الجزائر

جزائريون يضعون أكوابا من المياه على الشرفات لإنقاذ العصافير من العطش



جزائريون يضعون أكوابا من المياه على الشرفات لإنقاذ العصافير من العطش
كشفت الكثير من العائلات الجزائرية عن جانبها الإنساني، من خلال مساعداتها للمحتاجين، على غرار ما وقف عليه الكثير في شهر رمضان الماضي، كما لم يتوان البعض في تسخير شرفاتهم ونوافذ منازلهم لتدعيم العصافير المتجولة بالماء والأطعمة لإنقاذها من الجوع والعطش خلال فصل الصيف المعروف بحرارته التي لا تطاق بالنسبة للإنسان الذي يمتلك كل وسائل التأقلم معها وعلى رأسها حريته في طلب الماء والمكيفات، فما بالك بالحيوان الضعيف الذي لا طاقة له غير فطرته.وإذا كان الجزائريون معروفون بكرمهم ووقفاتهم الرجولية لمساعدة الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان أو في بقية المناسبات التي تفرض التجند ومنها عيد الأضحى المبارك الذي هو على الأبواب، فقد لجأ الكثير أيضا إلى تخصيص مساحات على شرفات المنزل حتى تكون مزارا للعصافير بغية إنقاذهم من العطش بسبب جفاف الأرض وعدم امتلاك العديد من المدن الجزائرية لمسطحات مائية عذبة من أودية أو سدود وتجمعات مائية على غرار منطقة الأوراس، إضافة إلى وضعهم كميات من الخبز والحبوب لإطعامهم وأحيانا بقايا عشاء مثل الأرز وما شابهه من أطعمة تفضلها كل أنواع العصافير وليس الحمام فقط، وهو ما يجعل مختلف أشكال العصافير تحل على نوافذ وشرفات المنازل كلما شعرت بالعطش أو الجوع أو وجدت الوقت أو المكان المناسب الذي يسمح لها بذلك، وتكون في أسراب في بعض الأحيان تلتهم فرحا ما جاد به المحسنون وترد بتغريد شجي ضمن صداقة أزلية وتبادل للتحية وللخير بين الإنسان والحيوان بلغة غير مفهومة، وفي نفس الوقت مفهومة لدى الجميع.ولم يتوان البعض في تثمين مثل هذه المبادرات التي لقيت تجاوبا كبيرا لدى الشباب والعائلات الجزائرية، بفضل المساعي القائمة ميدانيا أو عبر المنشورات التي تتم على الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يكشف الجانب الإنساني للفرد الجزائري الذي يسجل حضوره بقوة حين يتعلق الأمر بالأعمال الخيرية والإنسانية، وحتى الذين يترددون عن فعل ذلك فلأنهم يخشون من حضور حيوان آخر، وهو الفأر الذي يلتهم هاته الأطعمة قبل العصافير، ومع ذلك مازالت صور الصحون المليئة بالحليب وحتى بالجبن وبقيا اللحوم وأواني الماء وبقايا الخبز ترسل أحلى سلام للحيوانات الأليفة التي مازالت موجودة في الجزائر، حيث انقرضت الكثير من النباتات والحيوانات وبقي هذا العطف المتبادل مع الطيور والقطط.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)