الجزائر

بوبغلة أحد رواد المقاومة الشعبية


بوبغلة أحد رواد المقاومة الشعبية
استعرض، أمس، الباحث في تاريخ الحركة الوطنية بشير مديني، المقاومات الشعبية التي سبقت ثورة عبد الله بن الأمجد المدعو الشيخ بوبغلة ولالا فاطمة نسومر، مؤكدا أن ميزة المقاومات هو حيّزها الجغرافي الممتد، حيث لم تكن مقتصرة في مكان واحد، قائلا أن الفكر الاستعماري يحاول دائما أن يجعل الصراع جغرافيا لتشويه تاريخنا. مشيرا إلى أنه للأسف نصنع التاريخ ولكن لا نكتبه.استهل بشير مديني مداخلته بمنتدى الذاكرة، الذي نظمته يومية «المجاهد» بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»، بالحديث عن أهم المحطات التاريخية التي شهدها شهر ديسمبر كالمجزرة التي ارتكبها الجيش الفرنسي في حق قبيلة بورقلة، حيث استعمل لأول مرة السلاح الكيماوي ضد الجزائريين الأبرياء، مشيرا إلى أنه منذ وطئت أقدام الاحتلال الفرنسي الجزائر وشعبها يواجه هذا العدو، بأزيد من سبعين مقاومة شعبية.وأضاف الأستاذ الجامعي، أنه كل سنتين تكون هناك مواجهة من طرف السكان ضد الاحتلال الغاشم، مستشهدا بشهادة أحد الجنرالات الفرنسيين الذي صرح أنه من أشرس المقاومات التي واجهها كانت في الجزائر. وفي هذا السياق، أوضح مديني، أن أدبيات المدرسة الاستعمارية تحاول دائما تغليطنا، والترويج لفكرة أن الجزائريين واجهوها بالقوة العسكرية فقط، قائلا:«ننسى أننا قاومنا فرنسا بالعقل والفكر وخير دليل حمدان خوجة الذي أزعج الاستعمار لغاية إجباره على إرسال لجنة إفريقية لتقصي الحقائق عن الجرائم التي ارتكبها في حق شعبنا».وعرّج المحاضر في تدخله للحديث عن مقاومة أحمد باي التي سبقت مقاومة الأمير عبد القادر، وكذا مقاومة سكان العاصمة ومتيجة بالوحدة بين كل من الشيخ زعموم، الشيخ السعدي والشيخ محمد الدين بن مبارك بتامنفوست بتاريخ ال23 جويلية 1830، مضيفا بأن مقاومة الشعب الجزائري بدأت منذ عملية الإنزال وتواصلت.وعن مقاومة عبد الله بن الأمجد المدعو الشيخ بوبغلة في الذكرى ال105 لاستشهاده، قال المؤرخ لا نستطيع الحديث عن هذه الشخصية دون التطرق إلى مقاومة لالا فاطمة نسومر، كونهما جاهدا معا، مضيفا بأن فاطمة نسومر خاضت أولى المعارك وعمرها 16 سنة، وحين علمت بوصول الشيخ بوبغلة من سور الغزلان رأت من الضروري الاتصال به ومعرفة وجهة نظره فيما يخص مقاومة الاحتلال، حيث أمضيا وثيقة سنة 1851 تقضي برفع لواء الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي.وحسب الباحث في التاريخ، فإن هاتين الشخصيتين خاضتا حوالي 12 معركة وكان الاتفاق بينهما أن تكون القيادة جماعية، وأن يخططا للمعارك قبل الانطلاق فيها، حيث تركت لالا فاطمة نسومر قرار اختيار الأماكن لعبد الله بن الأمجد احتراما له. وأضاف أن الأرشيف الفرنسي لم يقدم لنا التاريخ الحقيقي لميلاد الشيخ بوبغلة الذي استشهد في ديسمبر 1854. كما أشار إلى أن فرنسا شوهت اسم هذا البطل نكاية فيه لأنه قاومها، وأعطته اسم بوبغلة عوض اسمه الحقيقي عبد الله بن الأمجد، داعيا إلى إعادة الأسماء الحقيقية لأبطالنا.وبالمقابل، أشاد المحاضر بحنكة وشجاعة لالا فاطمة نسومر قائلا أن هذه المرأة كانت لها خطط استيراتيجية لمواجهة 14 جنرالا فرنسيا، كما كان لها استيراتيجية لمنع توغل العدو نحو المناطق الأخرى فكانت حامية، وواصلت معاركها لغاية جوان 1857 من خلال معركة «اشرظين»، وتمكّنت من تحقيق الانتصار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)