الجزائر

تحليل الخطاب والأدب: إشكالات إبستمولوجية ونظامية. دومينيك مانغونو*



لا يمنع التطور الذي يشهده تحليل الخطاب الأدبي، القائم بذاته، منذ التسعينيات من إثارة إشكالات إبستمولوجية ونظامية؛ فالحاجة تحملنا على التساؤل، من جهة، عما تحدثه مفترضاته ومفاهيمه ووسائله من تغييرات على تصورنا للأدب، وذلك ما قمت به، من جهتي، في أعمال كثيرة؛ كما ينبغي التساؤل، من جهة أخرى، عن انعكاسات ظهور تحليل الخطاب الأدبي على تحليل الخطاب ذاته. تطرح بحدة مميزة مسألة طبيعة العلاقات الرابطة بين تحليل الخطاب والأدب من اللحظة التي يرى فيها أغلب المختصين في الأدب أن عملية الاستعانة بقضايا تحليل الخطاب في مجالهم عملية غير شرعية وغير فعالة في الوقت ذاته. ومرد ذلك، دون شك، افتراض مسبق قوي وُرث عن الجمالية الرومانسية وجعل الأدب في تعارض مع بقية الإنتاجات الخطابية الأخرى الصادرة عن مجتمع معين: كان ثمة وجود، من جهة، لملفوظات "متعدية" Transitifs) ( تتحدد غايتها فيما هو خارج عنها؛ وثمة من جهة أخرى أعمال حقيقية "لازمة"(Intransitives) و"ذاتية الهدف" (Autotéliques)، تلك الخاصـة بالأدب، تتحدد غايتها في ذاتها. وقد كان ذلك التعارض خلال الستينيات-وهي مرحلة تكوّن تحليل الخطاب-محل إلحاح بعض المؤلفين المنتمين إلى حركة "تيل كيل"(Tel Quel)، لاسيما ر.بارت (R.Barthes) الذي قام بمعارضة "كُتّاب" (écrivains) مع "مكتتبين" (écrivants) موسّعا بذلك تصوّرا حول نص مبدوء بحرف إفرنجي كبير سيكون ثوريا، بعيدا عن كل اقتصاد معتاد للغة.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)