الجزائر

جلسات التقييم والتقوية



أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود أن المؤشرات التي يشهدها قطاع السياحة في الآونة الأخيرة "إيجابية" باستثناء بعض الاختلالات التي وصفها ب«الصغيرة" لا يزال يعاني منها القطاع في مجالي الخدمة وترقية الوجهة السياحية الجزائرية.وخلال إشرافه أمس، على انطلاق أشغال الجلسات الوطنية للسياحة في طبعتها الثالثة تحت شعار "السياحة المستدامة، مستقبل واعد"، أوضح السيد بن مسعود أنه ينتظر من المشاركين في هذه الجلسات، من فاعلين ومسؤولين وخبراء، الخروج بتوصيات تقدم حلولا دائمة للاختلالات التي لا تزال السياحة تعاني منها في الجزائر، خاصة في مجالي الخدمة وترقية الوجهة، وذلك من أجل التوصل لتحقيق الهدف المسطر في المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لجعل الجزائر وجهة سياحية بامتياز في آفاق 2030.
وهو هدف، أكد وزير السياحة أنه، في متناول الجزائر التي تمتلك كل المقومات والإمكانيات لتحقيق ذلك من إرث تاريخي وثقافي وسياحي ولغوي متنوع، إضافة إلى الأهمية التي أولتها الدولة لهذا القطاع بتصنيفه واحدا من القطاعات الإستراتيجية الثلاثة المنتجة للثروة، إلى جانب الفلاحة والصناعة. واعتبر منح رئيس الجمهورية هذه المرة الرعاية السامية لهذه الجلسات التي تعقد كل خمس سنوات دليلا قاطعا على الأهمية الكبيرة التي يوليها للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي الهام ليكون إلى جانب القطاعين السابقي الذكر بدائل عن المحروقات.
وقاده ذلك لمطالبة وسائل الإعلام الوطنية بالدعاية للوجهة الجزائرية لمرافقة القطاع وأنشطته والتعريف بما تزخر به الجزائر من مقومات ومؤهلات سياحية، مذكرا بإشادة المنظمة العالمية للسياحة بالانجازات التي حققتها الجزائر في هذا المجال في السنوات الأخيرة.
ومن بين الإنجازات التي تطرق لها وزير السياحة التي تم تحقيقها منذ إطلاق المخطط التوجيهي عام 2008، إعادة تهيئة وترميم عدة فنادق عمومية وبناء أخرى جديدة بما رفع طاقة الاستقبال من 60 ألف إلى 140 ألف سرير، في انتظار تسليم 120 ألف أخرى بمواصفات عالمية خلال السنة الجارية أو العام القادم، وتوفير حوالي مليون منصب عمل دائم في القطاع الحرفي، إضافة إلى التسهيلات التي أقرتها الوزارة لتشجيع الاستثمار، خاصة فيما يتعلق بلامركزية القرارات التي منحت صلاحياتها للإدارة المحلية. وكل ذلك سمح حسب المسؤول الأول عن قطاع السياحة بالحصول على العقار السياحي وتسريع وتيرة الاستثمار والمشاريع الفندقية بمختلف أنحاء الوطن.
من جهة أخرى، اعتبر وزير السياحة اختيار أكثر من مليوني سائح جزائري قضاء عطلهم في تونس بأنه مؤشر إيجابي من منظور أن هناك طبقة وسطى في المجتمع الجزائري تتمتع بمستوى معيشي يسمح لها بالسياحة في الخارج، مستدركا أن ذلك لا يمنع من مواصلة العمل لتفضيل الوجهة الجزائرية من خلال الاتفاقيات التي تم إبرامها مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين والتي سمحت لآلاف العائلات من الاستفادة بتخفيضات وصلت إلى 20 بالمائة في موسم الاصطياف وإلى 50 بالمائة في النقل والإيواء خلال موسم السياحة الصحراوية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأسعار المطروحة لا يمكن اعتبارها منخفضة، وأنه على المواطن الجزائري اختيار العروض التي تتناسب مع قدراته المالية من فندق ذي نجمة واحدة إلى فندق ذي خمس نجوم.
للإشارة، أكثر من 1200 مشارك يعكفون على مدار يومين على مناقشة وتقييم المخطط الوطني للتهيئة السياحية في مرحلته الأولى الممتدة من 2008 إلى 2018 من خلال تنظيم أربع ورشات تتعلق الأولى بالعرض السياحي ووضع وجهات مستدامة تنافسية وجذابة، وتتناول الثانية حوكمة الوجهات من خلال تحديد الآليات ووسائل التنسيق، في حين تناقش الثالثة المناجمت السياحي، وتهتم الأخيرة برهانات وتحديات التنمية السياحية مع آفاق 2030.
وعرف اليوم الأول عرض فيلم عن إنجازات قطاع السياحة والصناعة التقليدية، وآخر حول اللقاءات الجهوية التي نظمتها الوزارة مؤخرا والتي تم من خلالها الإصغاء، كما قال الوزير، إلى الجزائر العميقة ومنحها الفرصة للتعبير عن انشغالاتها وإبداء اقتراحاتها لتطوير هذا القطاع الحساس.
كما قدم خبراء في هذا المجال عرضا تضمن تقييم تنفيذ المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ما بين 2008 و2018 تحت عنوان "تنمية السياحة في الجزائر: ديناميكية الإقليم وتفعيل سياحة الوجهات على مستوى الجماعات المحلية" وذلك في انتظار إصدار التوصيات اليوم في ختام الأشغال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)