الجزائر

تأثير المسلسلات التركية جرأة مضاعفة في عقول المراهقين الجزائريين



فرضت علينا العولمة والفضائيات شأننا شأن البلدان العربية الأخرى أموراً كثيرة دخيلة منها: المسلسلات التركية التي غزتنا في عقر دارنا وأصبحت تحتلّ جزءاً كبيراً من حياتنا وتؤثّر تأثيراً واضحاً على عقول أفراد مجتمعنا ولأنّ تأثيرها على المراهقين هو الأخطر، ارتأيت القيام باستطلاع يسلّط الضوء على مدى تأثير المسلسلات التركية على المراهق والمراهقة الجزائرية ؟ واخترنا عينة من المراهقين والمراهقات من طلاب المرحلة المتوسطة لمعرفة رأيهم بالموضوع...
بداية الحديث كانت مع «عدنان» 14 سنة يدرس بالمتوسط سلسلة في الرقبة علامة القرط في أذنيه بجانبه مراهقة زميلة الدراسة تدعى « سهى» بهيئة ملفتة كانا يتبادلان الحديث فقاطعتهما مستأذنة بالسؤال عن رأيهما في المسلسلات التركية؟ فبادر عدنان مجيباً :أنا من عشاق هذه المسلسلات، معجب كثيراً بالبطلات خاصة لميس التي يحبّها كل الشباب الجزائري ويرى صورة عروسه فيها»، وينظر عدنان إلى زميلته ويضحك فتتدخّل هي بقولها :ونحن أيضا نرى في مهنّد صورة العريس الحلم فهو جميل ورومانسي ليس مثل شبابنا الجاف، تركتهما يتجادلان وانتقلت لمراهقين آخرين... ومنهم «شهرزاد 13»سنة بالمتوسطة أيضاً سألتها عمّا إذا كانت من هواة المسلسلات التركية فأجابت مؤكّدة: بالطبع فمن منّا اليوم لا يتابع المسلسلات التركية فهي بمثابة الأكسجين نجد فيها الحب والرومانسية فقاطعتها قائلة: وما مفهومك للحبّ؟ فأجابتني بجرأة كبيرة : الحبّ هو أن تجدي شاباً وسيماً يرافقك ويمنحك ما يمنح أي رجل امرأة، فسألتها مستفسرة:أترين أنّك وأنت في سن الثالثة عشر قد أصبحت امرأة ناضجة وقادرة على مصاحبة شاب فردّت : أجل فأنا امرأة ولم أعد طفلة ولديّ خصوصياتي وصديق أعيش معه قصّة حبّ حالمة كما في المسلسلات؟ تركتها مندهشة وانصرفت لغيرها... وكان الحديث مع «صهيب» 12 سنة قرط في الأذن سيجارة في الفم وصديقة بثياب قصيرة بجانبه: سألته نفس السؤال فأجاب: أجل فأنا من هواة المسلسلات التركية أتأثّر كثيراً بقصص الحب والرومانسية أعشق جمال وقوام المرأة التركية، أحببت سمر في مسلسل العشق الممنوع وهنا قاطعته: ما الذي أعجبك في هذا المسلسل فأجاب : الممنوع؟ جميل الحب الممنوع ؟ فقلت :لكنه حرام؟ فردّ:لماذا حرام فالله هو الذي غرس ذلك الحب في قلبيهما فقلت: أليس الشيطان فضحك وقال : الشيطان ؟ لا اعتقد فهذا حبّ وهذا هو أجمل ما في القصة : العشق الممنوع؟؟؟؟ لم أجادل كثيراً لأني أردت معرفة ما يدور في رأس المراهقين فقط والتفت إلى لمياء 14 سنة متلهية بسماع موسيقى الراي أشرت إليها بيدي فأسكتت صوت الموسيقى فسألتها بدورها عن رأيها في المسلسلات التركية فأجابت: أنا من عشاقها ولا أستغني عن مشاهدتها أبداً أبداً،أعترف أنّها ألهتني عن دراستي لدرجة أن رسبت ومع هذا أظلّ أشاهدها حتى أنّ أمي لم تستطع منعي لكونها هي أيضاً مدمنة على مثل هذه المسلسلات، فسألتها مستفسرة : ما الذي يجلب مراهقة في مثل سنّك لمسلسلات كهذه ؟ فردّت:كلّ شيء وخاصة الحبّ الرومانسي فجميل أن تجدي رجلاً يبادلك الحب كما أنّ هناك الثياب و طريقة اللبس التي أحاول تقليدها وتتبُّع ما تلبسه بطلات المسلسلات لأكون جذابة مثلهنّ، فسألتها :ماذا يعني بالنسبة لك أن تكوني جذابة؟ فردّت:أن يتبعني الشباب بنظرات إعجابهم هذا أمر مهمّ بالنسبة لي؟؟؟؟ تركتها وانتقلت لآخر مراهق سألته قبل أن يدق جرس المدرسة ويدخل الجميع أقسامهم...
فقال «أمين» 13 سنة هو أيضاً وجدته مستمتعاً بحديث رومانسي، يده بيد صديقة لا يتجاوز عمرها 12 سنة، فقطعت لحظاتهما الرومانسية بسؤال عن المسلسلات التركية فأجابني بجرأة قوية: المسلسلات التركية علّمتنا كيف نحبّ فقلت: ألا ترى أنّ هذا سيلهيك عن الدراسة؟ فأجاب :لايهمّ المهمّ أن نحبّ ونحلم فقاطعته : وماذا لورسبت واصطدمت بواقع الجهل والبطالة مستقبلا؟ فأجاب :لا أعتقد أني سأصدم بواقع كهذا لأني لا أنوي البقاء، فأنا أريد الهجرة وهناك سأصنع لنفسي مستقبلًا أفضل من هنا فقلت : أتعتقد؟ فردّ: أجل وسآخذ صديقتي هذه معي التي سأتزوجها قريباً ويضحك وتضحك هي أيضا؟؟؟ وهنا دق ّالجرس فدخل الجميع المتوسطة وعدت أنا إلى بيتي لأدوّن استطلاعي الذي خصّصته لمسلسلات تأكّدت فعلاً من أنّها سبب بلاء وانحراف شبابنا الذي ليس صعباً استدراجه واستمالته باسم الحبّ والرومانسية....


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)