شيد هذه المدرسة السلطان أبو تاشفين بن أبي حمو موسى الأول، بجانب المسجد الجامع الأعظم، تكريما للفقيه أبي موسى عمران المشذالي. وسخر لبنائها فنانين ومهندسين من ذوي الكفاءة والمهارة العالية في الزخرفة والتزيين والبناء، فجاءت هذه المدرسة نموذجا فريدا للزخارف التي احتوتها قصور ومدارس تلمسان في ذلك العهد، وتحفة فنية عمرانية رائعة. وتدل على ولع هذا السلطان بالعمران والتفنن فيه، فجعلها قصرا من قصور الملوك تضم عدة بنايات ورواقات 1.
نظم السلطان أبو تاشفين بمناسبة تدشين هذه المدرسة احتفالا كبيرا، حضرته مشيخة تلمسان وأدباؤها، وأهمهم أبو موسى عمران المشذالي الزواوي أعرف أهل زمانه بمذهب الإمام مالك 2.
ظلت هذه المدرسة قائمة شامخة، تزاول وظيفتها نحو خمسة قرون من الزمن، إلى عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث قامت الإدارة الفرنسية بهدم هذا المعلم المعماري الإسلامي الرائع، بحجة توسيع شبكة الطرق داخل المدينة، فكانت هذه التهيئة العمرانية الجديدة على حساب معلم أثري هام، فبنت في مكانها دار البلدية، وشيدت ساحة عمومية إلى جانبها سنة 1876م. ووزعت بعض القطع الأثرية والتحف الفنية التي أرادت أن تحتفظ بها لهذه المدرسة على المتحف البلدي لمدينة تلمسان ومتحف باريس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com