الجزائر

تدفقوا بالعشرات على المراكز الحدودية جزائريون في رحلة البحث عن أخبار أبنائهم في ليبيا



 تشهد المراكز الحدودية بكل من الدبداب وتين ألكوم وطارات بولاية إليزي، هذه الأيام حركة غير عادية لبعض الجزائريين من أهالي الأشخاص المتواجدين على الأراضي الليبية، قصد البحث والاطمئنان على أبنائهم وأقاربهم بعد أن انقطعت أخبارهم منذ اندلاع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت المدن الليبية للمطالبة برحيل القذافي.
وأعرب العشرات من أهالي الجزائريين الذين يعيشون في ليبيا، على غرار بنغازي والزاوية ودرنة، وكذا العاصمة طرابلس، عن تخوفهم الشديد إزاء انقطاع الاتصال بذويهم،  وما قد يحدث لهم في بلد أصبح غير أمن بالكامل بعد الانزلاق الخطير الذي وصل إلى درجة التصفيات الجماعية. ما دفعهم إلى مناشدة السلطات العليا في البلاد بضرورة تقديم يد العون والمساعدة لكل الجزائريين العالقين في الأراضي الليبية، وتمكينهم من الالتحاق بعائلاتهم في أقرب الآجال.
وقد التقت ''الخبر'' بعدد من الوافدين على المركز الحدودي الدابداب المتاخم لمعبر غدامس الليبي من بينهم ''عبد القادر. ب'' الذي جاء من باتنة من أجل البحث، والسؤال عن أخبار أخيه فريد البالغ من العمر 28 سنة، والذي يعيش بمدينة بنغازي رفقة ثلاثة من أصدقائه من ولاية عنابة، وتوجه إلى ليبيا قبل 4 أشهر من أجل العمل. وقد أوضح بأن آخر اتصال لأخيه فريد بالعائلة كان مساء الثلاثاء الماضي، وأخبرها بتدهور الأوضاع الأمنية في المدن الليبية، وقال بأنه محاصر رفقة جزائريين في بيت بمدينة بنغازي التي تبعد غربا عن العاصمة طرابلس بألف كيلومتر. ولا يستطيعون الخروج منه؛ مؤكدا أنه ينوي التنقل إلى الحدود الليبية الجنوبية حتى يتمكن من العودة إلى الجزائر في أقرب وقت، قبل أن ينقطع الاتصال به. وقال ''عبد القادر'' إن العائلة تحترق شوقا لابنها، فريد الذي انقطعت أخباره، وهي خائفة من إصابته بمكروه.. في ظل التصعيد الذي ميز المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن التابعة للقذافي.
من جهة أخرى أكدت لنا عائلة مقيمة بولاية ورفلة، وجاءت إلى معبر الدبداب الحدودي، أن ابنها الذي كان يعمل بالعاصمة طرابلس انقطعت أخباره هو أيضا منذ الأسبوع الفارط حيث اتصل بوالدته من مدينة مصراتة، وقال إنه يعيش في رعب رفقة عدد من أصدقائه ويفكرون في العودة إلى الجزائر حيث فقدوا الاتصال به نهائيا، رغم محاولاتهم العديدة والمتكررة، قبل أن ترتفع حدة القلق والتوتر في أنفسهم، مطالبين تدخل السفارة الجزائرية بليبيا لتزويدهم بمعلومات عن حالة ابنهم بعد مشاهد العنف التي عمت أرجاء الجماهيرية.
وأكدا عدد من الجزائريين الذين عادوا أمس، من ليبيا  عبر المركز الحدودي الدبداب لـ''الخبر'' أن العشرات الجزائريين محاصرون الآن بمنازلهم في الأراضي الليبية، دون أكل وشرب، وينتظرون الموت في أية لحظة. مؤكدين أن لديهم زملاء بعدة مدن ليبية ويعرفون عددا منهم لم يستطيعوا الخروج من منازلهم للتوجه إلى السفارة الجزائرية في طرابلس بسبب انعدام وسائل النقل وكذا صعوبة التنقل وسط الطرق والشوارع التي لم يتوقف فيها إطلاق الرصاص منذ اندلاع الاحتجاجات. وعليه ناشدوا السلطات التدخل لحمايتهم وإنقاذهم من بطش القذافي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)