الجزائر

تفاؤل بتجاوز الخسائر خلال أشهر


* email
* facebook
* twitter
* linkedin
باشر العديد من أصحاب المحلات التجارية المعنية باستئناف النشاط خلال المرحلة الأولى المعلن من طرف الحكومة، عملهم، منذ نهار أمس الأحد، حيث سارع المعنيون بالقرار إلى فتح محلاتهم. فيما لمست "المساء" تحضيرا لدى أصحاب الأنشطة المنتظر الترخيص لها خلال المرحلة الثانية بدءا من الأحد القادم، خاصة المقاهي والمطاعم وأصحاب النقل.
ظهر جليا، أمس، بمدينة بومرداس عودة الحياة تدريجيا لطبيعتها بعد فتح العديد من المحلات التجارية، فالمدينة معروفة بحركيتها الكبيرة لاسيما خلال هذه الفترة السنوية باقتراب موسم العطل، بعد أن شهدت ركودا كبيرا بسبب الالتزام بالحجر الصحي لأزيد من 3 أشهر، ما جعل صورة المدينة إلى ألوان باهتة، لتظهر بعض الألوان أخيرا بعودة بعض الأنشطة المرخص لها. حيث لمسنا تفاؤلا كبيرا لدى التجار بعد الظرف الاستثنائي بسبب الحجر الصحي، حيث قال بعضهم، إن ضمان السير العادي للحياة تدريجيا يجعلهم يتجاوزون الخسارة خلال الأشهر قادمة، والبعض الآخر ينتظر دخول المرحلة الثانية من رفع الحجر الأسبوع القادم بعد عودة النقل الذي اعتبروه عصب الحياة.
الإقلاع الحقيقي للحياة مرهون بعودة النقل
هكذا أجابنا صاحب محل لمواد التجميل بحي التعاونيات الذي يعتبر من أكبر الأحياء بمدينة بومرداس، إذ قال إن نشاطه التجاري بقي معلقا منذ فرض الحجر الصحي نهاية مارس المنصرم، متحدثا عن خسائر مادية كبيرة قدرها بنحو 700 ألف دينار، بما فيها خسارة مواد تجميل حساسة قرب موعد نهاية صلاحيتها، إضافة إلى خسارة 4 أشهر كراء محل دون ممارسة أي نشاط، بمعدل 2000 دينار يوميا بالإضافة إلى 1000 دينار أجرة العامل اليومي ما يعني خسارة كبيرة لم تكن من قبل في الحسبان.
في المقابل أبدى المتحدث تفاؤله بعودة الحياة تدريجيا، غير أنه ربط الإقلاع الحقيقي للحياة التجارية بعودة النقل، قائلا في هذا الصدد بأن السواد الأعظم من زبائنه أو بالأحرى زبوناته يعملن بعاصمة الولاية ويقطن في ولايات مجاورة أو حتى ببلديات أخرى ويعملن ببلدية بومرداس، ناهيك عن موسم العطل الوشيك الذي يسجل -بالعادة- حركية كبيرة على الولاية الساحلية، مما جعله يربط عودة الانتعاش الحقيقي لتجارته بحلول شهر سبتمبر القادم.
فيما حدثنا صاحب محل آخر للعطور ومواد التجميل، وجدناه بصدد ترتيب محله، قائلا أنه ينتظر عودة النقل الأسبوع القادم حتى يتمكن من القول أن الحياة بدأت تأخذ منحاها الطبيعي، غير أنه لم يخف تفاؤله بالعودة لممارسة نشاطه بعد كساد تام لقرابة 4 أشهر. "فقط مارسنا نشاطنا بصفة عادية لقرابة أسبوع في رمضان ثم اضطررنا لإعادة الغلق"، يقول محدثنا، مقدرا خسارته المادية بقرابة 450 ألف دينار، حيث قال إنه في اليوم الواحد يحصي ما بين 20 إلى 30 زبونا، بينما في زمن كورونا فإنه يسجل على أكثر تقدير 15 زبونا وبين كل زبون وآخر قرابة ساعة زمن. ما جعله يؤكد هو الآخر بأنه لابد من حساب على الأقل قرابة 3 أشهر من تاريخ إعادة الأنشطة، حتى يتمكن صاحب النشاط من الحديث عن بعض الانتعاش في تجارته.
