الجزائر

تونس: إنهيار اقتصادي وهشاشة اجتماعية وحنين لعهد بن علي (روبورتاج)



المبعوث الخاص للمحور: حمزة بن يحيى
* الإنتخابات البرلمانية الجزائرية محل إهتمام الحكومة التونسية
أول ما إستقلت سيارة أجرة من مطار قرطاج الدولي نحو باب عليوة مرور بشارع الحبيب بورقيبة سألت سائق السيارة عن الأوضاع في تونس…؟ و عن ماذا تغير بعد الثورة فأجاب بإندفاع و غضب شديد لا شيئ تغير نحو الإيجاب الأسعار إرتفعت و البطالة تفاقمت و السياح أصبحوا يخافون من تونس التي قال أنها تشهد إحتجاجات يومية و لان الطريق قصيرة من المطار نحو باب عليوة فضلت أن أوجه له سؤال أخر كررته على كل تونسي كنت ألتقي به..عن مقارنتهم بين نظام الرئيس المخلوع بن علي و الأوضاع الحالية فكانت الإيجابة واحدة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود…”نحن لبن علي… على الأقل في وقته كنا نشبع الخبز”.
تأثرت السياحة في تونس بالأجواء العامة التي رافقت الثورة التونسية وبعد أن سجلت تراجعا حادا خلال العام الماضي بدأت اليوم تسترجع بعضا من بريقها رغم أن أحداث العنف الأخيرة ساهمت في تغيير وجهة بعض وكالات السفر العالمية نحو بلدان أخرى من المتوسط.. تعتبر السياحة في تونس عصب الاقتصاد حيث أنها المصدر الأول للعملة الصعبة وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل، لكن منذ قيام الثورة التونسية وما تبعها من اعتصامات ومطالب اجتماعية وأعمال عنف اهتزت صورة تونس كوجهة سياحية وبشكل خاص لدى الأوروبيين الذين كانوا يغطون 60 بالمئة من سوق السياحة خاصة من إنجلترا فرنسا ألمانيا و بدرجة أقل إيطاليا و إسبانيا.
* الحكومة التونسية تسعى لإستعادة ثقة الأسواق الأجنبية
تأكدت الحكومة التونسية بمخاطر هذا التراجع خاصة أن السياحة تعتمد أساسا على معيار الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني، حيث صارت تدعو” لإقامة ندوات دولية للتعريف أكثر بالسياحة التونسية وإتباع سياسة إشهارية جديدة ” هذا ما أكده الصحافي التونسي علي الجبايري المتخصص في المجال السياحي في لقاء جمعه بالمحور بالقرب من وزراة السياحة التونسية حيث أضاف بالقول أن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في هذا المجال مهم جدا حيث يرى بأن “الأخبار التي تتناقلها مواقع الاتصال الاجتماعي ومواقع أخرى على الإنترنت في غالب الأحيان مغلوطة، حيث أن وكالات السفر لا تعمد إلى إلغاء الحجوزات بصفة مفاجئة بعد حصول أعمال عنف أو ما شابه ذلك إلا أن ذلك يخضع إلى قواعد متعددة كالعرض والطلب، زد على ذلك الحجز المتأخر من قبل بعض الشركات السياحية كما هو الشأن مع السوق الإسبانية أو الإيطالية”.
* لوحات إعلانية تروج للسياحة التونسية تغزو وسائل النقل الإنجليزية و الفرنسية
وبدأ الديوان التونسي للسياحة منذ أسابيع قبل حلول شهر أفريل في إطلاق حملات ترويجية مركزة لاسترجاع زبنائها من السياح بعدما كانت من أكثر الوجهات السياحية العالمية إقبالا، و في هذا الإطار قال محمد زينار إطار بوزرة السياحة أن “أوضاع السياحة في تونس اليوم ليست مأساوية كما روج لها البعض بل يمكن الحديث عن غياب لمدة سنة أملته التغيرات السياسية التي مرت بها البلاد حيث سجلنا بعد عام من الثورة تراجعا على مستوى الإقبال بنحو 500 ألف سائح بالنسبة لعام 2011″. ونحن الأن يظيف نواهن على أكثر من مليون نصف سائح سنة 2012.
وأشار إلى أن بلاده “تحاول اليوم العودة إلى السوق من خلال تسويق مفاهيم جديدة للسياحة التونسية، ومن أجل هذا تأتي الحملة الترويجية بفرنسا و إنجلترا وبالخصوص في مدن باريس وليون ونيس لندن، برمنغهام، توتنهام، حيث توجد رحلات يومية، وتمر هذه الحملة أساسا عبر عدة مراحل من بينها الإعلان في ميترو الأنفاق، والترويج في المجلات والصحف الأوربية والتعريف بمدن أخرى تونسية كطبرقة وجربة والجم وسيدي بوسعيد، حملة بدأ تعطي أولى ثمارها حسب محمد زينار حيث سجلت وكالات السياحة انتعاشا في حجوزاتها المتخصصة بالوجهة التونسية من أننا لم نلاحظ طيلة الأيام التي قضينها في تونس كانت العشرات من الفنادق خالية على عروشها في حين لا تتعدى حجوزات بعض الفنادق أكثر من 20 بالمائة من طاقة الأستعاب الإجمالية.
