الجزائر

تناول "البربوشة باللبن" في السحور سر التغلب على العطش في رمضان المتزامن مع الصيف



تناول
كثيرا ما يصعب على الصائمين مقاومة العطش طيلة ساعات نهار الصيف الطويل تحت أشعة الشمس المحرقة فلا حديث لأكثرهم في أول أيام رمضان سوى عن عطش قد تمكن منهم ونال من قدرتهم على الحركة.لكنك تجد بالمقابل آباء و أجدادا يبدو من كلامهم أن الحل لمشكل العطش بسيط و من خلال تجربتهم مقنعا حينما ينصحون بأكلة السحور "المقدسة" في عاداتهم و هي البربوشة (الكسكسي) باللبن التي يعتبرونها سر التغلب على العطش بل و حتى عدم الشعور به طوال اليوم حسبهم.فعمي السعيد الخمسيني الذي ينحدر من بلدية ششار (جنوب خنشلة) صادفناه بسوق وسط مدينة عين الطويلة يعرض تينه المجفف للبيع سألناه إن كان يحس بالعطش وسط درجة الحرارة المرتفعة فكان جوابه لا. و عن وجبة سحوره فهو لا يستغني عن البربوشة (الكسكسي) باللبن التي وصفها بالوجبة السحرية التي تكفيه عطش يوم بأكمله و بدا من كلام عميالسعيد أنه يعرف حتى كيفية تحضير هذه الأكلة التي قال أنه يتم تحضير مادتها الأولية وهي الكسكسي (البربوشة الرقيقة) من طرف النسوة أشهرا قبل حلول شهر رمضان و يتم الاحتفاظ بها لغرض السحور و أغراض أخرى.وقال في هذا السياق يفور الكسكسي تحت بخار الماء و يضاف إليه لاحقا شيء من السكر و اللبن و ينهض بعدها الأهل لتناول وجبة السحور.عمي السعيد أفاد أيضا بأن كل أبنائه لا يستغنون عن هذه الأكلة التي ورثها عن آبائه و أجداده معقبا على كلامه بنفسه : "قد تسألون عن أنها أكلة فيها شيء من الحلاوة وهي دافع للعطش"، و أجاب عن سؤاله بنفسه مباشرة "إن في هذه الأكلة سر عرفه الأجداد و ورثناه عنهم فكانوا يتناولون البربوشة باللبن وكانت آنذاك أعمالهم شاقة في فصل الحر و وجدوا فيها حصنا منيعا ضد العطش".أما عمي صالح الذي تجاوز سن السبعين فوجدناه في نفس السوق يتجول وهو يردد ويغني أغان تراثية و يبدو حيويا و نشيطا وكان سؤالنا الأول له: عمي صالح هل تتناول في وجبة السحور "البربوشة" باللبن فكان رده سريعا هذه الأكلة وأمثالها هي سر نشاطي وحيويتي في سني هذه أما العطش فلا أحس به، مضيفا أنه يفضل أن يسقي أكلة سحوره البربوشة إما باللبن و في بعض الأحيان بالحليب.وذكر أيضا أن هناك بعض من الناس من يفضل أكلة "المسفوف" (الكسكسي) الذي يضاف إليه الزبدة و العنب المجفف أو ما يعرف محليا و بعديد مناطق شرق البلاد ب"الزبيب" بالإضافة إلى اللبن أو الحليب فتعطيك الطاقة اللازمة للعمل طيلة النهار.وعن فئة الشباب و ما إن كانت أكلة ''البربوشة" باللبن تستهويهم قال لطفي الذي أدرك العقد الثالث من عمره أن والدته لا تستغني عن هذه الأكلة في السحور منذ أن كانوا صغارا لكن لطفي اعتبر أن تناولها لا يجعلك تحس بالعطش لكنك ستحس بالجوع حتما.و ببلدية متوسة كان شاب يرعى غنمه على حافة الطريق تحت أشعة الشمس المحرقة فعدد بدوره مميزات السحور ب"البربوشة" أو "المسفوف" باللبن التي وصفها بالخفيفة و الصحية و أنها تغنيه عما يتناوله بعض أفراد أسرته من وجبات دسمة التي نغصت عليه -كما قال- يوم صيامه.وعن إحساسه بالعطش أردف هذا الشاب أنه يحمد الله على أن يومه و بفضل هذه الأكلة فاليوم يمر يسيرا و دون عطش.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)