الجزائر

توصيات فوقية أو مقص رقابة يمارسه مقدمو البرامج ''اليتيمة'' والسباحة عكس اتجاه الأحداث


بكثير من القلق، يتابع المواطنون البرامج السياسية التي تبثها اليتيمة منذ فترة بمناسبة التشريعيات.. وبكثير من التساؤلات، يحاول الغالبية فهم تصرفات مقدمي تلك البرامج التي ظهرت في الساحة الإعلامية من أجل إثـراء النقاش حول الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين لالتقاط تحليلات ضيوف اتفق أغلبهم، إن لم نقل جميعهم، على ترديد خطاب في اتجاه واحد عفا عنه الزمن. في برنامج حوار الساعة الذي تقدمه فريدة بلقسام، يجد المشاهد صعوبة كبيرة في فهم تصرفات الزميلة، إزاء الضيوف الذين يسعون جاهدين إلى الإجابة على أسئلة يتم انتقاؤها بعناية كبيرة، حسب توجه الضيف، ومواقفه القديمة من السلطة، وما إذا كان من المشاركين السابقين في الحكومة أو من الخصوم التقليديين لها.. ثم لماذا تكشر الزميلة فريدة و تزعل عندما ينتقد ضيف الحكومة ويشكك في نواياها من الانتخابات؟ ولماذا تسعد وتبتهج إذا ما أثنى ضيف على ضمانات رئيس الجمهورية وتعهدات الوزير الأول باحترام نتائج الصناديق.. وتنتفض لمقاطعة أي كلام خارج عن النص ؟ ولا يختلف المشهد كثيرا في برنامج نقاش مفتوح للزميلة فوزية بوسباك، وفي دائرة الضوء للزميل كريم بوسالم، من ناحية الحرج والضيق الذي يشعر به المشاهدون لدى متابعة البرنامجين، خاصة أن علامات الضيق والحرج لا تفارق وجهي الزميلتين فوزية وفريدة، لاسيما عندما تضطران إلى مقاطعة الضيوف و التطير بهم في حال الخروج عن النص. وإذا كان في السابق يتم تخييط المحاور والأسئلة وحتى الأجوبة على المقاس، حيث يتم إطلاع الضيوف مسبقا على الأسئلة ليتم طبخ الجواب الصحيح ، فإن متابعين لبرامج اليتيمة وفروعها الحوارية والسياسية يقرأون عدم ارتقائها لمستوى برامج قنوات لا يفوّت الجزائريون أيا منها، في غياب إرادة حقيقية لدى من يشرف على التلفزيون في مرافقة الخطاب الجديد للسلطة والهادف إلى التهدئة وطمأنة الرأي العام المحلي بجدية مسعى الإصلاح والتغيير المطلوب من طرف شرائح واسعة من الجمهور. وبرأي المراقبين أيضا، فإن تدخل مقدمي هذه البرامج يعكس عدم تقبل القائمين على التلفزيون منطق الأشياء، معتقدين بأنهم يقدمون خدمة للمسؤولين محل الانتقاد من جهة، ومن جهة أخرى دليلا واضحا على العجز عن إعداد برامج حوارية وسياسية أو نقاش على المباشر.. وهو ما اعترف به وزير الاتصال صراحة قبل أشهر. فهل تغيير رأس التلفزيون ومجيء توفيق خلادي سيغير شيئا؟  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)