الجزائر

«بعض الأعمال تموت في عرضها الافتتاحي والمهرجانات خزان لاكتشاف المواهب»



يعتبر الممثل و الكاتب المسرحي سيد أحمد قرازيب من الوجوه الإبداعية التي قدمت للخشبة عدة أعمال فنية خلال الأعوام الماضية، حيث انخرط في الكشافة الإسلامية بسيدي بلعباس خلال السبعينات من القرن الماضي وكوّن فرقة «مسرح الشباب»، وفي سنة 1978.انتسب إلى فرقة» صوت الكادحين التي تميزت آنذاك بعرض مسرحية « كاين وما كانش»، كما شارك في عدة أعمال منها مسرحية العقاب (1984)، درب الفنانين (1986) لمحمد شواط، ومسرحية «مكسور الجناحين» من إخراجه، بعدما أسس فرقة «الكلمة»، وفرقة «الأفاق المسرحي» رفقة عدة فنانين منهم عبد القادر البلوحي، نضال الملوحي، والمرحوم أحميدة مسلم، وعلى هامش تقديم قراءة في نصه الجديد «الموعد» بمنتدى الجمهورية كان لنا معه هذا اللقاء :
^ قدّمت نصك الجديد «الموعد» بجريدة الجمهورية أمام مختصين في المسرح ، فما الذي استفدته من ملاحظاتهم؟
في الحقيقة، تشرفت كثيرا بحضور أسماء كبيرة في الفن الرابع ومجموعة من الأكاديميين خلال تقديمي لنصي المسرحي « الموعد « بفضاء منتدى الجمهورية، حيث ناقشوا عدة نقاط وقدموا ملاحظات هامة جدا، سأحاول الاستفادة منها ، علما أني قدّمت النص في عدة فضاءات علمية وأكاديمية بجامعة سيدي بلعباس، ونص المسرحية يعالج لوحات واقعية وبالأخص إنسانية، إلى جانب عرض عام للفساد الإداري الموجود في القطاع الصحي الحساس .
^ ما رأيك في الحركة المسرحية على مستوى المسارح الجهوية مقارنة بالماضي ؟
تختلف الحركة المسرحية الشبابية اليوم عن الحركة في الماضي، حيث كانت الفرق المسرحية آنذاك تنشط تحت غطاء لواء الشبيبة الجزائرية بسبب المقرات التابعة لها التي كانت تفتح لهم من أجل التدريب على الأعمال المسرحية التي كانت تقدم في السبعينات من القرن الماضي، و أغلب الأعمال كانت تمجد الثورات الزراعة والصناعية و الثقافية، التي كانت تابعة لسياسية دولة إلى غاية سنة 1988، أين بدأ الانفتاح السياسي، وتم تأسيس عدة تعاونيات وجمعيات مسرحية قدمت عدة أعمال سجلت في تاريخ الركح الجزائري، وظهرت خاصة في المهرجانات الوطنية خاصة مهرجان مسرح الهواة بمستغانم وأهمها مسرحية «عودة الحلاج» لأهل المسرح بقسنطينة للمخرج العراقي فارس المشطة الذي يعيش حاليا بهولندا التي عرضت في الثمانينات من القرن الماضي، و تميز فيها الفنان حكيم دكار، في دور جحا، وقدمنا آنذاك مع فرقة «الكلمة» مسرحية «درب الفنانين»، وأتذكر العديد من العروض الرائعة التي تركت بصمتها منها مسرحية « التمثال الحي» لفرقة ابن سينا لميسوم مجهري، وعرض «سوسة في دار الحاج موسي» لفرقة الكواكبي وغيرها.
وكل هذه الأعمال الإبداعية كانت نماذج ناجحة للممثلين الذين يعشقون الخشبة، وكل واحد منا كان يتعلم من تجارب الذين سابقون في الميدان مثل المرحوم عبد القادر علولة، سيراط بومدين ،محمد جريد، محمد أدار، محمد حيمور و غيرهم.
^ هل تعتقد أن المهرجانات الوطنية فضاء لاكتشاف المواهب الشابة ؟
كانت المهرجانات الوطنية سواء فيما يخص مسرح الهواة أو المحترف، تنظم خلال أسبوع أو أكثر ،ونتج عنها ظهور الكثير من الأسماء التي أصبحت بارزة في عالم الخشبة، إلى جانب أن هذه المهرجانات فتحت المجال للاحتكاك بين كل الممثلين من شتى مدن الوطن و خلق تبادل للتجارب، لتتقلص مدة التظاهرة إلى 3 أيام فقط، مما جعل الاحتكاك بين رجال الفن الرابع يقل كثيرا، كما أن تشيع الفرق أصبح شبه منعدم ،حيث كانت الفرقة التي تفوز بالجائزة الأولى في مسرح الهواة بمستغانم تكرم بعرض عملها المسرحي على قناة التلفزيون الجزائري العمومي، أما اليوم أصبح التقشف لغة كل تظاهرة فنية على حساب الجودة و الأداء .
^ إلى ماذا يعود ضعف إنتاج الأعمال المسرحية في رأيك ؟
يعود ضعف الإنتاج في رأيي إلى الرداءة التي تغلب على أغلب الأعمال المعروضة، والتي سببها المدراء الفنيين على مستوى المسارح الجهوية، فأغلب الأعمال يتم اختيارها على مقياس المحسوبية لا مقياس الكفاءة التي يتم اختيار من خلاله الممثل ومخرج وكاتب النص المسرحي الجيد، مما أثر سلبا على الأعمال المسرحية التي تولد لتموت في عرضها الافتتاحي .
^ ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
هناك عمل جديد بعنوان « كانوا « حول الحراك الشعبي، وهو عرض لا زال في مرحلة الكتابة، إلى جانب سيناريو فيلم يتحدث عن قصة العائدين من الهجرة السرية و الأحداث التي وقعت لهم أثناء مغامرة ذهابهم إلى الضفة الأخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)