الجزائر

تضافر الجهود بجيجل لتقديم خدمة لسكان الأرياف



تضافر الجهود بجيجل لتقديم خدمة لسكان الأرياف
خلال فترة التقلبات الجوية الأخيرة التي عاشتها جيجل، وما صاحبها من تساقط كميات معتبرة من الثلوج، أدخلت عشرات البلديات الجبلية في عزلة، التي زادت من حدة قساوة الحياة اليومية التي يعيشها المواطن، سعت السلطات المحلية جاهدة إلى تكثيف الجهود لمضاعفة الخدمة المقدمة للمواطنين بدءا من فك العزلة وفتح حركة المرور وصولا إلى تأمين ضروريات الحياة.قامت السلطات الولائية بجيجل بدعم من الجهاز الأمني الممثل في قوات الجيش الوطني الشعبي المرابطة بالجبال، الدرك الوطني، الأمن والحماية المدنية بفتح كلّ الطرقات الوطنية الولائية والبلدية المؤدية إلى المناطق المعزولة، وتجسّدت الخدمة العمومية المقدّمة للمواطنين في خرجات ميدانية قام بها والي الولاية، حيث وقف على الظروف الطبيعية الصعبة التي تتم فيها عملية فكّ العزلة، حيث أعطى توجيهات صارمة بتسريع وتيرة فتح الطرق وإشراك جميع القطاعات والمقاولات الخاصة لفك العزلة عن المواطن بالدرجة الأولى.وسخّرت مصالح الأشغال العمومية وفق مخطّط تمّ إعداده مسبقا لمجابهة الاضطرابات، 125 آلية، 07 كاسحات ثلوج و131 عون صيانة مختصا في عمليات التدخّل، إضافة إلى تقسيم الولاية إلى 04 أقطاب تسهّل وتسرّع عملية فكّ العزلة، وكشف السيد عبد الحفيظ بن حميود رئيس مكتب الصيانة بمديرية الأشغال العمومية أنّ المصالح عبر جميع فروعها عملت على تقديم خدمة عمومية تطلبت تسخير إمكانيات بشرية ومادية وتكتيكية لتسهيل حركة المرور عبر الطرق، بمساهمة المؤسّسات الوطنية والمقاولات الخاصة التي تعهّدت مسبقا بتسخير عتادها لتقديم المساعدات للمواطنين في حالة اضطراب جوي.وأضاف أنّ المصالح قامت بتسخير العتاد بالبلديات الجبلية قبل يوم من بداية الاضطراب، وشرعت بعدها في إزالة الثلوج منذ 06 صباحا إلى ساعات متأخّرة، فقامت بفكّ العزلة عن الطرق الوطنية تم الولائية ثمّ البلدية، وتواصل حاليا فتح المسالك الجبلية بالتنسيق مع رؤساء البلديات والدوائر، أمّا عملية إصلاح الطرق المتضرّرة فتتطلّب ذوبان الثلوج نهائيا، مشيرا إلى أنّ المصالح نفسها وفّرت منذ بداية التقلّبات للبلديات الجبلية الجوية، 70 طنا من الأملاح المذيبة للثلوج، وتزويدهاب60 طنا أخرى خلال هذه الأيام، مضيفا بأنّ مصالح الأشغال العمومية قدّمت طلبا للسلطات الولائية بدعم مالي يقدّر ب250 مليار سنتيم لإصلاح الطرق المتضرّرة لفائدة المواطنين.وفي نفس السياق، أكّد رئيس مركز تعبئة غاز البوتان بمنطقة أولاد صالح، السيد العيد قريمس، ل«المساء» أنّ مادة غاز البوتان من ضروريات الحياة بالمناطق الجبلية التي عرفت حدّة الاضطراب الجوي، في ظلّ غياب غاز المدينة بها، لذلك فإنّ المركز سجّل خلال 20 يوما من شهر جانفي رقم إنتاج قياسي، قدّر ب220 ألف قارورة، علما أنّ سعته الإنتاجية تقدر ب7 آلاف قارورة، حيث اتّبع المركز دوام 24/24 ساعة والعمل بفرقتين لتلبية حاجيات المواطن، كما تمّ توزيع خلال نفس الفترة 215897 قارورة غاز بوتان عبر 121 نقطة بيع بالولاية.واتّخذ المركز تدابير خاصة بالتقلّبات الجوية، تمثّلت في تدعيم المناطق المعزولة قبل تهاطل الثلوج، ويتعلّق الأمر بمناطق الميلية ب35829 قارورة عبر 03 نقاط بيع، منطقة إراقن ب5600 قارورة، جيملة 21847 قارورة، سلمى بن زيادة 3200 قارورة، تاكسنة 7 آلاف قارورة، أولاد عسكر 10 آلاف ومنطقة أولاد رابح 8500 قارورة غاز، وأشار المصدر إلى أنّ القدرة الإنتاجية للمركز الذي تمّ فتحه سنة 1986 والتي تقدر حاليا بأزيد من 12 ألف قارورة أصبحت لا تلبي احتياجات المواطن وهو في حاجة إلى مركز آخر.ولم تقتصر الخدمة العمومية بولاية جيجل خلال الفترة الأخيرة على فكّ العزلة وفتح المسالك فقط، بل تمّ تخصيص إعانات للعائلات المعوزة والمحاصرة بالثلوج، تمثّلت في تخصيص السلطات الولائية ل150 قفة من المؤونة ومختلف المواد الضرورية تمّ توزيعها بمشاركة الجهات الأمنية، على غرار الجيش الوطني الشعبي الذي قدّم بدوره مساعدات كبيرة للمواطنين، وتخصيص فرق طبية لمعاينة المرضى بهذه المناطق، حيث أوضحت المكلفة بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، السيدة أحلام، أنّ مصالح الحماية شاركت في عملية فتح الطرقات وفك العزلة عن المواطنين، حيث سجّلت معظم تدخلاتها بمناطق أولاد يحيى، سيدي معروف، إراقن، زيامة منصورية، جيملة وتاكسنة بالإضافة إلى تسخير فرقة طبية خاصة بالحماية المدنية لإجراء فحوصات طبية للمواطنين بالمناطق المعزولة، وتسجيل عمليات إجلاء للمرضى كان آخرها إغاثة امرأة مريضة وأخرى حامل بمشتة بوزنطل ببلدية تاكسنة، والتدخل بمنطقة عين تري في عمليات تضامنية.من جهة أخرى، عرفت العمليات التضامنية بالولاية أوجّها خلال التقلبات الجوية الأخيرة، من خلال الهبات التضامنية التي قامت بها مختلف الجمعيات الناشطة بالولاية بالتنسيق مع الجهات الأمنية على غرار جمعية «كافل اليتيم»، جمعية «جسور الوطنية» و«الوفاء للتضامن الوطني» لتقديم المساعدات من أغطية وأفرشة وملابس ولو مستعملة وحبوب ومعجنات وغيرها.واستطاعت هذه الجمعيات أن تمسّ الوضعية الصَعبة التي تعيشها الكثير من العَائلات المعزولة خاصة في هذه الفترة التي عرفت انخفاضا شديدا في درجه الحرارة مرفوقة بتساقط كبير للثلوج، وتخفّف من معاناتها بالتزامن مع ما توفّره السلطات البلدية والولائية لفك العزلة وتقديم خدمة عمومية حسنة بمناطق تتميّز بطبيعتها الوعرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)