جمعية ''وعد'' تسعى لدعم فئة المعاقيننسيمة خلوفي... نموذج لإرادة فولاذية

تسعى الكثير من الجمعيات إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، بما تقدمهم لهم من دعم ومساعدة وفرص للتكوين كذلك، اِلتقينا ممثلة إحداها، وهي الآنسة إلهام التي تحدثت باسم رئيسة جمعية التكافل والتضامن الاجتماعي''وعد'' حول النشاطات الأخيرة في هذا المجال.
الجمعية كانت حاضرة في الصالون الوطني لإنجازات ذوي الإعاقة، من خلال عرض أعمال حرفية متعددة من إنجاز إحدى منتسباتها، وهي الآنسة نسيمة خلوفي التي تعاني من إعاقة سمعية منذ طفولتها، لكنها تملك قدرة كبيرة لتعلم كل شيء.
فكل المعروضات من ألبسة تقليدية وديكورات خاصة بالأعراس ونقوش على الصحون وحتى المنتجات التي أنجزتها بما يسمى ''الكرة السحرية''، وهي حرفة ظهرت مؤخرا، كانت من إبداع هذه الفتاة التي في عينيها تتقد شعلة الذكاء والإصرار والإرادة.
وبمساعدة ''إلهام''، حاورنا نسيمة التي تأسفت لأنها لم تتمكن من الاستمرار في الدراسة، لكنها مع ذلك حاولت بكل الطرق أن تتعلم أشياء من خلال احتكاكها بالآخرين في محيطها العائلي أو في الجمعية. ومكنها فضولها الكبير من تعلم الخياطة التي تحبها كثيرا، والآن تنجز كل يوم إبداعات مختلفة؛ منها ألبسة تقليدية للعروس، وكذا ألبسة للدمى، فضلا عن ديكورات الأعراس.
ولاتقف عند هذه الحدود، إذ لاتترك مناسبة لتعلم الجديد دون أن تستغلها، وهو ماترويه إلهام التي تشير إلى أن نسيمة تمكنت في وقت قصير ولوحدها من تعلم حرفة ''الكرة السحرية'' وذلك بالمشاهدة فقط، إذ كانت تتابع ماتقوم به إحدى السيدات المتخصصات في هذه الحرفة، وتمكنت بشكل فردي من إنجاز أشياء مثيلة لها، والآن هي تعلم الفتيات داخل جمعية ''وعد''.
وعن المشاركة في الصالون، تقول إلهام إنها جاءت بغية عرض إنجازات الجمعية التي تعنى بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم الدعم لهم، والمتمثل أحيانا في كراسي متحركة أو حفاضات...الخ، دون أن تنسى التذكير بالاهتمامات الأخرى للجمعية، لاسيما ترقية المرأة، وكذا مساعدة الشباب في إيجاد فرص عمل.
وعودة إلى نسيمة، فإنها تعد بالنسبة للجمعية مثالا تريد من خلاله التأكيد على قدرة فئة المعاقين على تجاوز كل أشكال العجز الناتج عن النقص في إحدى الحواس، وهي لذلك بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي، توضح إلهام
''صحيح أن هذه الفئة تعاني من نقص في إحدى حواسها، لكنها محتاجة فقط للإمكانيات من أجل تخطي الإعاقة والاندماج في المجتمع، والمساهمة بالتالي في تنميته''.
في السياق، تتمنى أن تمد يد العون إلى نسيمة لتمكينها -كالكثيرين- من الحصول على دعم يسمح لها باقتناء آلة خياطة ومقر، حتى تصبح قادرة على العمل لحسابها وبالتالي الإستفادة من كل المواهب التي تملكها.