الجزائر

تكريس الوفاء كمنهج ديني وأخلاقي ووطني



انطلقت أمس في أجواء روحانية فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم في طبعته العشرين في حفل رسمي احتضنته قاعة المؤتمرات بمركز الاتفاقيات محمد بن احمد بوهران بإشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ووالي الولاية مولود شريفي وبحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي بوبكر محمد ورئيس الديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة والسلطات المحلية وإطارات الدولة ونخبة من مشايخ وعلماء وأئمة من الجزائر ومصر وسوريا الذين أبوا إلا أن يباركوا العشرين عاما من الوفاء للقرآن الكريم في رحاب وهران التي احتضنت فرسانه وأرست قيمه على مدار أيام الفعالية.حفل افتتاح التظاهرة استهل برسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي قرأها على مسامع أكثر من 4 آلاف شخص في القاعة وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد عيسى، وقد أعطى السيد عبد العزيز بوتفليقة من خلالها أبعادا أخرى للوفاء الذي جاء موضوعا للقاءات العلمية في أسبوع القرآن الكريم منوها بجهود الجزائر في تكريسه كمنهاج ديني وأخلاقي ووطني داعيا إلى الالتزام به كقيمة قرآنية ومبدأ حضاري جدير بأن يكون موضوع نقاش النخبة من أبناء الجامعات والمعاهد والمساجد والزوايا، مشيدا بوفاء أهل القرآن و استمرارهم في تكوين و تخرج أفواج حفظة كتاب الله الذين استقبلتهم مدرسة الأسبوع الوطني للقران الكريم التي وصفها بالمشتلة التي يتم منها انتقاء أحسن الحفظة تجويدا و تلاوة لسور القرآن الكريم، مؤكدا أن الجزائر لازالت تنتقي من هذا النبت الطيب من يمثلها في المحافل الدولية من خيرة أبناءها وبناتها الذين رفعوا راية الجزائر خفاقة بين الأمم.
وأكد رئيس الجمهورية أن هوية الجزائر مستمدة من ماضيها الأمازيغي التليد و من تاريخها العربي العريق و من تراثها الإسلامي الأصيل مبينا أن الوفاء بهذه الثوابت هو وفاء للوطن ذاته. وتوقف أيضا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عند النقاشات الجوفاء التي تتسبب في التشكيك الممنهج في نكران أبناء الجزائر لتاريخهم و في تنكرهم لأسلافهم و في انكفاءهم عن ثوابت هويتهم، موضحا أن الوفاء للتاريخ و الأسلاف و التطلع إلى آفاق العصر الحديث والتفاعل الجاد مع الواقع هو يعلي للجزائر شأنها ويرفعه، وأشار في سياق رسالته إلى نخبة علماء و مشايخ الجزائر وأسلافها ورموز تاريخها الحافل أمثال ابن موطي الزواوي و بن اجروم والفلاسفة والمتكلمين من أمثال أقدم المؤسسين لأدب الرواية ابوليوس والمفكر مالك بن نبي وعالم الفلك ابن قنفد القسنطيني و العلامة أحمد التيفاسي والعالم عبد الرحمان بن الحفاف وشيخ المفسرين هود بن محكم الهواري وشيخ القراءآت أبي عبد الله التنسي وشيخ المحدثين ابن نصر الداودي المسيري البسكري و الشيخ عبد الكريم المغيري و الشيخ عبد الرحمان الثعالبي والقطب أبي مدين شعيب وغيرهم من علماء الدين الإسلامي.
وأشاد السيد الرئيس في رسالته أيضا بدور الأئمة في مواجهة دعاة الفتنة أيام المأساة الوطنية وحمايتهم للجزائر من الفتنة التي كادت أن تمزق وحدتها وتضعف قوتها، وذكر الرئيس أنّ الوفاء لهذه النخبة ما هو إلا استمرار الدولة في منع خطاب الكراهية ومحاصرة محاولات التضخيم الطائفي والمذهبي في الجزائر، كما دعا عبد العزيز بوتفليقة في رسالته وعلى لسان محمد عيسى كل المؤسسات التربوية و التعليمية والثقافية والفنية والعلمية الإعلامية و مؤسسات صناعة الوعي إلى التطلع لأدوارها المنوطة بها والتنسيق مع غيرها في خدمة الصالح العام ومد يدها إلى مؤسسات التربية الروحية القويمة لتتضاعف الأهداف و الجهود من اجل بث الفضيلة في المجتمع ليعود إلى سابق عهده في تمثل القيم النبيلة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)