الجزائر

بهجةُ الانتظار



غَفَوتُ على حُلُمٍ غامرٍ وانتظار
ولمّا صَحَوتُ
رأيت رسائلَ شوقٍ حزين
مخبأةً تحتَ ريشِ القطا
رأيتُ القطا دسَّها تحتَ بابي وطار
وثمَّةَ صوتُ قطارٍ بعيد
يذكِّرني بالرَّحيل
وأنَّ اللقاءَ احتمالٌ بعيد
إذا ً شطَّ عنّي المزار
وغابت بساتينُ أهلي
وغاباتُ نخلي
بوضحِ النَّهار
مررتُ بذكرى زمانٍ قريب
عبرتُ بِهِ أنهرًا وبحار
وكانَ الطَّريقُ بلا صاحبٍ أو رفيق
ولا أملٍ أو رجاء
ليس غيرُ المواعيد
واللاقرار
تقولُ الرسائلُ صبرًا، وما لي احتمال
تلفتُّ حولي كأنّي لمحتُ غصونًا
من الشَّجرِ السّاحلي تدلّت على شرفتي
عناقيدَ وردٍ تنوءُ بحملِ العقيقِ المُصفّى
كلونِ الغروب
وأخرى بلونِ الشُّروق
وأخرى بلونِ النوار
وأخرى تضجُّ برائحةِ الزعفران
وكدتُ على غفلةٍ من (أنا)
أقطفُ الجلَّنار
غير أنّي توجَّسَ قلبي
وأدريهِ يخشى السَّراب
لماذا فتحتُ النَّوافذ للجلَّنار؟
لأنّي شممتُ بِهِ دجلتي والفُرات
وفي لونِهِ من ثيابِ الطّفولة شيءٌ
وفي صمتِهِ كنتُ أسمعُ
صوتَ العراق...
لماذا استفقتُ على النّار في الجلَّنار؟
وفي كبدي ألفُ نارٍ ونار؟
لأنَّ الطيور تفتِّشُ عن مثلِها
في المَدى والقفار
وأنَّ الأماني
غيومٌ تسيرُ
فإن زخّت الماءَ رهوا ً
أفاقت بنا
بهجةُ الانتظار


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)