الجزائر

توابل شهر رمضان تفوح من «مغنية»



دبت الحركة من جديد بأسواق مغنية بولاية تلمسان و عاد الإقبال على التوابل تحضيرا لشهر رمضان الكريم و زادت المبيعات توابل الطهي بأنواعها بل و ظهرت أنواع و نكهات و أذواق و خلطات جديدة فلم يعد يفصلنا عن الشهر المبارك سوى بضعة أيام ما جعل التوافد على مغنية بارزا للعيان من طرف المواطنين القادمين من ربوع ولايات الوطن منتشرين يقبلون يوميا على عشرات المحلات المتخصصة في بيع التوابل المتنوعة و المعروفة عند أهل المنطقة ب «لبزار»والتي تتفرق من وسط إلى غاية مخرج المدينة لا لشيء سوى من اجل تتبيل الطبق الرئيسي المعروف بالحريرة بالجهة الغربية «وشربة الفريك بالنسبة لشمال و وسط البلاد و عليه تحولت مغنية إلى محج المتسوقين الباحثين عن أسرار النكهات التي تتميز بها مختلف مناطق الوطن و اشتهار منطقة مغنية و ضواحيها بأصناف مختلفة حسب الاستعمالات المتعددة في الطبخ الجزائري الذي يظهر بشكل كبير في رمضان حيث يكثر الطلب على أنواع من الأطباق التي في معظمها تكون منسية في الأيام العادية وهذا ما يجعل المرأة تبحث دوما عما يجعل الأكلات المتبلة من ضروريات المائدة .
تحضير تقليدي لمختلف التوابل
استعادت مدينة مغنية زبائنها الذين تعوّدوا على زيارتها في مثل هذه الفترات من شهر شعبان حيث تجد أفراد و مجموعات تزور محلات التوابل تارة في سائر أيام الأسبوع وتارة أخرى نهاية الأسبوع والتي تعد أكثر فرصة يستغلها المواطنون لشراء التوابل حيث عبر الكثير من المتسوقين و المتسوقات من الجنسين عن انفراج الوضع الصحي وتراجع انتشار فيروس كورونا الذي سهل عليهم التنقل براحة و حذر إلى مغنية لاقتناء حاجيات شهر رمضان لان الموسم الماضي كان أشد على الباعة و المستهلكين بسبب تفشي الوباء و حرم الكثير من شراء المتطلبات الضرورية لشهر الصيام وما يناسبه من تبضع ضروري لا سيما التوابل المنكهة للحساء و أطباق اللحوم و الأسماك و النشويات و غيرها من الطهي المميز الذي يقدم أثناء الإفطار .
و اطمئن المواطنون لعودة حركة التسوق الذي التمسوا فيها تقيد أصحاب متاجر التوابل بالبروتوكول الصحي من كمامات و توفير المعقمات ما مكنهم من التقرب إليهم بعد قطعهم مسافات طويلة بغية حصولهم على ما يحتاجونه من مقتنيات المطبخ نظرا للأسعار التي كانت في متناولهم و نوعية و جودة المنتوج الذي يحضّر بمطاحن تقليدية و هذا ما جذب المواطن إلى مغنية التي سجلت توافدا منقطع النظير مند أسبوعين فهناك من قام بالحجز بالعديد من الفنادق بذات المدينة و بتلمسان ليكون لهم متسعا من الوقت لشراء التوابل لهم و لأقاربهم ومن ثم احترام إجراءات الحجر الذي لا يزال ساري المفعول ببعض الولايات خاصة وان جل المتسوقون يقطنون بالجزائر العاصمة و البليدة و وهران و بلعباس وغيرهم قدموا من شرق الوطن و كان عليهم اختيار الإقامة على الأقل ليوم واحد لضمان رجوعهم دون مشاكل تتعلق بالغرامة المالية و سحب الرخص التي تفرض على مخترقي الحجر .
