تطور فكرة الامبراطورية في العلاقات الدولية بين الواقع والإفتراض

الملخص: تعود فكرة الإمبراطورية إلى العصر التاريخي القديم، كمفهوم سياسي للحكم واكتساب عوامل ومكوّنات القوة والبقاء، ويرتبط ذلك بالنشاط الإنساني الاقتصادي والاجتماعي، استهدفت في مكوّناتها حيازة القوة وتعظيمها، والتوسع الجغرافي عن طريق الإخضاع والغزو، لضمان الإمدادات البشرية و الفلاحية و الضريبية، كمقومات حيوية للحفاظ استمرارية بقاء الإمبراطورية وحمايتها. لم يتطوّر مفهوم الإمبراطورية وعوامل بنائها كثيرا في العصرين اللاحقين، الوسيط والحديث على الرغم من التطور الحاصل على مستوى الأنشطة الإنسانية (التجارة والصناعة) كمحفزات للتوسع والاحتلال، لكن التطور الحضاري للإنسان في الفترة المعاصرة وفي سعيّه لتعظيم المكاسب القومية ومكونات القوة، لم يعد يتم بالمفهوم الإمبراطوري النمطي القديم، فالتحوّل في مفهوم السلطة والقوة والإنتاج نقل فكرة الإمبراطورية المعاصرة إلى مفهوم افتراضي، يقوم على التواجد والانتشار والامتداد بتسخير عوامل بناء تعتمد المعرفة والتقنية، وتشجع وتبعث على التعاون أكثر من الصراع.