الجزائر

بين البارح واليوم قصص الجدة تترك مكانها لمسلسلات التلفزيون



يستحضر عمي بهلول ذكريات رمضان زمان في سعيدة بالقول: ''تلك الأيام الرمضانية في سنوات الستينيات من أجمل أيام الشهر الفضيل الذي كانت تسوده المودة والرحمة والقناعة والبساطة، وربط أواصر القرابة التي يوصينا بها ديننا الحنيف، وسماع دوي المدافع معلنا الإفطار''. ويقول عمي بهلول الذي لم يتجاوز عمره آنذاك الثـامنة من عمره بحي ''لافار'' عن عادات أهل المنطقة: ''كان الأطفال الذين لا يؤدون فريضة الصوم، قبل موعد الإفطار بقليل، ينصرفون للعب كرة القدم، حتى لا يعكّروا مزاج الكبار، ويعودون إلى المنزل بعد الإفطار لتناول ما تبقى من تلك المائدة الرمضانية، التي تعتبر الشوربة والحريرة الطبق الرئيسي فيها، بالإضافة إلى خبز الفران الذي كان يطهى في المخابز التقليدية''. وأما النسوة في رمضان فإنهن، يضيف عمي بهلول، كن ينلن النصيب الأكبر من الإرهاق والتعب جراء الأعمال المنزلية، خاصة بعد موسم الحصاد والدرس وطحن القمح، حيث تشارك النسوة فيها، بداية من الغربلة وانتهاء إلى الكسكسي. ومن مفقودات رمضان في السنوات الأخيرة حلاوة روايات وحكايات الجدة التي كانت تأسر الأطفال، وحتى الكبار، على عكس ما هو موجود اليوم من وسائل الترفيه الحديثـة، وفي مقدمتها التلفزيون الذي تحوّل إلى معبود العائلات وأفرادها، كبارا وصغارا، والذي برأيه عاد بالسلب على الأجواء الرمضانية التي كانت تسودها المودة والرحمة والبركة والبساطة.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)