* الإعلامي التونسي سمير المقدمي ل المحور:
إنتخابات 10 ماي شأن تونسي
قال الصحفي سمير المقدمي بجريدة الشروق التونسية أن شهر ماي المقبل سوف يشهد حدثين انتخابيين لهما تأثير مباشر على تونس حتى وإن كانا سوف يحصلان في بلدين أحدهما شقيق وهو الجزائر وثانيهما صديق وهو فرنسا و أضاف فالجزائر هي الجار الأكبر وفرنسا هي الشريك الأول وهو ما يوجب على كل سلطة تونسية ومهما كان لونها أن تقيم معهما علاقات متينة على كافة الأصعدة وفي جميع الميادين و أردف يقول هذا في الأيام العادية فكيف يكون الأمر وتونس تعيش مخاضا عسيرا مازال مجهول النتائج وهو ما يحتاج الى معونة هذين البلدين الهاميّن وتفهمّهما وجهدهما.
وهما للحقيقة لن يدّخرا جهدا في هذا الصدد لأنه بالإضافة الى العلاقات التاريخية والجغرافية مع تونس فإن من صالحهما أن تنجح بلادنا وأن تمر بسلام الى وضع مستقر ومثمر، وهو أمر يعود بالدرجة الأولى الى التونسيين الذين عليهم تحسس مصلحة بلادهم حيث تكون لا حيث تتمنى توجهاتهم وإيديولوجياتهم وخيالاتهم والوعي بتلك المصلحة من منطلقاتها المادية لا من مثاليات هي في الأصل مجرد مزايدات لا تسمن ولا تغني.
و أضاف محدثنا الذي جمعنا به لقاء في فندق ياسيمن الحمامات على هامش إنتخابات إتحاد الشغل التونسي “بالقول الأنتخابات الجزائرية والفرنسية شأنا تونسيا أيضا بما أن نتائجهما ذات تأثير على تونس في علاقاتها الاقتصادية والأمنية وحتى الثقافية بالإضافة طبعا الى تأثيرها السياسي الواضح على المشهد الرسمي أو على الضفة الأخرى حيث تتواجد قوى المعارضة.
* الكساد السياحي يخنق التجار التوانسة
لدى تجولنا عبر أزقة كل من “السوق العربي” بنابل، والمدينة العتيقة بتونس العاصمة و بعض أسواق مدينة الحمامات و بلاد العربي بسوسة تفاجأنا بالنقص الواضح للحركية المعتادة و الكساد الواسع للسلع المعروضة في ظل تراجع عدد السياح المتوافدين على هذه المناطق التجارية.. وتتهم نقابة التجار الحرفيين بالمدينة العتيقة بالعاصمة بتونس وكالات الأسفار ومدراء النزل بالتحيل ولهف أموال البنوك والتسبب في أزمة خانقة بالقطاع السياحي.
وقال عدد من التجار في لقاء جمعهم بالمحور إن هناك حلقة “مافياوية” تبدأ بوكالات الأسفار وتنتهي بالأدلاء السياحيين وعدد من المحتكرين في السوق تدير القطاع السياحي بالمدينة العتيقة وقد لعبت دورا مباشرا في تردي الوضع الحالي بعد الثورة.
وأمام أرفف مملوءة بالتحف والسلع التقليدية يقول أحد التجار من داخل متجره الخالي من السياح بالمدينة العتيقة أن المردود التجاري سجل انخفاضا لا يقل عن سبعين بالمئة مقارنة بنفس الفترة من الأعوام الماضية.
ومع ذلك يكشف ذات التاجر عن واقع غير سليم كان يعيشه غالبية التجار الصغار بسبب احتكار القلة من المتنفذين الكبار في السوق للنشاط التجاري في المدينة العتيقة.
وأكثر من ذلك يلقي صغار الحرفيين والتجار باللائمة على النقابة في عهد النظام السابق بسبب ما يرونه من تواطئ ضد أعمالهم ونشاطهم من خلال التضييق عليهم عبر تحريض أعوان التراتيب عليهم. ويعاني قطاع السياحة منذ اندلاع الثورة بسبب تراجع عائدات القطاع الى قرابة النصف وعزز الإنفلات الأمني والاضطرابات الإجتماعية من عزوف السياح من أوروبا ودول الجوار عن القدوم الى تونس في الأشهر الأولى بعد الثورة. ويزور تونس حسب آخر الاحصائيات نحو 7 ملايين سائح من بينهم نحو مليون سائح جزائري ومليون سائح ليبي. ويؤكد الخبراء في التنمية البشرية أن المطروح على تونس “اعتماد نموذج تنموي جديد” ينأى بالبلاد عن الاقتصاد المتوحش ويعتمد على “إستراتيجية تنموية عملية وواضحة” قادرة على تنشيط مؤسسات الإنتاج وفي مقدمتها المؤسسات الاقتصادية الصغرى والمتوسطة واستيعاب أكثر من 800 ألف عاطل عن العمل.
واكتفت الحكومة حسب ما نقله مختصون تونسيون ل المحور بتقديم موازنة تكميلية للموازنة التي أعدتها الحكومة السابقة وتقول إن أولويتها خلال الفترة القادمة تتمثل في دفع الإنتاج والتحكم في تضخم نفقات الدولة. وتعمل الحكومة على التخفيض في نسبة التداين من 50 بالمائة العام الماضي إلى حوالي 46 بالمائة مع ترشيد العلاقة بين البنك المركزي والسوق المالية من أجل تحسين المناخ المالي وتشجيع الاستثمارات والرفع من إحداث مواطن شغل.
غير أن المحللين يقولون إن “الحلول الترقيعية عاجزة عن تقديم الحلول الجذرية” في ظل ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 20 بالمائة وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 17 بالمائة ويطالبون الحكومة ب “نموذج تنموي جيد يقطع مع السياسات الاقتصادية السابقة التي فشلت على جميع المستويات”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)