في المدة الأخيرة، وهي إحدى المؤشرات التي حملتها الموجة الجديدة التي تعدت الفئات الهشة وكبار السن إلى الفتوة وصغار السن.
أمام هذه الوضعية الصحية الصعبة، التي بدأت تعرف انتشارا مجددا للفيروس وتسجيل منحنى تصاعدي في عدد الإصابات، دقت الهيئات الصحية والأطباء الساهرين على مصالح كوفيد ببومرداس ناقوس الخطر، والتخوف من تضاعف الحالات الإيجابية التي قد تؤدي الى حدوث تشبع وعجز في عملية التكفل وتوفير الأسرّة وأجهزة التنفس، وعليه جددوا نداءهم للمواطنين «بضرورة أخذ الأمور بجدية وعدم التهاون أو الاستهتار بالبروتوكول الصحي والتدابير الوقائية التي تبقى وحدها تشكل حبل نجاة قبل الدخول في المضاعفات الصحية الخطيرة».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)