الجزائر

تصفيات كأس العالم 2018 قارة إفريقيا : «التوانسة» على عتبة المونديال في جولة من صنع الزوار



تصفيات كأس العالم 2018 قارة إفريقيا : «التوانسة» على عتبة المونديال في جولة من صنع الزوار
وضعت مخلفات الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 المنتخب التونسي على مرمى حجر من حجز تأشيرة المرور إلى روسيا، بفضل النقطة الثمينة التي عاد بها من كينشاسا، في مباراة غريبة الأطوار، لأن أهل الدار كانوا متفوقين بفارق هدفين، حملا توقيع مانغولو و مبوكو، لكن الدقيقة 78 شهدت «سيناريو» دراماتيكي، لأن «الفهود» انهارت و تلقت هدفين في ظرف دقيقة واحدة، الأول كان بنيران صديقة، أمضاه موكي ضد مرماه، قبل أن يعدل انيس بدري النتيجة، ليبقى «التوانسة» بحاجة إلى انتصار في عقر الديار في «الديربي» المغاربي ضد ليبيا لحسم الأمور، و العودة إلى المونديال بعد غياب دام 16 سنة.من جهة أخرى فقد أثرى المنتخب المصري من حظوظه في التواجد ضمن قائمة ممثلي القارة الإفريقية في مونديال روسيا، عقب النجاح في استعادة صدارة المجموعة الخامسة، إثر الظفر بنقاط القمة التي جمعته بمنافسه المباشر منتخب أوغندا، في قمة حسمها النجم محمد صلاح بهدف مبكر، كان كافيا لتنصيب «الفارعنة» في الريادة، بفارق خطوتين عن المفاجأة المنتخب الأوغندي، و لو أن هذا الفارق من شأنه أن يبقي «السيسبانس» بخصوص هوية المتأهل عن هذه المجموعة قائما إلى غاية آخر لحظة من التصفيات، في ظل رهن منتخب غانا نسبة كبيرة من حظوظه في التأهل للمرة الرابعة تواليا، رغم أنه أطلق بارودا شرفيا في هذه المحطة، بإنتصاره العريض في برزافيل، أين قصف مستضيفه منتخب الكونغو بخماسية تداول على توقيعها كل من توماس بيرتي و بواكي، لكن هذه الإنتفاضة جاءت جد متأخرة، مادام المنتخب الغاني تواجد في الصف الثالث بفارق 5 نقاط عن قائد القافلة.و لئن كان الصراع في المجموعتين الأولى و الخامسة قد أصبح ثنائيا فإن الرؤية أصبحت جد معقدة في الفوج الرابع، لأن منتخب الرأس الأخضر قلب الطاولة و أخلط الأوراق، بفضل الفوز الثمين الذي عاد به من جوهانسبورغ، اين تخطى عقبة منتخب جنوب إفريقيا، في مباراة كان نجمها غاري رودريغيز، صاحب الثنائية التي رجحت كفة الضيوف، و نصبتهم في صدارة المجموعة مناصفة مع بوركينافاسو، مقابل إهدار «البافانا بافانا» فرصة كبيرة لإعتلاء الصدارة، بعد تلقي هزيمتين على يد نفس المنافس في ظرف 4 أيام، و هي المعطيات التي تزامنت مع افتراق بوركينافاسو و السينغال على تعادل هو الثاني من نوعه بين المنتخبين، و لو أن «أسود تيرنغا» أهدرت فوزا كان في المتناول، لأنها كانت متفوقة إلى غاية اللحظات الأخيرة، قبل أن يسجل المدافع نداي هدفا بالخطأ في مرماه منتخبه، ليبقى باب الإحتمالات مفتوحا على مصراعيه، في ظل احتفاظ المنتخبات الأربعة بحظوظها في التأهل، لكن بنسبة متفاوتة.تمرد غالبية الضيوف على العوامل التقليدية في هذه المحطة جسده منتخب الغابون، الذي فجر مفاجأة مدوية، بعد نجاحه في العودة من الأراضي الإيفوارية بكامل الزاد، ليأخذ بالثأر من «الفيلة» التي كانت قد قصفته بثلاثية في ليبروفيل، ليضيع بذلك منتخب كوت ديفوار فرصة كبيرة لمد خطوة عملاقة نحو مونديال روسيا، مع استعادة «الفهود» بصيصا من الأمل في القدرة على تحقيق حلم المشاركة في نهائيات كاس العالم لأول مرة، سيما و أن المنتخب المغربي أهدر بدوره فرصة اعتلاء صدارة المجموعة، عقب اكتفائه بنقطة وحيدة في باماكو، بالتعادل مع منتخب مالي، الذي خرج من السباق مبكرا، و يبقى الحلقة الأضعف في هذا الفوج.قراءة: ص / فرطاسنسور نيجيريا تخرج من مجموعة الموت سالمة و تعبد طريقها إلى روسياحسم منتخب نيجيريا بنسبة كبيرة الأمور على مستوى المجموعة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال روسيا، على اعتبار أن «النسور الخضراء» تبقى على بعد فوز وحيد لترسيم حجز تذكرة المرور إلى موسكو في صائفة 2018، و هذا قبل جولتين من إسدال الستار على المرحلة التصفوية.