الجزائر

تسلمت تركة ثقيلة في عز أزمة اقتصادية



تسلمت تركة ثقيلة في عز أزمة اقتصادية
أماط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اللثام عن الحكومة الجديدة بقيادة وزير السكن الاسبق عبد المجيد تبون ،الذي يواجه برفقة طاقمه المتآلف من 12 وزيرا جديدا و آخرين تم الإبقاء عليهم عددا من التحديات الهامة لاستكمال المسار الديمقراطي و الحفاظ على المكتسبات و دعمها في عز ازمة مالية تعاني منها البلاد نتيجة انخفاض اسعار البترول. و يعتقد محللون سياسيون و اقتصاديون أن أولى أولويات حكومة تبون الجديدة هي صياغة رؤية اقتصادية واضحة المعالم على المدى المتوسط والاستثمار بشكل جدي في نمط اقتصادي متفتح على العالم بإمكانه إنتاج بدائل للاقتصاد الريعي ، فيما ينتظر الجزائريون من نزلاء قصر الدكتور سعدان و منهم وزير المالية الجديد عبد الرحمان راوية إنقاذ ما يمكن إنقاذه بأخف التكاليف الاجتماعية. وستكون الحكومة الجديدة وجهاً لوجه مع الكثير من الملفات العالقة والساخنة التي تنتظر حلولاً، على غرار مواجهة الركود الاقتصادي والمطالب الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص للشباب العاطل بعد أن بلغت البطالة أكثر من 10%، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجه البلاد داخلياً وخارجياً مع استمرار الفوضى في دول الجوار، خاصة مالي والنيجر و ليبيا. و في السياق الدبلوماسي تم توكيل عبد القادر مساهل الذي يملك خبرة طويلة في قطاع العلاقات الدولية استثمرها منذ التحاقه بقصر الحكومة قبل 17 سنة وزيرا للشؤون الخارجية بعد فض شراكته مع رمطان لعمامرة ، بمهمة تحريك الآلة الدبلوماسية الجزائرية، و حمل مسؤولية إيصال والدفاع عن مبادئ السياسة الخارجية للدولة الجزائرية في ظل احترام النصوص الدستورية, وسط تحولات إقليمية متنامية, تميزت بجهوده التي لقيت إشادة من طرف مختلف الأطراف الفاعلة في أزمات عدد من الدول العربية والإفريقية. ولعل الزيارة الشجاعة لمساهل إلى مناطق النزاع في ليبيا مؤخرا, خير دليل على كثافة نشاطه الدبلوماسي خلال السنوات الأخيرة ورجاحة الموقف الجزائري الذي شجع في كل مرة الحوار ونبذ التدخل العسكري واحترام سيادة الشعوب في كل من ليبيا وسوريا وقبل ذلك دولة مالي, وكان للجزائر و لمساهل في كل هذه المحطات دور إيجابي مشهود له. و من بين القطاعات الحساسة التي يعقد عليها الجزائريون آمالا كبيرة ،قطاع السكن الذي جرى تنصيب الوالي الاسبق لعنابة يوسف شرفة وزيرا له،بحيث يراهن عشرات الآلاف من المكتتبين في مختلف الصيغ السكنية على همة الوزير الجديد لإعطاء نفس جديد ، فضلا على تسريع وتيرة العمل في عدد من المشاريع المهمة و أبرزها ورشة جامع الجزائر الاعظم ، و عدد من المنشآت الرياضية و الثقافية، مواصلة لمسيرة وزير السكن السابق عبد المجيد تبون الذي تولي حقيبة الوزارة الأولى. بدوره يجد وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري الجديد عبد القادر بوعزقي نفسه أمام مهمة ترقية الفلاحة و تطويرها لتصبح بديلا اساسيا للبترول الذي تشهد اسعاره تذبذبا مستمرا في الاسواق العالمية، ما جعل الحكومة تفكر بجدية في إيجاد مورد بديل يكون كفيلا بخلق الثروة . و هي ذات المهمة الملقاة على عاتق وزير الصناعة الجديد محجوب بدة المطالب أيضا باعطاء دفعة جديدة للإنتاج المحلي ، و متابعة ملف مصانع صناعة السيارات . أما الأستاذ مختار حزبلاوي الذي عينه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزيرا للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فيواجه تركة ثقيلة ،نتيجة المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها القطاع منذ سنوات في ظل ضعف المنظومة الصحية نتيجة التسيب و البيروقراطية المنتشرين في المؤسسات الإستشفائية عبر الوطن، كما يقع على عاتق البروفسور الذي حقق نجاحا بارزا في اختصاص الأنف والأذن والحنجرة مهمة صياغة قانون الصحة الجديد .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)