الجزائر

بعد قرار الجامعة العربية بتمديد عمل بعثة الملاحظين إلى سوريامصطفى الدابي يعود إلى دمشق


 
ألقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس خطابا مطوّلا ضمّنه مواقف حكومته من التطورات التي تشهدها بلاده على وقع استمرار الحركة الاحتجاجية المناوئة لنظامه منها نظرته إلى هذه الأحداث الدامية وكيفية التعاطي معها.
وكانت النقطة المحورية التي ركز عليها الرئيس الأسد في رابع ظهور له على شاشة التلفزيون منذ اندلاع الازمة في بلاده منتصف شهر مارس الماضي دفاعه عن قواته الأمنية التي حاول تبرئتها ورمي المسؤولية عنها فيما يتعلق بقتل المتظاهرين.
وقال انه ''ولا جهة رسمية أعطت أي أوامر بإطلاق النار'' على المتظاهرين وأضاف انه ''وفقا للقانون لا احد يمكنه إطلاق النار إلا في حال الدفاع عن النفس''.
وبرأ الرئيس الأسد عناصر أجهزته الأمنية في نفس الوقت الذي توعد فيه بضرب ''بيد من حديد'' من وصفهم بـ''الإرهابيين''، حيث أكد ان ''الأولوية المطلقة حاليا هي استرجاع الأمن وهذا لن يتم إلا عن طريق الضرب بيد من حديد الإرهابيين المجرمين. لا يجب التسامح مع من يرهبون الناس ولا مع المتورطين مع أطراف خارجية''. وأضاف ان ''مواجهة الإرهابيين هي معركتنا جميعا، ويتوجب على الجميع المشاركة فيها. ولكن الدولة القوية هي الدولة التي تعرف كيف تعفو''. ويأتي تأكيد الرئيس السوري بوجود إرهابيين من تنظيم القاعدة في بلاده يعملون على ترويع وقتل السكان في ظل اتهامات المعارضة للقوات الأمنية وعناصر الجيش بقتل المحتجين. ولكن الرئيس الأسد اتهم في خطابه أطرافا إقليمية ودولية بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده وقال انه ''لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا''.
وأكد من جهة أخرى أنه ''لن يتخلى عن المسؤولية لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية'' قائلا ''استمد قوتي من الدعم الشعبي وهذه المعركة لم تزدنا إلا صلابة''.
وحذّر الرئيس السوري من أية محاولات للتدخل الأجنبي في بلاده وأكد صمود الشعب السوري في وجه ذلك واصفا ما يجري في بلاده بـ''الأحداث المؤسفة''.
كما أعلن عن قرار إجراء استفتاء شعبي على الدستور الجديد بداية شهر مارس المقبل وانتخابات برلمانية في شهر ماي أو جوان المقبلين، مشيرا إلى أن البلاد تسعى إلى تشكيل حكومة موسعة تمثل كافة أطياف المجتمع.
ولم تنتظر المعارضة السورية طويلا لترد على خطاب الرئيس الأسد الذي اعتبرته بمثابة ''تحريض على العنف'' وانه ''يؤكد ان النظام مقبل على أعمال أكثر عنفا''.
وجاء خطاب الرئيس بشار الأسد في وقت بدأت فيه الانتقادات تطال السلطات السورية بعدم تسهيلها لعمل بعثة الملاحظين العرب. وهي انتقادات جاءت هذه المرة على لسان وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد ال نهيان الذي قال ان ''عمل الملاحظين ازداد صعوبة... ولا نرى أي التزام من الجانب السوري للسماح لهم بمواصلة مهمتهم''. وعبر رئيس الدبلوماسية الإماراتي عن استيائه لتعرض فوج من الملاحظين لعملية إطلاق النار وقال ''للأسف هناك هجمات ضدهم لم تأت من المعارضة وهذا مؤشر سيئ''.
من جانبه ندد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالهجمات التي استهدفت وفد المراقبين في سوريا وحمل الحكومة السورية مسؤولية حمايتهم وأمنهم.
 
