الجزائر

ثنائية الحب و الموت !



شرع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام أول أمس، في عرض فيلم "إلى آخر الزمان" للمخرجة ياسمين شويخ بوهران، حيث كان الجمهور بعاصمة الغرب خلال هذا اليوم، على موعد مع العرض الأول لهذا العمل السينمائي الجديد، الذي احتضنته قاعة سينما السعادة، بحضور بطل الفيلم الفنان بوجمعة جيلالي، الذي جسد دور الرئيسي علي حفار القبور في الفيلم.تدور أحداث الفيلم على مدار ساعة و نصف من الزمن، حول ميلاد قصة حب في مقبرة، تجمع الرجل المسن علي، حفار و حارس المقبرة بقرية سيدي بولقبور، و جوهر أرملة تعيش عقدها السابع بمرارة و حرقة، إثر موت أختها الفارة من البيت بسبب العنف، حيث تقرر هذه الأخيرة زيارة المقبرة لأول مرة، للترحم على روح أختها، و لدى رؤيتها علي و هو يزاول عمله، تطرأ عليها فكرة لا تخطر على بال، حيث تطلب جوهر من علي أن يساعدها في تحضير مراسم دفنها، و أمام هذا الطلب الغريب من إمرأة لا تزال على قيد الحياة، يجد علي نفسه مضطرا على الموافقة من باب المساعدة، بعد أن فشل في إقناعها بضرورة التمسك بالحياة و العدول عن فكرة اللحاق بأختها، تتطور الأحداث و معها مشاهد الضحك، من خلال تطور العلاقة بين علي و جوهر إلى حالة حب، التي تدفع علي بطلب الزواج من حبيبته، لكنه يصدم برفض جوهر لطلبه، و من هنا يتغير إيقاع القصة، حيث تأخذ الأحداث منعرجا آخر، من خلال مشاهد درامية، تنمى من حالة الحزن التي يكابدها علي، الذي لم يجد سبلا للهروب من إحباطا ته، إلا مغادرة المكان الذي قضى كل حياته فيه.
حاولت ياسمين شويخ من خلال أول فيلم روائي طويل لها هذا، أن تسلط الضوء على بعض العادات و التقاليد السلبية و الأفكار البالية، الراسخة في المجتمعات الريفية، بأسلوب ساخر سلس، من خلال الجمع بين ثنائية الحب و الموت، في وقت فقد فيه الكثيرون طعم الحياة و الأمل في العيش، تقاسم الأدوار في فيلم "إلى آخر الزمان"، كل من الفنانة جميلة عراس و الفنان المسرحي بوجمعة جيلالي، و الممثلة إيمان نوال و محمد بكريتي، و قد تمكن هذا الفيلم، قبل نزوله قاعات العرض الوطنية، من المشاركة في العديد من التظاهرات السينمائية الدولية، حيث سجل حضوره في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي المنظمة في ديسمبر 2017، كما أختير ليكون الفيلم الإفتتاحي لمهرجان القاهرة لسينما المرأة المنظم مطلع مارس الجاري ، فضلا عن دخوله المسابقة الرسمية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الثالثة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)