جبة واضية سيدة اللباس التقليدي

أبدت السيدة يمينة من مدينة بوغني جنوب ولاية تيزي وزو، حبها لحرفة الخياطة منذ الصغر، رغم أنها لم تدخل يوما مدرسة أو مؤسسة للاستفادة من تكوين في المجال، لكنها تبدع موديلات غاية في الروعة، جعلتها طيلة ال 24 سنة من الخياطة صاحبة أجمل لباس قبائلي حاولت أن تبدع فيه أشكال وأنواع الجبة القبائلية لضمان الاستمرارية لهذا الإرث. شاركت في عيد الجبة القبائلية في طبعته ال6 الذي احتضنته مؤخرا قرية احمزيوان ببلدية إيلولة أومالو، حيث عرضت أجمل أعمالها وعلى رأسها الفستان الأبيض بلمسة بربرية.حدثتنا السيدة يمينة عن بدايتها في عالم الخياطة فقالت: "مارست حرفة الخياطة منذ 24 سنة، سعيت من خلالها لإدخال الفرحة على قلوب العرائس وتحضير العديد من الألبسة القبائلية التقليدية، ومنذ 5 سنوات فتحت ورشة خياطة ببوغني وأشغل فيها معي عاملتين ومتربصة حاليا، قدمت موديلات مختلفة نالت إعجاب السيدات وهو نجاح لا يقدر بثمن، منها جبة الراري أو التي تعرف باسم اسارو، وهي المطلوبة بقوة والمعروفة بكثرة "الزيقزاق" فيها ، وجبة واضية".وعن الوقت الذي تتطلبه الجبة لتكون جاهزة، تقول المتحدثة بأنه يختلف من جبة لأخرى، فلكل جبة وقت معين لتكون جاهزة، فمنها التي تتطلب أسبوعا أو أكثر خاصة إذا كانت مرفقة بالفوطة، لأن الأمر يتوقف على قوة التعبة بالزيقزاق الذي يحتاج للتركيز لتبدو الجبة جميلة ومتناسقة.وعن اختيار التصميم ، الألوان والأشكال، تقول المتحدثة: "أحيانا اقترحها بنفسي، وأحيانا أخرى الزبائن، لأن الأذواق تختلف والتصاميم أيضا، فهناك من تريد موديلا غربيا أو شرقيا بلمسة قبائلية وصاحبة الفستان هي التي تقترح الألوان والأشكال حتى تحافظ على الشكل الذي تزاوجه بالقبائلي، وتبقى جبة واضية المعروفة بألوانها الحريرية جد مطلوبة لأنها الرمز والأصل في الجبة القبائلية".وعند الحديث عن ثمن الجبة ،علقت السيدة يامينة قائلة: " ثمن الجبة يختلف حسب نوعها، فحاشية ألوان جبة واضية غالية جدا وثمنها يتراوح بين17 و18 ألف دينار، كما أنها سهلة التصميم والخياطة على عكس قرقري التي تتطلب وقتا وتركيزا خاصا، كما أن الحاشية التي تستعمل فيها التي تسمى بقرقري أو"أسارو" صعب وضعه، ويتطلب وقتا، وحتما هذا يزيد من ثمن الجبة مقارنة بباقي الأنواع".تقول السيدة يمينة بأن الجبة القبائلية استطاعت الاستمرار بفضل التجديد وإبداع موديلات جديدة في مختلف أنواع الجبة، وحتى جبة واضية أدخلت عليها تعديلات، لكنها حافظت على الأصل والنمط التقليدي، فهناك العديد من العرائس مثلا عندما تريد خياطة جبة للتصديرة تتطلب أن تكون جبة واضية على الشكل التقليدي القديم لأنه الرمز بألوانه الزاهية التي تمزج بين الأصفر، الأحمر، الأخضر، الأزرق والأبيض.وعن جديد الموديلات لهذه السنة، تقول المتحدثةبأنها أبدعت موديلا يشبه جبة واضية لكنه مغاير، وكذا فستان زفاف قبائلي بتصميم راق، حيث تقول أنها قامت بخياطة أول فستان من هذا النوع منذ 7 سنوات، كما تقوم بكرائه للعرائس لأن ثمنه غال، حيث يقدر ب22 ألف دج.وتؤكد السيدة يمينة أنها عملت بإخلاص طيلة ال 24 سنة من العمل في إبداع موديلات الجبة القبائلية، لإرضاء الزبائن، حيث لقيت أعمالها إعجابا ورواجا كبيرين وسط السيدات والفتيات، كما يزداد نشاطها في الصيف، حيث يكثر الطلب عليها خاصة في فترة الأعراس ومختلف المناسبات لأن النساء يرتدين الجبة البربرية بقوة.