كثف الرئيس العراقي جلال الطالباني في المدة الأخيرة من اتصالاته مع مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة العراقية في محاولة لاحتواء الأزمة السياسية في بلاده بعد أن استحال التوصل إلى أرضية توافقية بين دولة القانون التي يقودها الوزير الأول نوري المالكي والقائمة العراقية التي يقودها الوزير الأول الأسبق إياد علاوي.
وكشف الرئيس العراقي أن مؤتمر الوفاق الوطني سيعقد قريبا من اجل إجلاس قادة كل التيارات إلى طاولة حوار واحدة من اجل بحث المعضلة السياسية العراقية والبحث عن آليات لوضع حد لهذه الأزمة التي تهدد بتفكك الوحدة العراقية على خلفية طائفية وعرقية.
ويعمل رئيس البرلمان أسامة النجيفي من جهته على إيجاد أرضية توافقية بين مختلف الأطياف السياسية العراقية من اجل إيجاد تسوية لهذه الأزمة الأخطر التي يواجهها هذا البلد منذ سنوات ومباشرة بعد رحيل آخر جندي أمريكي منه نهاية العام الماضي.
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي اتفقا نهاية الشهر الماضي على الدعوة لعقد مؤتمر وطني عام يضم جميع القوى العراقية لإيجاد حل للقضايا العالقة ونزع فتيل الازمة السياسة الراهنة وحل قضية الهاشمي عن طريق القضاء.
ويواجه العراق منذ أسابيع اعقد أزمة سياسية بعد أن اتهم الوزير الأول العراقي نوري المالكي نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المنتمي إلى القائمة العراقية بالتورط في قضايا إرهابية وهو ما دفع بهذه الأخيرة إلى سحب نوابها من البرلمان ووزرائها من الحكومة متهما المالكي بانتهاج سياسة إقصاء طائفية.  
وأعلن الرئيس العراقي أن مؤتمر الوفاق سيعقد في العاصمة بغداد سيتم التمهيد له بلقاءات قمة مع القادة الكبار في الأطراف العراقية ثم تحديد يوم لاجتماع موسع للجميع يتم العمل خلاله على أساس عمل مبرمج.
وتم لأجل ذلك تشكيل لجنة تحضيرية ضمت شخصيتين عن كل طيف سياسي أوكلت لهم مهمة وضع نقاط جدول أعمال المؤتمر.
وقال طالباني ان رئيس الوزراء نوري المالكي أبدى تجاوبا منذ البداية مع فكرة عقد المؤتمر وأضاف أجريت اتصالات هاتفية يومية مع رئيس الوزراء ومع رئيس كتلة ''التحالف الوطني'' إبراهيم الجعفري وكذا مع عمار الحكيم الذي هو أصلا من اول المبادرين بالدعوة إلى هذه الفكرة وكان يسميها ''الدعوة الى المائدة المستديرة''.
 

عاد الجنرال السوداني محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، أمس، إلى العاصمة دمشق لمواصلة مهمة بعثته رغم الانتقادات الحادة التي طالتها بعدم قدرتها على وقف موجة العنف المستفحلة في البلاد.
وقررت الجامعة العربية منح بعثة مراقبيها إلى سوريا مزيدا من الوقت من أجل أداء مهمتها الرامية إلى وقف العنف وسط شكوك وانتقادات بخصوص قدرات هذه البعثة على أداء مثل هذه المهمة الصعبة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها هذا البلد.
وعاد الدابي إلى العاصمة السورية مباشرة بعد تقديمه لتقرير أولي ضمنه نتائج تحريات وعملية استقصاء دامت أسبوعين قام بها فريق الملاحظين في مختلف المدن السورية وبعد مناقشة اللجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري مضمون هذا التقرير الذي رصد بعض الأحداث بالصور والخرائط والمعلومات طالبت على إثرها الجامعة العربية دمشق وكل الأطراف المعنية بوقف فوري لكل أنواع العنف. كما طالبت الجنرال الدابي بتقديم تقرير شامل يوم 19 جانفي الجاري على أساس الجهود التي من المقرر أن تبذلها دمشق من أجل الإيفاء بالالتزامات التي تعهدت بها لاحتواء الازمة. ولكن التقرير قوبل بانتقادات حادة من قبل المعارضة السورية بقناعة انه ساوى بين ''الضحية والجلاد''.
واتهمت حركة الإخوان المسلمين في سوريا الجامعة العربية بـ''التغطية على جرائم نظام الرئيس بشار الأسد'' بعد قرارها بتمديد مهمة بعثتها رغم الانتقادات الحادة التي طالتها وعدم قدرتها على وقف حمام الدم المستمر في البلاد. وأعاب زهير سالم المتحدث باسم الجماعة على الجامعة العربية ''عدم الحديث عن أي مسؤولية للنظام السوري في قتل آلاف السوريين''.
وذكرت صحيفة ''الوطن'' المقربة من النظام السوري أن بعثة مراقبي الجامعة العربية الذين وصل عددهم 165 ملاحظا واصلت مهامها حيث انتشرت في11 موقعا على الأراضي السورية التي تشهد منذ مارس الماضي احتجاجات مناوئة للنظام كما زارت سجن حماة المركزي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في البعثة أن من بين المواقع الجديدة التي ستزورها، مدن القامشلي واللاذقية ودير الزور. وقال المسؤول أن البعثة تنظر بـ''حسن نية'' إلى مطالبة البعض بالحصول على مساعدة فنية للبعثة من الأمم المتحدة.
غير أن التخوف الدولي بدأ يتصاعد من انزلاق البلاد في متاهات العنف خاصة بعد العملية التفجيرية التي استهدفت قبل يومين وسط دمشق وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المفكرين السياسيين التأكيد على ضرورة القيام بمعالجة سياسية شاملة لجذور الأزمة من أجل حقن الدماء وتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وفقا لما ورد في خارطة الطريق التي حددتها مبادرة الجامعة العربية.
وفي هذا السياق، طالبت تركيا برحيل نظام الرئيس بشار الأسد ودعت المعارضة السورية إلى مواصلة حركتها الاحتجاجية بالطرق السلمية. مقابل ذلك أعرب البابا بنديكت السادس عشر عن أمله في إطلاق حوار ناجع بين الفرقاء السوريين داعيا لوضع حد فوري لأعمال العنف التي أدت إلى سقوط حوالي 5 آلاف قتيل منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس الماضي.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)