الجزائر - 01- Généralités

جمعية العلماء المسلمين



مقدمة
احتفلت فرنسا بمرور قرن من الزمن على احتلال الجزائر، وهو احتفال أعطته عناية و ميزانية فائقة، لأنها كانت تعتقد أنها قضت على مقومات الشخصية الجزائرية و المقاومة المسلحة، بقضائها على التعليم الوطني و اضطهاد اللغة العربية بغلق المدارس و الكتاتيب، وجعل قوانين تحد من فتحها، وكانت تهدف إلى القضاء على الثقافة الوطنية و الدينية مثل الاعتداء على القضاء و انتزاع اختصاصات المحاكم الشرعية.
و ردا على هذه الادعاءات الفرنسية الاستعمارية بأن عهد الإسلام انتهى، و بأن الثقافة العربية الإسلامية اندثرت ولم يعد لها وجود، قاد العلماء إلى القيام بواجبهم النضالي أسوة بإخوانهم في المشرق الذين ساهموا في إيقاظ الوعي الإسلامي، فنشأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ومن هذا المنطلق نطرح الإشكالية التالية: كيف ساهمت جمعية العلماء المسلمين في الحركة الوطنية؟
تم الاعتماد على مجموعة من المصادر و المراجع لدراسة الموضوع أهمها: جريدة البصائر، عبد الوهاب بن خليف، تاريخ الحركة الوطنية من الاحتلال إلى الاستقلال، علي مراد، الحركة الإصلاحية الإسلامية في الجزائر 1925-1940م وغيرها.
و للإجابة على الإشكالية المطروحة تم اقتراح الخطة التالية:







خطة البحث:
المبحث الأول: جمعية المسلمين الجزائريين
المطلب الأول: نشأة الجمعية
المطلب الثاني: برنامج الجمعية و أصولها
المطلب الثالث: أهم رواد الجمعية
المبحث الثاني: نشاط الجمعية من خلال جريدة البصائر
المطلب الأول: نشأة جريدة البصائر
المطلب الثاني: النشاط الثقافي
المطلب الثالث: النشاط الديني
المطلب الرابع: النشاط السياسي
الخاتمة
قائمة المصادر و المراجع











