جدل في المغرب بعد ترويج قناة "2 أم" لإخفاء آثار العنف الأسري بالماكياج

أثار أحد البرامج التي تبثّها القناة الثانية المغربية ”2 أم” المغربية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، باقتراحه على النساء طريقة إخفاء الكدمات وآثار تعنيفهن في المنزل بواسطة الماكياج. وعرض برنامج ”صباحيات” الذي تبثه ”2 أم”، الأسوع الماضي، امرأة تجلس على كرسي، وعلى وجهها آثار الضرب والتعنيف وهمية، وبين طريقة إخفاء الكدمات حول العينين عن طريق المساحيق. وخاطبت ضيفة البرنامج النساء المعنفات قائلة: ”نتمنى أن تمكنكم نصائح التجميل المقدمة من مواصلة يومكن وحياتكم بشكل طبيعي”. وتزامن بث المقطع مع إحياء اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، في مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة وتهدف إلى رفع درجة الوعي العام بشأن تعنيف النساء. وانتشر مقطع الفيديو على خدمتي تويتر وفيسبوك وأثار ردود فعل غاضبة وإدانات. وانتشرت على الإنترنت وورد فيها ”ندين رسالة التطبيع مع العنف ضد المرأة. نطالب بعقوبات صارمة ضد هذا البرنامج”، كما طالبت العريضة بحذف فيديو البرنامج واتخاذ إجراءات صارمة بحق قناة ”2 أم”، ومعدي برنامج صباحيات، مضيفة أن العنف المنزلي لا ينبغي التستر عليه وإنما ينبغي أن يُدان المعتدي ويلاحق قضائيا”. وجاء في تغريدة لجينيفر أوكونيل (54 عاماً)، مديرة الموارد البشرية في إحدى الشركات في مانهاتن الأمريكية: ”في المغرب، لا يعتمد النظام التعليمي على منع الرجال من الإساءة إلى المرأة وإنما يقوم على تعليم المرأة كيفية إخفاء آثار العنف المنزلي”. وبعد هذه الضجة الكبيرة التي أثاره الشريط، اعتذرت القناة وقالت إنه ”لم يكن لائقا على الإطلاق”، ثمّ سحبت الفيديو من موقعها الإلكتروني وتعهدت باتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن نشره.وفي السياق، قالت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية في المغرب، أن نسب الاعتداءات الجسدية والجنسية ضد النساء في الأماكن العمومية في المملكة لا تزال مرتفعة. وأشارت الحقاوي خلال ندوة محلية لإطلاق حملة تحسيسية لوقف العنف ضد النساء في المغرب، يوم الجمعة، في الصخيرات، إلى أن 54 في المائة من العنف الجسدي و66 بالمائة من العنف الجنسي ضد النساء يمارس في الأماكن العمومية. ما يعني أنها ترتفع بفارق كبير عن تلك الممارسة داخل بيت الزوجية أو في أماكن خاصة. وشددت الحقاوي على أن التصدي لظاهرة العنف ضد النساء في المغرب، يجب أن يتم ”وفق مقاربة مبنية على احترام حقوق الإنسان، تحتل فيها قضية حماية المرأة والنهوض بحقوقها مكانة محورية”.