الجزائر

تلمسان تحيي الذكرى الثانية والستين


احتضنت بلدية مسيردة الفواقة بدائرة مرسى بن مهيدي بولاية تلمسان مؤخرا، الاحتفالات المخلدة للذكرى 62 لمعركة الصبابنة التاريخية، حيث تضمّن البرنامج الاحتفالي الترحم على أرواح الشهداء بمقبرة الصبابنة، وإقامة معرض للصور التاريخية ومعرض لصناعة الفخار التقليدي، وتنظيم حفل تكريم المجاهدات والمجاهدين الذين شهدوا معركة صبابنة التاريخية. ولعدم قدرتها على التنقل إلى مكان التكريم بادر السيد علي بن يعيش والي تلمسان، بالتنقل رفقة الوفد الرسمي، إلى منزل أرملة الشهيد قنزي محمد المجاهدة بريشي زينب (84 سنة) طريحة الفراش منذ 20 سنة.تعود الأحداث التاريخية إلى أوامر الرائد مستغانمي أحمد المدعو سي رشيد، وقائد الأركان الحدودية الجزائرية المغربية، وبمساعدة أحد المواطنين من تجار حد صبابنة وقع اتصال بين جيش التحرير الوطني وبعض الجزائريين المتجندين في القوات العسكرية الفرنسية الموجودة بمعسكر حد الصبابنة، حيث نُظمت عملية تدمير وتخريب المعسكر والاستيلاء على كل ما فيه بعد وضع تخطيط دقيق. كان السرجان حمايدية الزبير (الاسم الحربي) يتظاهر بأن يقوم بدورية بالناحية ليحمي بتحركاته القوات الفرنسية، وعند وصوله إلى قرية العنابرة وزع جنوده وسط القرية، ثم دخل منزلا وجد بداخله جماعة من مسؤولي جيش التحرير الوطني في انتظاره كما كان مقررا في وعد سابق، متظاهرا بأنه يفتش ويبحث عن «الفلاقة»، وهناك اجتمع بهم رأسا لرأس ودرسوا العملية من كل الجوانب، وكان على رأس الجيش المدعو قدور قنبلة (الاسم العائلي عريش بومدين).
وفي ليلة 19 فيفري 1956 طوّق جيش التحرير الوطني المركز العسكري وضرب حوله ثلاثة أحزمة (حزامة ورزامة، وردامة)، ولكل حزام دوره، بينما قام السرجان حمايدية بتنظيم رفاقه داخل المركز، ليقوم كل واحد منهم بالاستيلاء على ما كان من عتاد، في حين قام هو بإلهاء ضباط المعسكر بالألعاب المسلية كألعاب الورق و»الدومينو»، وبمجرد ما وصل رجال جيش التحرير الوطني أمام أبواب المعسكر انقضّ السرجان حمايدية ورفاقه الذين كانوا ينتظرون الساعة الفاصلة والتي استعدوا لها استعدادا كاملا للهجوم على الجنود الفرنسيين، وعلى من لم يستجب لنداء جيش التحرير الوطني من الجنود الجزائريين الموجودين بداخل المعسكر. وبعد القضاء النهائي على جنود المعسكر غنموا كل ما فيه من ذخيرة وعتاد احتوت على تسع حمولات بغال من الخراطيش مختلفة الأنواع، ومائة واثنين وسبعين قطعة من الأسلحة المتنوعة، وانضم خمسة وخمسون جنديا جزائريا كانوا بالمعسكر لصفوف جيش التحرير الوطني، وفرّ البعض، وقُضي على الباقي.
استشهد على إثر هذه العملية واحد من جنود جيش التحرير الوطني اسمه علواني عبد الرحمان، فيما جرح منهم سبعة جنود من بين الخمسة وخمسين تقريبا. وفي اليوم الموالي قامت القوات الاستعمارية بحملة تفتيش واسعة النطاق بحثا عن أفراد جيش التحرير الوطني، لكنها لم تفلح.
حد الصبابنة تبعد عن مرسى بن مهيدي بنحو خمسة عشر كيلومترا، وعن الحدود الجزائرية المغربية بنحو 8 إلى 10 كلم.
❊ ل. عبد الحليم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)