الجزائر

تذكار لكل الأحداث بعد غيبوبة دامت 4 سنوات



فقدت أول أمس الجمعة الكرة الجزائرية أحد أعمدتها برحيل الطاهر بن فرحات وبذلك انطفأت شمعة أخرى أضاءت العالم الرياضي الجزائري وحتى على المستوى القاري والدولي..... الجمهورية اقتربت من بعض أفراد عائلته وشخصيات رياضية من قدماء شبيبة تيارت بمنزله الكائن وسط المدينة تيارت توافدو لتقديم العزاء شقيق المرحوم الطاهر بن فرحات، بن عودة تحدث لنا عن اللحظات الأخيرة قبل وفاة أخيه ففي حدود الساعة السابعة ونصف صباحا من أول أمس الجمعة توجه إلى منزله وكالعادة ليتفقد شقيقه فتبادلا الحديث لكن ما لفت انتباهه هو أن الطاهر أصبح يتذكر كل شيء بالرغم من أنه كان يعاني من فقدان الذاكرة منذ أكثر من أربع سنوات كاملة وخلال الستة أشهر الأخيرة اشتد عليه المرض لدرجة أنه لم يعد يتذكر أي شخص حتى من عائلته لكن في اللحظات الأخيرة عادت له الذاكرة الأمر الذي استغرب منه بن عودة، ليتبادلا أطراف الحديث فتذكر جيدا عندما سأله عن أحوال صحته فأجابه بسؤال هل أنت بطبيب؟ ليعود بن عودة للحديث عن شخصيات رياضية سألت عن المرحوم تنقلت في جنازة لالماس فكان رد المرحوم الطاهر بن فرحات وبكل عفوية أنهم *إخوته* ليسقط أرضا وينقل على وجه السرعة إلى مستشفى تيارت ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وفي غمرة من الحزن لم يجد شقيقه بن عودة إلا القول أن الكرة الجزائرية فقدت قامة من قاماتها، فالطاهر بن فرحات وخلال أربع سنوات كاملة كان يعاني من المرض في صمت عزله عن العالم الخارجي وفضل البقاء بمنزله وسط دفئ العائلة والذكريات الحافلة بالبطولات والأمجاد..... بن عودة اعتبرشقيقه المرحوم الطاهر ليس فقط رياضيا وإنما كان من أعيان المدينة محبا للجميع وكان كل واحد يقصده لحل مشاكله مهما كانت فهو فعلا مربيا للأجيال وهذه خسارة كبيرة ليست فقط لتيارت بل الجزائر، وبهذا فإن الكرة الجزائرية الآن قد فقدت فعلا شخصية كان يمكن الاستعانة بها في تطوير الرياضة.هذاوقد توافد أمس العديد من المواطنين وحتى بعض الشخصيات الرياضية ومحبي شبيبة تيارت لتقديم العزاء والملفت للانتباه أن القدماء من *الزرقا* كانوا متواجدين وبقوة ولم يخلو الحديث عن ما قدمه الطاهر بن فرحات خلال الستينيات والسبعينيات للمنتخب الوطني ومشاركته في البطولات القارية والدولية ولما لهذا الرجل من خصال وتجربة كبيرة وطويلة في التدريب ، علما أن المرحوم الطاهر بن فرحات قد وري الثرى مساء الجمعة بمقبرة مدينة تيارت وسط حضور حاشد للمواطنين ولاعبي شبيبة تيارت وقدمائها وبعض الشخصيات الرياضية، فيما لم تتوقف برقيات العزاء من مختلف الهيئات الرياضية عبر الوطن.
انطباعات:
1-بن عودة بن فرحات:
*المرحوم كان محبا للخير *
أتذكر جيدا اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقي بمنزله الكائن بوسط مدينة تيارت فهو فعلا كان يعاني في صمت والمرض ألزمه الفراش مدة 04 سنوات كاملة غير أن فترة 06 أشهر الأخيرة اشتد عليه المرض كثيرا فهو كان يعاني من فقدان الذاكرة، فالطاهر كان محبا للخير وكانت له مواقف إن لم نقل رجولية بل ساهم كثيرا في الرفع من مستوى الكرة لفريق شبيبة تيارت ولم يبخل أبدا في تقديم تجربته العريقة والفريدة من نوعها في مجال التدريب غير أن المرض قد نال منه فعلا.