في حين حدثنا صاحب مقشدة في الموضوع، مبديا تفاؤلا كبيرا بالعودة التدريجية للحياة العادية بقوله: "إن أثار جائحة كورونا كبيرة جدا سواء ماديا أو معنويا"، ويقصد بذلك خسارة مادية قدرها بحوالي 700 ألف دينار خلال 3 أشهر، بما فيها الأجور الخاصة بالعمال، حيث قال بأنه يضطر لجلبهم من ديارهم ونقلهم على حسابه الخاص حتى يلتحقون بالمخبزة لتوفير مادة الخبز دون الإضرار بالمواطن، وبعودة نشاط محلات المرطبات، فقذد أوضح أن اصحباها بدأوا يتنفسون قليلا، ولكن الكل، حسبه، "يعلم أن بيع المرطبات يكثر ليلا ونحن ننتظر أيضا خطوة أخرى لرفع الحجر الجزئي وحظر التجوال ليلا، حتى نسترجع بعض عافيتنا"، يضيف متحدثا، مشيرا إلى انتظار الترخيص لعودة بيع الشاي والمكسرات ضمن باقي الأنشطة الأخرى الأسبوع القادم، حتى تعود الحياة لمجراها الطبيعي الحقيقي.
انخراط المواطن في مساعي الوقاية أساسي
كما كان ل«المساء" أيضا حديث مع بعض مسيري الوكالات العقارية ممن فتحوا أبواب وكالاتهم، أمس، حيث أجمعوا على صعوبة هذه الفترة بسبب جائحة كورونا التي اضطرتهم إلى توقيف كلي للنشاط لقرابة 4 أشهر، تضاف لها موسم أبيض العام الماضي بسبب الحراك الشعبي، ما سبب تراجعا كبيرا في حركة العقار. في حين أظهر لنا أحدهم قائمة تضم 6 شقق للكراء و3 للبيع بعدة مواقع من ولاية بومرداس، أكد أنها بقيت على حالها منذ أشهر طويلة بسبب الركود العام المسجل، مؤخرا، بينما تحدث أخر بحسرة عن هذه الفترة تحديدا من السنة، لاسيما ما بين فيفري وجوان، والتي تعرف بالعادة طلبا كبيرا على كراء الشقق بالساحل البومرداسي خلال الموسم الصيفي.
فيما وجدنا صاحب وكالة عقارية أخرى بصدد إجراء أعمال صيانة تحسبا للفتح قريبا، وهو نفس ما سجلناه بعدد من المقاهي والمطاعم بحي 11 ديسمبر، حيث ذكر صاحب مقهى وجدناه بصدد تنظيف العتاد بأنه ينتظر المرحلة الثانية من الترخيص للأنشطة حتى يفتح المقهى، مع تأكيده على الالتزام بتدابير الوقاية لاسيما التعقيم الدوري، وعدم السماح بالتجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص. وهو نفس ما لاحظناه على صاحب مطعم بنفس الحي الذي وجدناه بصدد الانتهاء من إعادة طلاء المحل بعد صيانة كلية.
حيث قال أنه عادة ما يستغل شهر رمضان من اجل أشغال الصيانة "غير أن الأشغال هذه المرة امتدت أعمق بكثير وببطء أيضا بسبب التوقف عن النشاط"، يقول مبديا تفاؤله بقرب الانفراج والترخيص بإعادة الفتح مع تأكيده أيضا على الالتزام الكلي بشروط وتدابير الوقاية من فيروس كورونا، إلا أنه ربط مدى نجاح ذلك بالانخراط الكلي للمواطن في هذا المنحى.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)