المبحث الأول: جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
المطلب الأول: نشأة الجمعية
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي جمعية إسلامية جزائرية أسسها مجموعة من العلماء الجزائريين خلال النصف الأول من القرن العشرين، سطرت الجمعية أهدافا لها وهي إحياء الشعب الجزائري و النهوض به وإصلاح مجتمعه وزرع القيم والأخلاق الإسلامية الرفيعة و المحافظة على هويته من أجل أن يتبوأ مكانة رائدة بين الأمم وفق هويته الإسلامية والعربية واتخذت الجمعية» الإسلام ديننا و العربية لغتنا و الجزائر وطننا «شعارا لها.
تأسست في 05 ماي 1931م بالعاصمة الجزائر، وانتخبت عبد الحميد ابن باديس رئسا لها، وتولى مناصب هامة نخبة من المصلحين بعد أن اعترفت بها السلطات الفرنسية.
المطلب الثاني: برنامج الجمعية و أصولها
تستمد هذه الجمعية أصولها من تصارع مئات الأفكار بين مختلف المثقفين الجزائريين في إطار مجلة ابن باديس الشهاب انطلاقا من سنة 1925م.
كما نعلم أن الجمعية كان هدفها إصلاحي بعثي، فمنذ إنشائها اعتمدت إستراتيجية وطنية بعيدة المدى تعتمد في الأساس على بناء الشخصية الجزائرية في إطار العروبة و الإسلام، تمثل برنامجها في التالي:
1. إحياء الدين الإسلامي و تنقيته من الشوائب و البدع التي ألصقت به.
2. العمل من أجل بعث و تطوير الثقافة العربية الإسلامية.
3. العمل على توحيد أبناء الشعب الجزائري تحت راية العروبة و الإسلام.
4. توعية الشباب من خلال مكونات شخصية الجزائرية للنضال مستقبلا.
5. إقامة جسور التعاون بن الجزائر و باقي الدول العربية الإسلامية.
6. الدعوة إلى توحيد العمل المشترك مع أبناء تونس و المغرب.
7. نشر التعليم العربي المستوحى من الوحدة العربية الإسلامية .
كل هذه المبادئ استطاعت من خلالها الجمعية العلماء المسلمين أن تبني قاعدة شعبية لها و هذا بفضل الكتابات الصحفية في جرائد كتبت بالخط العربي الإسلامي ، ومن هذه الجرائد:
1. جريدة السنة النبوية المحمدية: صدر أول عدد منها في الثامن من ذي الحجة عام 1351هـ الموافق للعاشر من أفريل سنة 1933 م أي بعد سنتين من تأسيس الجمعية وما صدر منها إلا 13 عددا حتى أوقفتها السلطات الاستعمارية، فكان آخر عدد يوم 1 ربيع الأول سنة 1352 هـ الموافق لـ 03 جويلية 1933 م.
2. جريدة الشريعة النبوية المحمدية: طبع أوّل عدد منها يوم الاثنين 24 ربيع الأوّل 1352 هـ الموافق لـ 17 جويلية 1933 م و استمرت حتى عددها السابع يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1352 هـ الموافق لـ 28 أوت 1933 م أين جاء قرار تعطيلها، قد واكبت هذه الجريدة بداية السنة الثالثة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كما بيّنه العدد الأوّل منها الذي ذُكر فيه خطاب الرئيس في الاجتماع العام الثالث لجمعية العلماء.
3. جريدة الصراط السوي: صدر أول عدد يوم الاثنين 21 جمادى الأولى عام 1352 هـ الموافق لـ 11 سبتمبر 1933 م وصدر منها 17 عددا حتى 22 رمضان 1352 هـ الموافق لـ 8 جانفي 1934م.
4. جريدة البصائر: سوف نفصل فيها في المبحث الثاني.
المطلب الثالث: أهم رواد الجمعية
1. عبد الحميد ابن باديس: رئيس جمعية العلماء المسلمين خلال النصف الأول من القرن 20م، ولد سنة 1889م، من عائلة عريقة تعود أصولها إلى بني زيري، تعلم القرآن و قواعد اللغة العربية و الأدب العربي و أصول العلوم الإسلامية، تأثر بمحمد عبده و جمال الدين الأفغاني .

