الجزائر

"بي أيه إي سيستمز" تبحث في إستبدال تقنية "جي بي إس" لتحديد المواقع




كشفت شركة "بي أيه إي سيستمز" مؤخرا عن قيامها بتجارب على نظام متقدم لتحديد المواقع يستغل إشارات بث منتشرة إلى حد كبير مثل "واي فاي" وموجات التلفزيون والراديو والهاتف الخلوي، ومن ثم تحديد موقع المستخدم في نطاق دقة يبلغ بضعة أمتار.
ومن المعروف أن المنصات العسكرية عادة ما تستخدم نظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" لتحديد المواقع والتجوال. إلا أن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على إشارات قمر صناعي محددة وضعيفة نسبيا، وهي عرضة للانقطاع أو التشويش. أما النظام الجديد من "بي أيه إي سيستمز" والذي أطلق عليه إسم "نافسوب" أي"الملاحة عبر الإشارات المتوافرة") فهو قادر على حساب المواقع من خلال الإستفادة من مئات الإشارات المختلفة والتي تتواجد في كل مكان حولنا.
ومن خلال إستغلال مجموعة واسعة من الإشارات، تعد تقنية "نافسوب" مقاومة للتدخلات المعادية كالتشويش، الذي يعد نقطة ضعف رئيسية في نظام "جي بي إس"، أوالمخادعة، التي تحدث عند إطلاق إشارة مصطنعة توهم جهاز تحديد المواقع بمعلومات مغايرة، فالنظام الجديد يستعلم عن الموقع من خلال إشارات تكون مجهولة بادئ الأمر مما يتيح تحديدا أكثر دقة وموثوقية،كما يمكن إستغلال حتى الإشارات الصادرة من معترضي موجات "جي بي إس" في ظل ظروف معينة.ويكمن الجمال الحقيقي لتقنية "نافسوب" في أن البنية التحتية اللازمة لتشغيلها متواجدة ومنتشرة بالفعل، وليست هناك حاجة لبناء شبكات مكلفة من أجهزة الإرسال، كما أن الأجهزة التي يقوم عليها هذا النظام متاحة بشكل موسع تجاريا،وهناك إمكانية لدمج النظام في أجهزة تحديد المواقع الحالية مما يوفر أداء متفوقا على تقنية "جي بي إس".
والميزة الرئيسية لهذا النظام هو قدرته على العمل في الأماكن التي لا تستطيع إشارات "جي بي إس" النفاذ إليها، مثل المناطق الحضرية الكثيفة وداخل المباني العميقة. وهي قادرة على العمل في المناطق النائية من العالم،مثل القطب الشمالي،عن طريق إلتقاط إشارات تشمل تلك المنبعثة من الأقمار الصناعية القريبة من الأرض والإشارات المدنية الأخرى.ويعد الدكتور رمزي فراغير من رواد البحث في هذه التقنية، وهو عالم رئيسي في مركز التكنولوجيا المتقدمة التابع ل"بي أيه إي سيستمز"، وقاد مؤخرا الفريق الذي حصل على الجائزة المرموقة من معهد الملاحة، عن ورقة بحثية فتحت مجالات جديدة لجوانب عمل هذه التقنية داخل المباني،وقال: "إن التطبيقات المحتملة لهذه التقنية ولدت حماسا كبيرا في الأوساط المدنية ويعد هذا البحث مثالا عظيما على عمل بي أيه إي سيستمز عن كثب مع الزبائن المحتملين،ليست فقط لتحسين أداء التكنولوجيا الحالية،ولكن أيضا لمواجهة نقاط الضعف وإيجاد طرق مبتكرة لخفضها أو القضاء عليها".
ومن جهته قال جيمس بيكر،المدير التنفيذي في مركز التكنولوجيا المتقدمة في بي أيه إي سيستمز "في وقت تكون فيه الحاجة إلى الابتكار والموارد أكثر أهمية من أي وقت مضى، تمثل هذه القدرة نموذجا للتفكير الإبداعي من خلال توفير منظومة فعالة من حيث التكلفة مع طائفة واسعة من التطبيقات المختلفة. ويمكن لهذه التقنية أن تقلب الموازين عندما يتعلق الأمر بالملاحة، وهو أمر يصب في الإرث العميق الذي تتمتع به كل من بي أيه إي سيستمز والمملكة المتحدة في مجال الهندسة الراديوية."،ويذكر أن هذا البحث يوليد إهتماما متزايدا من قبل الأوساط الدفاعية والمدنية على حد سواء،حيث أن إستخداماتها يمكن أن تشمل خدمات الإنقاذ والحريق من خلال إيجاد الطريق في مباني ممتلئة بالدخان، أو تعزيز سلامة العاملين وموظفي الأمن في الأماكن المعزولة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)