الجزائر

تونس تطلب رسميا "نجدة" الجزائر وفد أمني وسياسي يرأسه وزير الخارجية غدا بالجزائر



يصل غدا إلى الجزائر وفد سياسي وأمني تونسي، يقوده وزير الخارجية عثمان الجراندي، بأمر من الرئيس منصف المرزوقي، في مهمة لتوضيح الرؤية بخصوص تطاول بعض الأطراف داخل تونس على الجزائر، واتهامها بالتورط في الأحداث الأمنية التي شهدتها مؤخرا بلاده.لم يمر أسبوع على الأحداث التي شهدتها تونس، وساهمت في تدهور الوضع الأمني هناك بعد مقتل جنود من الجيش التونسي على يد إرهابيين، حتى سارعت تونس إلى إيفاد وفد سياسي وأمني يقوده وزير الخارجية عثمان الجراندي إلى الجزائر وسيستقبله إلى جانب الوزير الأول عبد المالك سلال، نظيره الجزائري مراد مدلسي، ووزير الداخلية لمناقشة عدد من الملفات ذات الطابع الأمني.

مهمة الوفد التونسي تبدو في ملامحها ومؤشراتها أنها مهمة فوق العادة، وحسب مصادر حكومية أكدت ل"الشروق" أن زيارة الوفد التونسي، طبقا ما وصلها من القنوات الدبلوماسية التونسية، ترمي أساسا إلى تقديم توضيحات عن محاولات لضرب العلاقات الجزائرية - التونسية وخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين، من خلال إطلاق اتهامات عن تورط الجزائر في تدهور الوضع الأمني في تونس.
وقالت مصادرنا أن الزيارة يراد منها كذلك بحث آليات وسبل جديدة للتنسيق الأمني والاستعلاماتي مع الجزائر، وهو الموضوع الذي سبق وأن شكل نقاطا في جداول أعمال زيارات مسؤولين تونسيين سابقين إلى الجزائر.
ويبدو من ردة فعل الرئيس التونسي، الذي حرص على تنقل وفد خاص إلى الجزائر لتقديم توضيحات للحكومة الجزائرية، ولم يكتف ببيان الخارجية التونسية الذي برأ ساحة الجزائر وانتقد الاتهامات الموجهة إليها، أنه يراهن على مساعدة الجزائر للحفاظ على استقرار بلاده، في مقابل الأمل الذي تعلقه الحكومة التونسية على المساعدة الأمنية الجزائرية، تؤكد كل المؤشرات أن التنسيق الجزائري لن يتعد الإطار الاستعلاماتي ولن يتحول بأي شكل من الأشكال إلى تنسيق ميداني بمشاركة قوات الجيش الوطني الشعبي في أي عملية عسكرية نظرا لاستحالة ذلك دستوريا.
زيارة الوفد التونسي إلى الجزائر اليوم، يأتي بعد 4 أيام من إعلان كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية التونسية ليلى بحرية، أن وفدا تونسيا سيزور الجزائر قريبا لتبديد سوء التفاهم بين البلدين، على خلفية محاولة تحميل الجزائر المسؤولية على تدهور الوضع الأمني في تونس، بالإضافة إلى طمأنة الجزائريين على الوضع في هذا البلد، قائلة إن هذه الأزمة هي سحابة صيف عابرة وستتبدد بسرعة.
كما كانت قد أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية ليلى بحرية، في تصريحات إعلامية أن الحكومة التونسية نفت بشكل قاطع تورط الجزائر في أعمال إرهابية في تونس، وقالت إن العلاقات التونسية الجزائرية لاتزال قوية وعميقة، حيث هناك تعاون وثيق في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
ومعلوم أن الجزائر لم تتخل يوما عن التنسيق مع أية دولة، وخصوصا دول الجوار عندما يتعلق الأمر بمكافحة الجريمة المنظمة أو الإرهاب، وهما الموضوعان اللذان يسجلان حضورا بصفة مستمرة في جداول أعمال اللقاءات الدبلوماسية كمجالس وزراء الداخلية المغاربة أو وزراء الخارجية المغاربة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)