من أعماله:
 مجد و مصلح بدعوة إلى نهضة المسلمين.
 فسر القرآن الكريم في دروسه اليومية.
 كتب في المجلات و الصحف.
 أنشأ المدارس.
 توفي في يوم 16 أفريل 1940م.
من مؤلفاته:
 مبادئ الأصول، نص قدمه و حققه عمار طالبي.
 العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية - قدمه وعلق عليه محمد حسن فضلاء.
 آثار عبد الـحميد بن باديس، وزارة الشؤون الدينية.
 مجالس التذكير، وزارة الشؤون الدينية.
2. البشير الإبراهيمي: الشخص الأكثر فاعلية في المدرسة الإصلاحية الجزائرية بعد ابن باديس فإليه آلت رئاسة الجمعية بعد وفاة ابن باديس، ولد سنة 1889م ببجاية، كان يقدم الدروس في مسجد الأموي بدمشق، و كان يعلم في سطيف، حث السكان على بناء مسجد، ثم انضم للشهاب سنة 1931م، عين نائبا للجمعية و كلف بالدعاية الإصلاحية في الغرب الجزائري و مركزه تلمسان.
من أعماله: أنه كان مجدد العلوم الدينية و كذا اللغة العربية.
3. مبارك الميلي: يمثل مبارك الميلي مع ابن باديس و البشير الإبراهيمي الأخوة الثلاثة الأشجع للحركة الإصلاحية الجزائرية. ولد المدعو مبارك الهلالي الميلي في سنة 1897م بالميلية بالقبائل الصغرى، اشتغل في التعليم الحر بقسنطينة، وبعد وفاة ابن باديس كلف بمواصلة التدرب و الدعاية الإصلاحية الإسلامية في الجزائر، وبقي كذلك إلى غاية وفاته في 09 فيفري 1945م .
من أعماله: كان مبارك الميلي من رجال الفكر الإصلاحي في الجزائر، وزود الجزائر بمصنفات قيمة تمثلت في تاريخ الجزائر في القديم و الحديث.
4. العربي تبسي: هو الشيخ العربي بن بلقاسم بن فرحات، ولد ببلدية ناحية غرب لمدينة تبسة سنة 1895م، درس في جامع الزيتونة ثم بجامع الأزهر، كان نائب في جمعية العلماء بعد وفاة ابن باديس، وفي سنة 1953م أصبح تقريبا هو قائد الحركة الإصلاحية، وكان مثله الأعلى قائما على جعل الناس يحيون الأفكار الإسلامية، كان فقهيا و ثابتا أخلاقيا و يفتقر لحرية التحرك و الهيبة. و تمثل نشاطه أساسا في الوعظ بتذكير إخوانه بتعاليم الكتاب و السنة .

