2-عدة مايدي لاعب ومدرب سابق:
*رجل بمعنى الكلمة*
أعترف أن الكرة الجزائرية اليوم قد فقدت ليس فقط مدربا بل رجلا بمعنى الكلمة وما تحمله من المواصفات فهو كان مربي جيلنا الذي صنع الكرة الجزائرية خلال سنوات طويلة فهو مدرب كانت له شخصية قوية استلهمنا منها الكثير في مجال التدريب، وأتذكر جيدا عن بعض مواقف الرجل ففيما يخص طريقة التدريب لكن اليوم وبكل صراحة أؤكد أن المحيط الكروي بتيارت والذي أصفه بالمتعفن عزل كثيرا الطاهر بن فرحات وأخرجه عن الساحة الرياضية لما كانت له من مواقف صارمة اتجاه التدريب وطريقة التسيير لشبيبة تيارت.
3-الحاج خليل لاعب سابق:
*الطاهر بن فرحات سيبقى في الذاكرة
كنت لاعبا ضمن فريق شبيبة تيارت منذ 1976 إلى غاية 1997 وغادرته وسني لم يتجاوز 38 سنة فأنا الآن من أقدم اللاعبين لهذا الفريق وأعترف أن وفاة الطاهر بن فرحات هو خسارة كبيرة للزرقا خصوصا وحتى الكرة الجزائرية عموما فهو كان بمثابة واحد من أعمدة الرياضة وخاصة كرة القدم فقدماء شبيبة تيارت عاشوا مع الطاهر بن فرحات كل لحظة من حياته ومشواره الطويل في اللعب والتدريب، وإن لم يكن له اعتراف الآن لكن التاريخ يشهد له تلك البطولات التي ستبقى في الذاكرة.
4-عبد القادر بانيس لاعب سابق
كان يتقاضى 12000دج من منحة التقاعد
الشيء الأكيد والذي أتذكره أن المرحوم الطاهر بن فرحات كان صديق العائلة وفعلا نجح وتألق في الكرة الجزائرية وبدون منافس فهو ذي شخصية قوية جدا لا يمكن لآخر أن يكتسبها وأتذكر جيدا مقولة شهيرة للمرحوم الطاهر بن فرحات *كل شيء في قدمي* فهو فعلا أحب الكرة وبمعنى الكلمة لكن أعيب عن المسؤولين كثيرا أن علاجه جاء متأخرا جدا فالتكفل به قد تقرر أسبوعا قبل وفاته والأمر في ذلك أن المرحوم الطاهر بن فرحات كان يتقاضى 12 ألف دج من منحة التقاعد وقابلها في ذلك تضحيات للرقي بالكرة الجزائرية في المحافل الدولية والإفريقية وحتى المحلية منها والأغرب من ذلك أنه لا يوجد حتى جمعية لقدامى الرياضيين بل هم مهمشين تماما فهم النخبة الرياضية لكن التهميش وصل حتى في منحة التقاعد فكان من الأجدر التكفل بهم أحسن تكفل فرحم الله الطاهر بن فرحات.
5-بن عيسى بانيس لاعب سابق
: *الطاهر تراث وطني*
أعتبر المرحوم الطاهر بن فرحات تراث وطني في الكرة الجزائرية فهو مثل شبيبة تيارت في كل المستويات وأضيف أنه ذاكرة الكرة فهو فعلا كان لاعبا كبيرا ومدربا متميزا فقد كون أجيالا في كرة القدم ومحبا للناس وأتذكر جيدا أن المرحوم الطاهر بن فرحات كان يحظر كل المباريات وبرحيله هذه خسارة كبيرة فهو قاموس للكرة الجزائرية وشبيبة تيارت التي اليوم تبكي برحيله في صمت.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)