الجزائر

بلاد للبيع!


بلاد للبيع!
”شركة وهمية فرنسية تسعى لاستعادة 11 عمارة بقلب العاصمة”. هذا ما عنونت به ”الفجر” صدر صفحتها الأولى أمس. قضية مريبة يتواطؤ فيها الجميع، والجزائريون أكثر تحمسا من الفرنسية صاحبة الشركة، التي يبدو أنها مستعدة لمنح شقق لكل من يقف إلى جانبها ”لاسترجاع” أملاك شركة حلت سنة 89، وأممت أملاكها بموجب قانون بومدين لسنة 1968.
المصيبة أن الموثق الذي أعاد إحياء الشركة وأسس لها عقدا جديدا سنة 2007، بتسمية لشركة محلة، وتأتي صاحبة الشركة وتمر عبر المحاكم وتجد لها من يعترف لها بحقها في ملكية عمارات بشارع عبان رمضان، وعمارات أخرى!
قد لا تجد هذه ”الفرنسية” من يمنعها من تنفيذ قرار قضائي مبني على غلط. فكيف لشركة تم حلها، تحيا من جديد وتدّعي أنها تمتلك وترث وتهدد السكان الجزائريين بالطرد؟
مجلس قضاء الجزائر على موعد هذا الخميس مع الفصل في هذه القضية الفضيحة، التي إن نجحت صاحبتها، ستفتح السبيل أمام المزيد من ورثة المعمرين ”لاسترجاع أملاكهم”؟!
فأي استقلال هذا الذي نحتفل هذه السنة بخمسينيته؟ إن استقلالنا مهدد مثلما هي الهوية مهددة، ومثلما هو مهدد مستقبلنا مع ورثة الاستعمار من الجزائريين قبل الفرنسيين.
وزير الداخلية الفرنسي فالز الذي زار الجزائر الشهر الماضي قال إن على الجزائر أن تسهل عملية استرجاع أملاك المعمرين؟! وها هي المفارقة تدفع المحكمة الجزائرية لتنظر في قضية من هذا النوع وفي اليوم ذاته الذي يزور هولاند فيه بلادنا! فماذا حررنا بدماء المليون ونصف المليون شهيد؟! ماذا استرجعنا من حق شعبنا وثرواته التي انتهكتها فرنسا الاستعمارية طيلة قرن ونيف من الزمن؟! أين أحرار هذه البلاد ورجالها؟ أين أبناء عميروش وسي الحواس وبن مهيدي؟ أين بنات الجميلات، والجزائر ترهن وتعاد شبرا شبرا إلى الفرنسيين؟! ومثلما اشترت فرنسا ذمم بعض اليهود والعثمانيين وبعض الخونة من عرب وأمازيغ، وتنازلوا عن الأملاك والأطيان، يتواطأ اليوم جزائريون مقابل حفنة من الأورو، أو ربما مقابل تأشيرة شنغن، لتجندهم لتعيد سطوتها من جديد؟!
الاستقلال في خطر، والخطأ ليس خطأ هولاند الذي سيأتي هذا الأسبوع وهو مالئ يده من كل شيء، ومتأكد أنه ستفتح له خزائن الجزائر. الاستقلال في خطر، لأنه لم يعد هناك من يؤمن بالسيادة الجزائرية، وهناك من هم مستعدون لبيع ذممهم مقابل رضا فرنسا عنهم.
الاستقلال في خطر، لأن الشعب الذي وقف وقفة رجل واحد في وجه فرنسا، ولم تثنه جيوشها ومكائدها، مستعد الآن لبيع أمهاته وبناته لفرنسا، ومنهم هذا الذي اتصل أمس، الموظف عند السيدة صاحبة الشركة الفرنسية الوهمية التي ستسترجع 11 عمارة بقلب العاصمة، ويقول على لسان سيدته إن ”الشركة لديها أحكام، ولها حقوق وستسترجعها”! ويطلب من الصحفية أن تزوره في مقر الشركة الكائن بشارع الحرية، بالقرب من مقر جريدة المجاهد، وربما سيعرضون عليها شقة مثلما عرضوا على موظف آخر في أملاك الدولة مقابل سكوته، وهو متأكد أنه صاحب قضية ولديه كل الحق.
أين رجال الجزائر؟! ياخسارتك يا بن مهيدي.. وياخسارة تأميمات بومدين؟!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)