تراجع حاد في عدد المهنيين وخسائر بالملايير

دعا السيد رابح بن عزوز ممثل المشاتل المعتمدة بخمس ولايات من الوسط والشرق، الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، إلى وضع برنامج استعجالي يفتح المجال أمام أصحاب المشاتل المعتمدة لتصريف بضاعتهم التي تعرف ركودا كبيرا منذ سنوات، ما سبب لهم خسائر بالملايير.تراجع عدد أصحاب المشاتل المعتمدة بولاية بومرداس، خلال السنوات الأخيرة، من 36 إلى 4 فقط خلال العام الجاري، والسبب غياب أماكن تسويق المنتوج من فسائل الأشجار المثمرة وغير المثمرة وشتلات الخضروات. وحسب رابح بن عزوز صاحب مشتلة معتمدة ببغلية وممثل عن خمس ولايات للوسط والشرق هي سطيف وبجاية والبويرة وتيزي وزو وبومرداس، فإن وزارة الفلاحة مطالبة بوضع برنامج استعجالي لإنقاذ المنتوج المتكدس بالمشاتل لأزيد من أربع سنوات، ما سبب خسائر بالملايير لهؤلاء. وأوضح ل»المساء» في لقاء خاص، أن البيع الفوضوي على قارعة الطرق للفسائل والشتلات، قد زاد الأمور تعقيدا، ما أدى بالعديد من أصحاب المشاتل إلى التخلي عن هذا النشاط الفلاحي.
وحسب ذات المتحدث، فإن الركود الذي سجل بداية من 2010 بدأ يزداد حدة، مؤخرا، ما أدى إلى انخفاض التسويق بحوالي 80% على المستوى الوطني، وطالب بإعادة تفعيل الاتفاقيات المسبقة مع عدة جهات خاصة المصالح الفلاحية ومحافظات الغابات وغيرها من أجل تصريف المنتوج، يقول: «اليوم لديّ أزيد من 300 ألف فسيلة زيتون مكدسة بالمشتلة لم أجد كيفية لتصريفها، علما أننا كنا نسوق قرابة 3 ملايين فسيلة قبيل تفاقم هذه الأزمة واليوم لا نسجل بيع حتى بضعة آلاف، ما يسبب في خسارة قد تصل إلى 5 ملايير سنتيم لموسمين متتاليتين بسبب ركود التسويق». ويضيف بأن هذا الغلاف المالي يمثل على السواء مصاريف العناية بالفسائل من عتاد وسقي ويد عاملة، هذا دون حساب خسائر في فسائل أشجار مثمرة أخرى وشتلات الخضروات.
كما طالب المتحدث، صاحب 25 سنة في ذات الميدان وأحسن منتج للشتائل ممثل للجزائر في معارض متخصصة بإيطاليا وإسبانيا مؤخرا، من وزارة الفلاحة وقف الاستيراد لأصناف الفسائل والشتلات من الخارج والاكتفاء بالمنتوج الوطني الذي يغطي حاجة البلاد، تشجيعا وتقوية للاقتصاد الوطني عموما. مطالبا السلطات الولائية لبومرداس بالمقابل تمكينه من عقار من هكتار أو هكتارين بإقليم الولاية لتوسيع مستثمرته ومضاعفة اليد العاملة إلى أزيد من 30 عاملا، إضافة إلى مضاعفة عدد المتربصين كذلك. خاصة وأنه قد استثمر مؤخرا في شراء عتاد متطور لترقية شعبة الزيتون ولم يتمكن بعد من استغلاله.