بروتوكول صحي و تنظيم
وكسرت مدينة مغنية السكون الذي عاشته في شهر شعبان الماضي عام استفحال وباء كورونا من خلال إعادة بعث الكثير من المطاعم المختصة في الأطباق التقليدية و انتعشت التجارة المختلفة التي شهدت ركود لأزيد من عام و نصف وهذا بعدما تعددت مشتريات المواطنين المقبلين على التوابل و حتى الأواني التقليدية المنتشرة بتلك المنطقة الحدودية أين شدهم الحنين إلى كل ما هو تقليدي. وحسب تجار التوابل أنهم ثمنوا رواج هده البضاعة من جديد لأنهم تكبدوا خسارة مادية كبيرة العام الفارط الدي بيعت فيه كمية ضئيلة من التوابل للمواطنين الساكنين بالمناطق الداخلية لولاية تلمسان لان الظروف الصحية المرتبطة بتفشي «كوفيد19» منعت المئات بل الآلاف من الجزائريين من الشراء و دخلت في المقابل مدينة مغنية في سكون خيّم على الدكاكين الصغيرة المتفرعة عن أخرى كبيرة تعرض التوابل بأشكالها و أنواعها و التي تم غلق منها عدد كبير و الاقتصار على البعض مقارنة بما تعرفه حاليا فالنشاط عم على الأقل مند شهر رجب والى غاية هذه اللحظة بحيث راج على الأقل العرض و الطلب واستعادت المحلات زبائنها و أكثر من ذلك عندما أطلقت السلطات العليا في البلاد مجال النقل الذي ساعد على التنقل بأريحية باتجاه أقصى الجهة الغربية بالجزائر مثلما عبر البائع «بختاوي» الذي تنفس الصعداء قائلا»» التجارة الوحيدة التي لا تزال تنبض في مغنية هي التوابل والتي عاد إليها الشباب بكثرة ولهذا هو مسرور بإحياء النشاط الذي توقف كليا العام المنقضي مباشرة عند توقف الحركة التي تحكمت فيها الأوضاع الصحية الصعبة لان بضاعة التوابل الخام كانوا ينقلونها من ميناء الجزائر العاصمة ومن سوق عين ولمان بولاية سطيف وتوقفت بفعل حضر التجوال وهذا ما جعلهم في بطالة خانقة وهم يثمنون تغير الوضع على الأقل لم تبق العدوى مخيفة مثل بداية الجائحة وهدا ما مكنهم من فتح المحلات واستئناف عملية الطحن والمزج بين الأصناف في أشكال فنية و استقبال الجزائريين في حلة ملئها الإحساس بالأمان في وطن أصبح في منأى عن الحصيلة الثقيلة «لكورونا» التي نسمع بها في معظم الدول و هذا بسبب حرص السلطات العليا على الاستقرار في ظل التقيد بإجراءات الوقائية التي يعملون ويتعاملون بها لتكون التجارة سارية يرضى بها الزبون و استدراك الأرباح التي غابت عنهم بدليل أن العام المنصرم يضيف محدثنا باع قرابة القنطار مع انه كان يعرض في مثل الفترة الحالية أزيد من 150 قنطارا من التوابل بمحليه الواقعين بحي قاضي و الثاني و بحي الحمري و ذكر البائع بختاوي أنه و نظرا لانتعاش تجارة التوابل مرة أخرى قام بتنظيف مطحنته عندما أعلنت الحكومة عن فتح خطوط النقل الولائية و الوطنية ليكون محل ثقة ممن تعودوا على اقتناء طلباتهم من «العطرية» من عنده و بأثمان في متناول الجميع والمتمثلة في « الكركم» و الفلفل الأسود والزنجبيل و الكروية كمواد تدخل بصفة شاملة في الطبخ لأن كل صنف يكمل غيره.