هذه المعطيات خالفت كل التوقعات، لأن المتتبعين كانوا مباشرة عقب عملية سحب القرعة قد أطلقوا على الفوج الثاني تسمية «مجموعة الموت»، بتواجد 3 منتخبات كانت قد نشطت سويا النسختين الفارطتين من العرس الكروي العالمي بجنوب إفريقيا و البرازيل على التوالي، فضلا عن معانقتها للتاج القاري، و يتعلق الأمر بكل من الجزائر، نيجيريا و الكاميرون، من دون التقليل من قيمة منتخب زامبيا، المتوج بدوره بكأس أمم إفريقيا قبل 5 سنوات، حيث أن جميع الحسابات كانت تؤجل الفصل في مصير التأشيرة المؤدية إلى روسيا إلى غاية الأنفاس الأخيرة من السباق، في ظل تقاسم كل منتخبات المجموعة طموح تنشيط مونديال 2018.و لعل ما يجعل منتخب نيجيريا من مفاجآت هذه التصفيات مروره بفترة تجديد التركيبة، تحت قيادة التقني الألماني غيرنوت روهر، بدليل عجز «النسور» عن المشاركة في الطبعتين الأخيرتين من «الكان»، إلا أن ذلك لم يمنعها من التحليق عاليا في سماء القارة السمراء عند حلول ساعة الحقيقة، على اعتبار أن النيجيرين استهلوا المشوار المؤدي إلى روسيا بفوز خارج الديار في زامبيا، ليكون فوزهم العريض على المنتخب الوطني في الجولة الثانية بنتيجة (3 / 1) بمثابة محطة تأكيد النوايا الجادة في تجسيد حلم تنشيط نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في التاريخ.حسابات المجموعة الثانية بقيت معلقة على المنعرج الفاصل، و المتضمن برمجة الجولتين الثالثة و الرابعة من التصفيات في ظرف 72 ساعة أوائل شهر سبتمبر الحالي، حيث أن منتخب نيجيريا كان على موعد مع مواجهة بطل القارة المنتخب الكاميروني، في لقاء صنفه المتتبعون في خانة «قمة العمالقة»، و كانت كل الحسابات مقترنة بنتيجته، لكن «النسور الخضراء» أشهرت مخالبها و روضت «الأسود الجموحة» بطريقة مثيرة للسخرية، لأن الرباعية المحققة في أويو أثبتت بأن بطل القارة الإفريقية ليس في أحسن أحواله، بعد أشهر قليلة فقط من معانقته التاج القاري، و لو أنها بالموازاة مع ذلك مكنت النيجيريين من وضع القدم الأولى في موسكو، كونهم نالوا العلامة الكاملة في النصف الأول من التصفيات، في إنجاز تقاسمه معهم «التوانسة» فقط في القارة السمراء.محطة تأكيد قوة منتخب نيجيريا في تصفيات المونديال كانت رحلة رد الزيارة إلى الكاميرون، لأن الخروج بنقطة التعادل من هذه السفرية مكن «النسور» من قطع شوط معتبر على درب التأهل إلى روسيا، بعد النجاح في مواصلة المشوار التصفوي من دون تذوق مرارة الهزيمة، و لو أن هذه النتيجة أخرجت المنتخب الكاميروني نهائيا من السباق، بعد اكتفاء «الأسود « ب 3 تعادلات، لتكون أول منتخب من المجموعة الثانية يرهن رسميا كامل حظوظه في المشاركة في النسخة القادمة من المونديال، بعدما ظل الكاميرون بمثابة أحد الممثلين التقلييدين للكرة الإفريقية في نهائيات كأس العالم، خاصة بعد تسجيل حضوره في آخر طبعتين بجنوب إفريقيا و البرازيل.على صعيد آخر، و لئن كانت القراءة الأولية في إفرازات عملية القرعة قد جردت أوتوماتيكيا منتخبين موندياليين من شرف تمثيل القارة في دورة روسيا، حتى قبل الإحتكام إلى الصراع الميداني و انطلاق التصفيات، فإن التكهنات لم تكن ترشح أي منتخب للخروج سالما من مجموعة الموت بالسهولة التي عبّد بها منتخب نيجيريا طريقه إلى الأراضي الروسية، مادام التعادل في المباراة القادمة داخل الديار ضد زامبيا، و المقررة أوائل شهر أكتوبر المقبل، أصبح كافيا لترسيم التأهل، و بالتالي جعل لقاءات الجولة السادسة و الأخيرة من التصفيات شكلية، و دون أي رهان.من جهة أخرى فإن المنتخب النيجيري برهن على علو كعبه في تصفيات المونديال، بعدما مرر الإسفنجة على نكسة الغياب عن دورتين متتاليتين من «الكان»، و وضعه منتخب الكاميرون خارج السباق رسميا جعل «سيناريو» فشل بطل القارة السمراء في التأهل إلى نهائيات كأس العالم يتكرر للمرة السابعة في التاريخ، بعد الكونغو (1974)، المغرب (1978)، نيجيريا (1982)، الكاميرون (1986)، كوت ديفوار (1994)، و مصر (2010).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)