الجزائر

تراشق بالتهم بين نزار وبن عودة



تراشق بالتهم بين نزار وبن عودة
لم يعد الجزائريون يهتمون كثيرا لمن انقلب على من؟ هل نزار هو من انقلب على الشاذلي أم أن الشاذلي رمى المنشفة؟ لم يعد الجزائريون يهتمون ما إذا كان عمار بن عودة وهو عضو مجموعة ال 22 تنازل باسم بن بلة عن أسلحة الجيش للمصريين، أم مجرد مناورة يحاول خالد نزار البروز من نافذتها كقائد له تاريخ عريق، بل وكان يحظى بثقة هواري بومدين لدرجة أن "الموسطاش" كلفه باستعادة سلاح الجيش الوطني الشعبي من المصريين. لم يعد الجزائريون يأبهون لمن كان الزعيم ومن كان الخائن؟ لمن كان البطل، ومن كان مجرد رقم من أرقام الإحصاء الوطني. الأزمة الدموية التي "طحنت" قلوب الجزائريين ذهبت دون رجعة، ولن يكون بمقدور أي طبل أن يدقها ثانية، سياسيا أو باستعمال المال والاقتصاد واستغلال الحاجة والفقر، ولو كان بمقدور الاستعمار الفرنسي استغلال فقر الجزائريين ما غادر البلاد مطرودا في الخامس جويلية 1962.الجنرال خالد نزار تعوّد على الغرق في حكايات لا يعرف الجيل الجديد تفاصيلها، بل لا يريد سماعها أصلا ، فهي مجرد أحاديث بلا جدوى، لن يكون بمقدورها دفع البلد خطوة واحدة نحو المستقبل، حكايات أكل عليها الدهر وشرب، وتحولت إلى مجرد أسطورة لا فائدة من إعادة استنساخها أو تجربتها مرة ثانية. هل يمكن للعقيد بن عودة أن يحدثنا كيف نبني جزائر الغد؟ هل بمقدور الجنرال خالد نزار أن يفيدنا بطرق حديثة لتحسين الإنتاج، وتنمية الطاقات البشرية والتعاطي مع الأزمات الطارئة والتعامل معها بطريقة ذكية للخروج بأقل الخسائر؟ هل يمكن أن يفيدنا هؤلاء العجائز بمنتوج وطني واحد خلاصة مخاض حديثهم هذا؟الصراعات بين هؤلاء لم تعد تستهوي المواطنين الذين يتطلعون لحلول واقعية تتماشى وواقعهم الصعب، الجزائر تمر بمرحلة حرجة وحساسة، وهذا ليس مقدمة إنشائية لبيان رسمي، بل هي حقيقة واقعة لا محالة، ونحن بحاجة إلى من يمدنا بطاقة التجديد، نحن بحاجة إلى القدوة التاريخية، وإلى من يمدنا بالحلول العميقة لمشاكلنا، لمشاكل العصر التي نتخبط فيها وسط عالم لا يرحم، هل يمكن لخلافات العقيد بن عودة والجنرال خالد نزار، أن تمدنا بهذه الحاجة الملحة لكل ما هو عصري وجديد؟الأكيد أن أمثال هؤلاء يغرقون، والتاريخ لن ينسى، بل سينصف كل واحد حسب ثقله وتأثيره في الأحداث بالشكل الإيجابي أولا، لأن الجزائريين عانوا الكثير، فهم ليسوا على استعداد لأن يعانوا مجددا من تفاهات وحماقات وصراعات الآخرين، وإن لم تصدقوا.. صراحة عودوا إلى الوطن أقصد إلى الشعب، إلى المواطن في زاوية الحي الفقير الذي ينتظر بزوغ الشمس لاقتناص بعض من أشعتها المتفرقة هنا وهناك..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)