الجزائر

تونس اللي تْوَنَّسْ!



تناقلت بعض الصحف في الأيام الأخيرة أخبارا عن تعرض سياح جزائريين لمضايقات وممارسات لا نعرفها في الشعب التونسي الشقيق. وبحكم أن الإشاعات في الجزائر تهيمن على مساحة الأخبار الموثوقة، فإن إشاعة اختطاف عروس جزائرية ولدت فجأة عشرات الادعاءات الأخرى، منها سرقات واحتيال وابتزاز حتى من طرف ممثلي الدولة (الشرطة والجمارك) رغم ما عرفناه فيهم سابقا من انضباط وتهذيب واحترام للجزائريين.
ومن العادي أن تمضغ الأشداق المفتوحة في المقاهي، وبعض الصحف المراهقة، هذه الإشاعات وتضيف إليها من هنا وهناك بعض الأكاذيب لملء الوقت الفارغ وملء صفحات الجرائد الفارغة. وقد وصل صدى هذه الإشاعات حد زرع الرعب والإحباط في نفوس الكثير من الجزائريين الذين يتوقون إلى قضاء عطلة آمنة ونظيفة وفي متناول إمكاناتهم.
والحقيقة، أنا شخصيا قرأت تلك الأخبار بأسف شديد رغم معرفتي العميقة بالشعب التونسي، وأثـرت على قراري بقضاء أيام سعيدة في ذلك البلد الرائع. بل وصل بي الأمر حد الاتصال ببعض الأصدقاء الجزائريين المقيمين في تونس لسؤالهم عن الأحوال. وكانت أجوبة الجميع مطمئنة، بل مشجعة على التراجع عن قراري بالذهاب إلى بلد آخر، لأن تونس آمنة وشعبها مضياف يحبنا، كما قال لي أحد رجال الأعمال.
أعتقد بأن تونس التي تعودت على استقبال ما يقارب مليوني سائح جزائري خلال السنوات العشر الماضية، وتقدر أيما تقدير هذا العدد الهائل الذي لا يزرها من أي بلد آخر في العالم. والدولة التونسية التي استثمرت كثيرا في مجال السياحة، وتعرف أنها المصدر الأول والأساسي لخزينتها، لا يمكنها أن تتهاون في هذا المجال، وهي في أمسّ الحاجة لكل دينار لتجاوز ظروفها الصعبة الحالية. كما أن الشعب التونسي شعب واع ويعرف أن السياحة هي مصدر رزق الغالبية فيه، وبالتالي لا يمكن أن يخرب مصدر عيشه.
لهذه الأسباب أعتقد بأن تلك الإشاعات مفبركة ومصنوعة محليا من طرف دوائر يخيفها المثال التونسي الشجاع. فالثورة التونسية العظيمة إذا نجحت في خطواتها الأولى ستستنهض على المدى القريب همم الشعب الجزائري وتدفعه إلى المطالبة هو أيضا بحقه في حياة آمنة ونظيفة وفي متناول إمكاناته... ولذلك تخطط هذه الأطراف بنشر أسباب اليأس والإحباط والثورة، أي ثورة، حتى في تونس المهذبة والتي مصدر رزقها الأساسي السياحة، وبالتالي تعمل هذه الأطراف على تخويف الجزائريين وتهريبهم من السياحة في هذا البلد الشقيق الثائر، للتأثير بالدرجة الأولى على وضعه المالي، وإفشال الثورة فيه، ووضع الأشقاء التونسيين في مصاعب كبيرة كعقوبة لهم على ثورتهم من أجل حياة خالية من ديكتاتور صغير!!


aghermoul@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)