الجزائر

جراد: القضاء على بيروقراطية التسيير لبناء اقتصاد متكامل


التوجه نحو صناعة المركبات
أشرف الوزير الأول عبد العزيز جراد، على إعطاء إشارة تهديم هيكل الفرن العالي رقم واحد والذي يعود إلى سنة 1968، واستغلال بقايا المواد الحديدية المكدسة كمادة أولية لإنتاج مواد صناعية.
اعتبر الوزير الأول هذا الإجراء فرصة لاستغلال الموارد المتوفرة وغير المستغلة لبعث النشاط الاقتصادي بالمركب، وأكد أن تفقده لعملاق الحديد والصلب يندرج في إطار إعادة الاعتبار والمصداقية للاقتصاد الوطني، وللعمال والإطارات، مشيرا إلى أن هدفهم الأول هو إعطاء ديناميكية جديدة للاقتصاد.
وأكد عبد العزيز جراد، خلال زيارته التفقدية لمركب الحديد والصلب سيدار الحجار بعنابة، أن مشروع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والحكومة الجزائرية، يتمثل في تجسيد صناعة وطنية تنطلق من إمكانيات الإطارات الجزائرية وكفاءات وقدرات العمال والمسيرين، مشيرا إلى أن عامل التسيير هو الأهم للنهوض بالصناعة الوطنية، إلى جانب الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، على اعتبار أن التنمية ليست فقط بناء المصانع والمناجم والطرق، وإنما كيفية التسيير من خلال الابتعاد عن البيروقراطية ومنطق الإدارة.
وشدّد الوزير الأول على ضرورة التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي يمكن للجزائر أن تلبي بها حاجيات الوطن، وتنافس من خلالها منتجات الدول الأخرى، مؤكدا على تشجيع هذا النوع من الصناعات في تحويل المنتجات، وهذا بالنظر إلى أن تكلفتها ليست بالكبيرة، وتساهم في بناء الاقتصاد الوطني.
ويرى جراد ضرورة تطوير إمكانيات مركب الحجار للحديد والصلب، والعمل على التوجه نحو صناعة بعض الآليات والمركبات، حتى يكون هناك تكامل، مشيرا إلى أن قطبا صناعيا مثل مركب الحجار يعمل على تجهيز المنتوج الخام لاستخدامه في الصناعة المتوسطة والصغيرة، وقال إن هذا المسار تعرقل نوعا ما في وقت سابق من تاريخ الجزائر وتاريخ الصناعة الوطنية.
مركب الحجار ساهم في بناء الاقتصاد الوطني المستقل
وأبرز الوزير الأول أن مركب الحجار ساهم في بناء الاقتصاد الوطني المستقل، مؤكدا أنه اليوم يجب المرور نحو نوع آخر من الصناعات، على غرار صناعة السيارات، تحويل المنتجات الفلاحية والزراعية، ناهيك عن استغلال مختلف المنتجات الموجودة في بلادنا، والتي يجب اعتمادها في بناء المصانع التي تقدم منتوجا لفائدة الصناعة الوطنية وتسييرها من قبل أشخاص أكفاء، بعيدا عن البيروقراطية، قائلا في سياق آخر بأن هناك تنافس كبير. وقال جراد «بيننا وبين الأجانب الموجودين بالجزائر، والذين يملكون قدرات تسيير كبيرة، ومنطق اقتصادي واضح مبني على الربح، وإذا لم نصل إلى هذا المنطق، سنبقى نتخبط في المنطق الإداري ونتحاور مع أنفسنا في الوقت الذي يعرف فيه العالم تغييرا كبيرا». وشدد على ضرورة تغيير هذا المنطق، على اعتبار أن مشروع رئيس الجمهورية يتمثل في صناعة وطنية تنطلق من إمكانياتنا وقدراتنا وكفاءتنا وبتكنولوجيات حديثة.
جراد، الذي تفقد وحدة الدرفلة على الساخن، قال إن الجزائر تمتلك كفاءات وإطارات قادرة على النهوض بالاقتصاد الوطني، لذلك يجب التفكير في هذه الإطارات والشباب المتخرج من الجامعات، وتوفير الإطار المناسب لها للعمل والعيش والتطور تدريجيا من خلال تطوير الصناعة الوطنية، مركزا في سياق حديثه على ديمقراطية تسيير المصانع بأهداف محددة ومسطرة.
المساحات المسترجعة لن تذهب إلى جيوب العصابة
من جانب آخر، قال جراد إن المساحات المسترجعة لن تذهب إلى جيوب العصابة التي عرفتها ولاية عنابة، وإنما ستعود إلى الدولة الجزائرية وإلى عمالها وإطاراتها، وتستخدم في تجسيد مشاريع وطنية. وتفاءل الوزير الأول بمشروع الحجار للحديد والصلب وبقدراته، مشيرا إلى أنه من خلال التسيير العقلاني والمحكم سيكون هناك توازن مالي، وسينطلقون في مشاريع جديدة ستعطي للعملاق الحديد والصلب نفسا جديدا حتى يبقى رمز الصناعة الجزائرية.
وشدد الوزير الأول على أن المؤسسات هي من تقوم بتنشيط الاقتصاد وجلب الثروات، في حين تعمل الحكومة الجزائرية على توفير الإمكانيات والوسائل اللازمة، ودعم الاستثمار، قائلا إن المؤسسة هي أساس التنمية ومركز الاقتصاد، وأكد بأن زمن الاقتصاد الريعي للبترول قد انتهى، بحيث يجب أن تكون هناك نقلة نوعية للمرور نحو اقتصاد حر وعقلاني أساسه العمل والتسيير الجيد.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)