الجزائر

بلخادم يؤكد في تأبينية الراحل عبد الحميد مهري بالعاصمة:‏رحيل الرجل خسارة كبيرة للجزائر وجبهة التحرير الوطني




أفاد السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية بأن مسألة فتح الحدود البرية المغلقة بين الجزائر والمغرب سيأتي الوقت الملائم لمناقشتها، وهي غير مبرمجة حاليا لأن العمل منصب في الوقت الراهن على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في بعض المجالات منها المجال التجاري. كما أكد بأن الباب مفتوح أمام كل الهيئات الدولية التي ترغب في المشاركة في مراقبة الانتخابات التشريعية القادمة.
نفى السيد مدلسي أن يكون ناقش مع نظيره المغربي وزير الشؤون الخارجية للمغرب السيد سعد الدين العثماني الذي قام بزيارة عمل للجزائر منذ أسبوعين قضية فتح الحدود البرية المغلقة منذ سنة 1994 بين البلدين، حيث قال في تصريح صحفي على هامش اختتام الدورة الخريفية للبرلمان أنه سيأتي الوقت الملائم لمناقشة هذا الموضوع، لأن الجزائر والمغرب حاليا تجمعهما أولويات مشتركة لترقية التعاون الثنائي الذي ستنطلق جهوده هذه الأيام وفقا لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير خارجية المغرب للجزائر.
وفي معرض حديثه عن دعوة الجزائر لمراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات التشريعية المقبلة أكد السيد مدلسي بأن الدعوة موجهة لكل المنظمات التي تريد المشاركة كطرف ملاحظ ومراقب لهذه الاستحقاقات للعمل سويا على تحقيق الشفافية والنزاهة في هذا الموعد. وفي هذا السياق أوضح المسؤول بأن قدوم هؤلاء المراقبين سيكون على مرحلتين على أن تقتصر المرحلة الأولى على التحضير قبل مباشرة مرحلة العمل مثلما يقوم به حاليا وفد الاتحاد الأوروبي لمعاينة الساحة السياسية وأجواء إجراء الانتخابات مع اطلاعهم على الإطار القانوني الذي يحكم عملية الانتخابات والتشريعات الجديدة التي صدرت مؤخرا لمعرفة كيفية عملهم، على أن يقوموا بعد انتهاء المرحلة الأولى بإعداد تقارير تقدمها هذه الوفود للهيئات التي تمثلها لإبداء موافقتها أو رفضها بشأن اعتماد هؤلاء المراقبين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن السلطات الجزائرية أمرت بتسهيل مهمة هؤلاء المراقبين لجعلهم يقومون بعملهم بكل حرية ودون قيود لجمع كل المعلومات التي يريدونها عن الممارسة الانتخابية قبل قدومهم مرة ثانية للمراقبة، وذلك ضمانا لنزاهة الانتخابات، بحيث سيبقى هؤلاء المراقبون بالجزائر إلى غاية انتهاء عملية الفرز وإعلان النتائج.
وأكد السيد مدلسي اتخاذ كل الإجراءات لإنجاح الانتخابات القادمة وبداية التحضير لها بشكل جيد، مشيرا الى أن مصالحه اتخذت الإجراءات الضرورية لتنظيم هذه العملية في الخارج لتمكين الجالية الجزائرية في المهجر من أداء واجبها الانتخابي في ظروف مناسبة.

أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أول أمس الخميس، بالجزائر العاصمة خصال ومناقب الفقيد عبد الحميد مهري الذي وافته المنية الاثنين الماضي، معتبرا رحيل الرجل الذي يعد شخصية سياسية ودبلوماسية فذة تتقن التعامل مع القضايا الوطنية والدولية خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها بالنسبة للجزائر وجبهة التحرير الوطني.
وأثنى السيد بلخادم في لقاء تأبيني نظمه الحزب بالمقر الوطني بحيدرة بالعاصمة، حضره قياديون وإطارات الجبهة وعدد من الوزراء السابقين ومسؤولي اللجنة المركزية للأفلان، على المسار النضالي والتاريخي والسياسي للفقيد من خلال مواقفه، لاسيما في أعقاب العقد الوطني أو ما عرف بجلسات ''سانت ايجيديو''، وكيفية تعاطي الرجل مع حيثيات هذه المحطة التشاورية السياسية التي مهدت للوئام المدني والمصالحة الوطنية.
وبعد أن قدم السيرة الذاتية للمرحوم، تطرق عبد العزيز بلخادم إلى فترة إشراف الفقيد عبد الحميد مهري على حزب جبهة التحرير الوطني في أواخر التسعينيات، معتبرا أنه قدم الكثير للحزب والوطن من خلال مشاريعه السياسية واقتراحاته التي كانت تعرض للمشاورة قبل التجسيد.
وقال في هذا الاطار: ''كان الفقيد عبد الحميد مهري زاهدا في أمور الدنيا متشبعا بالوطنية حتى النخاع، كما كان متفتحا لكل الأفكار والآراء والقناعات..''، مضيفا أن هذه الشخصية الوطنية والتاريخية الفذة لطالما ناضلت من أجل حفظ الدماء وإرساء المصالحة الوطنية وسياسة رأب الصدع، مع التزامه بتوسيع دائرة المشاركة والمشاورة لكل الجزائريين بعيدا عن التدخل الأجنبي أو الحلول المستورة أو الانسلاخ عن مقومات الشخصية الوطنية.
ومن جهة أخرى، تناول الأمين العام لجبهة التحرير الوطني آراء وأفكار الرجل خلال دستور 1996 ومساره المشرق لاسيما على رأس المؤتمر القومي العربي، موضحا أن مهري كان من بين المدافعين الأوائل عن القضايا العربية وكل القضايا العادلة عبر العالم.
وقال بلخادم في هذا الخصوص ''تموت ياعبد الحميد مهري والقضية العربية يموج بها لسانك .. ولم تفارق بالك وانشغالك الى غاية التحاقك بالرفيق الأعلى..س.
ومن جهتهم، أثنى بعض رفقاء درب الفقيد في نضاله الثوري والسياسي على المسار المشرف لمهري طيلة حياته انطلاقا من مشاركته في الكفاح المسلح إبان الثورة إلى غاية اعتلائه مناصب سياسية ودبلوماسية بعد الاستقلال، حيث أجمعوا كلهم على أن رحيل مهري يعد خسارة كبيرة للجزائر والمشهد السياسي بشكل عام باعتباره شخصية تاريخية ووطنية مخضرمة.
وفي الأخير، تم عرض شريط وثائقي مصور يروي حياة ومسار الراحل عبد الحميد مهري إبان الثورة وبعد الاستقلال، ومواقفه اتجاه القضايا العربية والدولية.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)