توقف شبه تام للبيع في العام الماضي «بسبب كورونا»
اغتنموا الفرصة و راحوا يبعون القرنفل ب 3000دج للكيلوغرام و ينبغي وضع حد لتعسفهم في الأسواق قائلا«لقد بلغتني معلومة مؤكدة من سوق سطيف انه مباشرة بعد توقف حركية التوابل ضخموا من سعر القرنفل وبلغ 5500 كلغ و الزنجبيل 990 دج بحثا عن التعويض التجاري الذي توقف مؤقتا «بكوفيد19».
و قال التاجر محمد جويدي الذي امتهن حرفة التوابل أب عن جدّ «» بحي تندوف أنه أحس بعودة الحياة من جديد تنبعث بعد انقطاعهم عن النشاط لفترة طويلة حيث كان سوقهم شاغر من الزبائن باستثناء المحليين و هذها العام يقول عندما شاهد حركية المواطنين من القطر الوطني ينزلون إلى مغنية فرح مرتين ان الوضع الصحي بالجزائر ينبأ بالخير وان التنقل حر يبقى العمل بالوقاية أجدر للحفاظ على صحة الجميع وفيما يخص التوابل التي تباع فإنهم يستعينون بما توفر لديهم في المخازن باعتبار السلعة لم تدخل من الدول الآسيوية إلى الموانىء وشرعوا مؤخرا في طحن البضاعة المتوفرة لتلبية طلبات زبائن مغنية الأوفياء .
الاستعانة بالمنتوج المخزن لتراجع الواردات
وعلم من العارفين بتجارة التوابل بمغنية الحدودية أن هذه الأخيرة تحوز على حوالي 60 محلا متخصصا في توابل الأطباق تبيع الجاهز بالتعاون مع ملاك المطاحن و البعض الثاني تهرسها في مطاحنها الخاصة و تعيد بيعها مسحوقا ومن بين المطاحن المشهورة بالمدينة والتي تعود إلى قريشي عبد الرحمان و طالب سيدي أحمد بحي أولاد ابن دامو و مطحنة جويدي و البشير بحي تندوف وجميعها تمون محلاتها الخاصة بالتوابل المحضرة فيها الصافي وذات الزوائد العطرية سيما المتعلقة «بالحريرة»و التي يشتهيها الصائم طيلة رمضان وهذه المحلات الكثيرة يتهافت عليها الزبائن من ربوع الجزائر وتصل فيها طوابير العدد الهائل من المواطنين لغاية الشوارع الضيقة التي تتموقع فيها المتاجر و يتجلى ذلك بصورة ملفتة للانتباه في أيامنا هذه عندما تتبقى أيام معدودة على حلو لشهر رمضان الفضيل .
مطاحن تواكب الطلب وعروض تشهي العيون قبل البطون
وقال بلخير أحمد ممثل المجتمع المدني لمغنية و فاعل في جمعية الوفاء للتضامن الوطني أنهم اجتهدوا لتأسيس تظاهرة موسم التوابل بتاريخ ال16 جويلية سنة 2016 وقاموا بتعريف أهدافها تحت شعار إنعاش الاقتصاد المحلي والوطني و هذا بالسوق المغطاة و اتفقوا على ضرب موعد مناسب لاستقطاب مواطنين كثيرين سنويا مطلع شهر شعبان إلى أن يحلّ شهر رمضان لتتاح الفرصة لبيع كميات كبيرة من التوابل و من ثم الحفاظ على هذا المصدر الذي يعتبر قوت التجار المهنيين لحرفة عريقة وعليه يطالب قطاع التجارة ببعث التظاهرة وتبنيها في مغنية من طرف الجمعية للإشراف عليها لمحاربة الغش في التوابل الذي يعرف المواطن وجهتها
. و أكد مصدر من أمن دائرة مغنية تسجل دخول حوالي من 20 إلى 30 حافلة و مركبات مختلفة يوميا تنقل المواطنين المتوجهين إلى أسواق التوابل حيث اضطر عناصر الشرطة لتنظيم الحركة وتحديد مواقف لهم بعيدة عن النسيج الحضري وهذا بالقرب من سوق الثلاثاء عند جسر الزوية وعدد آخر يركن بمحاذاة الشارع الرئيسي .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)