المبحث الثاني: نشاط الجمعية من خلال جريدة البصائر
المطلب الأول: نشأة جريدة البصائر
تعد البصائر الصحيفة الرابعة التي أصدرتها جمعية العلماء المسلمين، وهي من أهم صحف هذه الجمعية، ومن أكبر الصحف العربية في الجزائر شهرة و انتشارا لما تركته من أثر عميق في مجرى الحياة الوطنية من جميع نواحيها .
صدرت في 27 ديسمبر 1935م و هي جريدة أفلتت من التوقيف و ظلت تصدر حتى عام 1939م، وسميت البصائر تيمنا بقول الله تعالى: «قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه و من عمي فعليها، وما أنا عليكم بحفيظ» ، حيث و شحت صدرها هذه الآية الكريمة غير أن هذه الآية حذفت منها فيما بعد، و يصفها الإبراهيمي « أنها أحد الألسنة الأربعة الصامتة لجمعية العلماء المسلمين» و كانت الآية الكريمة مكتوبة تحت العنوان و ذلك في أعداد البصائر التي صدرت في عاصمة الجزائر من 1-83.
و كانت تصدر في قسنطينة يوم الجمعة من كل أسبوع المدير المسئول، و رئيس تحريرها الميلي مبارك، أما العدد الأول من الجريدة في الجزائر العاصمة يوم الجمعة 27/12/1935 مدير و رئيس تحريرها العقبي الطيب صاحب الامتياز الشيخ محمـد خير الدين، و بعد العدد 183 انتهى الصدور بالجزائر و انتقل إلى قسنطينة و تغيرت إدارتها إلى مبارك الميلـي .
المطلب الثاني: النشاط الثقافي
يتوقف مصير الشعب الجزائري المسلم على حرية نشر الثقافة العربية الإصلاحية الإسلامية في الجزائر منه حصول الأهالي على حق الانتخاب.
كان يدعو رئيس الجمعية ابن باديس إلى الإسهام في إحياء الشخصية الجزائرية، وبعث الثقافة الوطنية العربية بالرغم من الإغراءات التي تنطوي علها الحضارة الغربية ومن التهديدات الفرنسية.
يدعو إلى التشبث بشخصيتهم و تقاليدهم و تاريخهم، دون العدول مع ذلك عن التكيف الضروري مع التقدم العلمي و التقني.
الدعوة إلى التمسك بتقاليد المحمدية و الثقافة العربية.
ولئن شكلت كفاءة ابن باديس و مهاراته و وجاهه عناصر نجاح بالنسبة لمهمته الإصلاحية، فمن البين أنه لم يكن ليقدر وحده على التكفل بالأعباء الثقيلة للدعاية الفعالة عبر البلاد كافة، فمن الضروري معرفة الإسهام الذي لا يستهان به فيما قدمه الدعاة المصلحون الآخرون، الذين كانوا يشدون أزره و يكونون معه ما اصطلحنا عليه مدرسة الشهاب أي المدرسة الإصلاحية الإسلامية الجزائرية .
المطلب الثالث: النشاط الديني
انطلاقا من حادثة ربيع 1935م اقتنع الاصطلاحيون بأن المطالب الجزئية غير مجدية، حين إذن عقدوا العزم على طرح الاستقلال الديني الإسلامي أمام الرأي الجزائري و أمام الضمير الفرنسي .
أولى هجماتهم الكبرى في هذا الاتجاه صادفت انعقاد المؤتمر الإسلامي الجزائري الأول في جوان 1936م، وتمثلت في النقاط التالية في مسألة الدين على النحو التالي:
المساجد: استعادة المساجد للمسلمين و تقدم لها اعتمادات مالية من الميزانية الجزائرية، أما تسييرها فسيسند لجمعيات دينية قائمة وفق قانون الفصل.
التعليم الديني: ينشأ معهد للدراسات العليا لتعليم الدين الإسلامي و اللغة العربية، وتكوين عمال الشؤون الدينية مثل الأئمة و الدعاة...
صاغ ابن باديس مطالب أخرى تتعلق بالقضاء الإسلامي وفيما يلي أهم فقرة فيه: يتطلب إصلاح القضاء
أ‌) إنشاء مؤسسة دينية تتكون من شخصيات تختارها هيئات دينية وتقوم مهمتها على وضع القانون الإسلامي.
ب‌) إعادة تنظيم المدارس التي تكون موظفي القضاء الإسلام، بإدخال القانون الإسلامي المشار إليه، و بإنشاء مكان اكبر للعلوم الدينية الإسلامية .
المطلب الرابع: النشاط السياسي
بدأ نشاطها السياسي سنة 1932م من خلال قيام أعضائها بحملة تحسيسية لمقاطعة البضائع اليهودية.
محاربة فكرة إعطاء الجنسية الفرنسية الجماعية للجزائريين.
تأليب الجزائريين على الإدارة الفرنسية و تقوية العداء لها.
نجحت في تأسيس المدارس الحرة في الجزائر في ظرف خمس سنوات.
توسعت في جميع ولايات الوطن.
حققت جزء كبير من أهدافها و جزء هام من إستراتجيتها .






الخاتمة
و على ضوء ما الدراسة فإن جمعية العلماء المسلمين لم تكن حزبا سياسيا، لكن مساهمتها في العمل الوطني جعل منها قوة رئيسية في الحركة الوطنية، كما لعبت دورا حاسما في الحفاظ على مقومات الشعب الجزائري المتمثلة في العربية و الإسلام و الوحدة الوطنية.














قائمة المصادر و المراجع
1. القرآن الكريم.
2. البصائر، ع 1، 25 جويلية 1947م.
3. بلغيث محمد الأمين ، تاريخ الجزائر المعاصر، دار مدني للنشر و الطباعة.
4. بن خليف عبد الوهاب، تاريخ الحركة الوطنية من الاحتلال إلى الاستقلال، دزاير انفو.
5. العلوي محمد الطيب ، مظاهر المقاومة الجزائرية 1830- 1954 م، منشورات المتحف الوطنى للمجاهد.
6. مراد علي، الحركة الإصلاحية الإسلامية في الجزائر 1925-1940م، دار الحكمة، ط2، 1999م.
7. ناصر محمد ، المقالة الصحفية 1903-1930م، ج2، المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع، الجزائر، 1980م.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)