الجزائر

بلعياط ينجح في امتصاص غضب أعضاء المكتب السياسي


خرج منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، أكبر المستفيدين من اجتماع المكتب المنعقد أمس الأوّل، حيث فشل خصومه في ثنيه عن الخيارات التي اتخذها في الفترة الأخيرة بما في ذلك قائمة التعيينات التي أقرّها في هياكل المجلس الشعبي الوطني، في حين لم يتم الفصل في مسألة موعد استدعاء الدورة الطارئة للجنة المركزية.لم يحمل البيان الذي خرج به الاجتماع الأخير للمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أيّ جديد على صعيد حلّ أزمة القيادة، حيث جاء فارغا في مضمونه باستثناء تأكيد الاتفاق على عقد اجتماع للمجموعة البرلمانية للحزب بالمقر المركزي يوم 17 من شهر أوت الجاري من أجل بحث تهيئة أجواء انطلقا الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني في أحسن الظروف، وقد علمت "الأيام" من منسق المكتب السياسي، عبد الرحمان بلعياط، بأن أعضاء المكتب وافقوا على الإبقاء على التعيينات التي قرّرها في الغرفة السفلى للبرلمان.
وكانت هذه النقطة من بين ثلاث ملفات مدرجة في جدول أعمال المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني الذي استمرّ لأربع ساعات ونصف الساعة، وقد تمّ منع الصحفيين من الدخول إلى المقر المركزي بحيدرة، كما أوصدت الأبواب حتى في وجه المناضلين طيلة أمسية السبت، وقد أبلغنا أعوان أمن المبنى بأن "هذه هي تعليمات عبد الرحمان بلعياط"، وبدا واضحا من خلال السيارات الفاخرة للوزراء وتواجد الحرس الشخصي أمام المبنى بأن الحزب بصدد عقد اجتماع مهم.
لكن بخلاف التوقعات لم يكن اجتماع أمس الأوّل حاسما بالنظر إلى أنه لم يفصل في أيّ من المسائل الخلافية التي سبقت اللقاء، وعلى رأسها تحديد تاريخ لعقد الدورة الطارئة للجنة المركزية، وقد اكتفى البيان الذي تلاه قاسة عيسي، عضو المكتب السياسي الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الوطني، في حدود الساعة الخامسة مساء بالإشارة إلى أن أعضاء المكتب السياسي اتفقوا على أن "تحديد تاريخ دورة اللجنة المركزية سيكون خلال الاجتماع المقبل للمكتب السياسي"، قبل أن يستدرك خارج نصّ البيان موضحا للصحفيين: "عندما نقول الاجتماع المقبل فهذا لا يعني بأنه سيتمّ حسم الأمر في اجتماع واحد فقط.. قد يكون خلال اجتماعين أو ثلاثة أو أكثر.. كل شيء متوقف على الظروف".
وقد رفض قاسة عيسي تقديم مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص لتوضيح بعض نقاط الظل والغموض الوارد في البيان الذي أعقب الاجتماع، وحتى أعضاء المكتب السياسي امتنعوا عن التصريح وهم بصدد مغادرة المقر المركزي للحزب العتيد، وبدا عبد الرحمان بلعياط منتشيا بالنتائج المتوصل إليها في نهاية المطاف وهو الذي قرّر ترؤس الاجتماع في آخر لحظة، على اعتبار أنه حصل على تزكية من المكتب لكافة الخيارات التي دافع عنها منذ سحب الثقة من الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، خاصة ما تعلّق بما يعتبره المنسق "عدم اجتماع الظروف لعقد دورة طارئة للجنة المركزية".
وكانت أغلب التوقعات تذهب إلى طرح سيناريو تحديد موعد التئام أعلى هيئة بين مؤتمرين "رغم أنف بلعياط"، قبل أن يخرج المجتمعون مثلما دخلوا المقر المركزي، وإضافة إلى ذلك توقع البعض أن تعرف هوية الأمين العام الجديد لجبهة التحرير الوطني بعد أسبوع من عيد الفطر أو على الأكثر قبل حلول شهر سبتمبر المقبل. لكن على ما يبدو فإن تطورات طارئة دفعت وزراء "الأفلان" أعضاء المكتب السياسي إلى التريّث، مع الإشارة إلى أن اجتماع السبت غاب عنه كل من مدني برادعي وعبد الحميد سي عفيف المحسوبين على بلعياط لتواجدهما في البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، فيما قاطع العياشي دعدوعة اللقاء بعد أن اكتفى بإرسال تفويض يزكي فيه أي قرار يتمّ التوصل إليه.
واللافت أن عضو المكتب السياسي وزير النقل عمار تو هو من تولى صياغة البيان الختامي للاجتماع، وبمجرّد انتهاء اللقاء انزوى الأعضاء وتبادلوا أطراف الحديث في زوايا المقر المركزي، في وقت رفض آخرون الإدلاء بأي تصريح تحت مبرّر الالتزام الذي قطعوه خلال الاجتماع. ويدفع الوضع السائد في بيت الحزب العتيد إلى الاعتقاد بأن عبد الرحمان بلعياط سيواصل مهمة التنسيق لفترة قد تطول إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)