الجزائر

بعد تعرضهم لحادث خطير إثر انفجار الغاز



بعد تعرضهم لحادث خطير إثر انفجار الغاز
تعيش عائلة عيسى القاطنة بولاية البليدة جحيما حقيقيا يتمثل في عجز رب العائلة عن توفير الأدوية ومعدات الحريق لأطفاله الثلاثة، الذين أصيبوا بحروق بليغة من الدرجة الثالثة شوهت أجسادهم ووجوههم ما يستوجب عليهم علاجا مكثف ودوريا مقابل عجز الوالد عن توفيره نظير ارتفاع تكاليفه ووضعه الاجتماعي المزري كونه عاطل عن العمل.إصابتهم البالغة حوّلت حياة والدهم إلى جحيم محققيناشد عيسى رشيد من ولاية البليدة والد الأطفال الثلاثة المحروقين ذوي القلوب الرحيمة والمحسنين في مساعدته على توفير الأدوية ومعدات الحروق لأطفاله الذين أصيبوا بحروق كبيرة أتت على تشويه وجوههم بالكامل امتدادا إلى اطرافهم ما يستوجب عليهم استخدام الأقنعة والأطراف لتغطية آثار الحروق وتجنيبها أشعة الشمس، وتعود حيثيات القصة الأليمة التي ألمت بعائلة عيسى إلى سنة 2011 أين كانت هذه العائلة تقطن ببلدية حمام ملوان بولاية البليدة حيث انفجرت قارورة غاز البوتان لتلتهم المنزل بأكمله وتصيب الأطفال الثلاثة بحروق معتبرة رفقة والدتهم التي شفيت من آثار الحروق غير أن إصابة الأطفال ولشدة الإصابة لا تزال الآثار ظاهرة عليهم وهم حبيسو المنزل بسبب وضعهم وخطورته حيث يتوجب عليهم تجنب أشعة الشمس التي ستساهم في تفاقم حالتهم، ويضيف عيسى رشيد أن اطفاله يعيشون حالة نفسية مزرية بسبب ما آلت إليه أوضاعهم لحرمانهم من العيش حياة عادية كأقرانهم من الأطفال، إذ ألزمهم الأمر المكوث بالمنزل ومحاولة التعايش مع شكلهم الذي أصبحوا عليه بين ليلة وضحاها خاصة انهم في عمر الورود. ومن جهة أخرى، يواجه رب الأسرة اوضاعا اجتماعية مزرية بسبب البطالة حيث أنه عاطل عن العمل ولا يقدر على توفير مستلزمات اطفاله الثلاثة من أقنعة واقية وأكمام وجوارب خاصة والتي تتراوح أسعارها قرابة ال3 ملايين لتغطية الطفل الواحد إضافة إلى مادة السيليكون الخاصة بالحروق والتي توضع تحت القناع لمجابهة الحرارة والتي يبلغ ثمنها 8500 دج إضافة إلى أدوية الحروق من مراهم وغيرها وهو ما جعل رب الأسرة يقف عاجزا عن توفيرها لطفل واحد فقط، لتكون تغطية حاجيات ثلاثة أطفال مصابين فوق طاقته بسبب وضعه الاجتماعي المزري كونه عاطل عن العمل، ليناشد بذلك المحسنين وذوي القلوب الرحيمة في مساعدته على إعانة أطفاله الثلاثة في اقتناء الأقنعة والجوارب والأكمام الخاصة والتي يجب استبدالها كل ستة أشهر إضافة إلى الأدوية.المدية الأكثر تسجيلا لحالات الحروق بنسبة 11 بالمائةوفي ذات السياق، دقت الطبية المختصة في الجراحة التجميلية، مريم بهلول، رئيسة الجمعية الوطنية للتوعية والوقاية ضد الحروق في تصريح سابق لوسائل الإعلام، ناقوس الخطر، بسبب الارتفاع المخيف لحالات الحروق وكذا صعوبة التكفل بها خارجيا أو استشفائيا. وكشفت مريم بهلول، على هامش اليوم التحسيسي والتوعوي من الحروق، المنظم بقاعة الحي الإداري من طرف مكتب جيجل لذات الجمعية ومديرية الصحة، أن هناك 5616 طفل وبالغ تعرضوا لحروق مختلفة وتم فحصهم بالعيادة المركزية المختصة في الحروق بالعاصمة، منهم 4046 طفل و1570 من البالغين. وقد تم دخول 1105 للاستشفاء و800 حالة جد معقدة السنة الماضية، دون إحصاء الوافدين على المراكز الجهوية والمستشفيات العادية. وقد تم تسجيل، مثلا، في شهر رمضان من السنة الماضية فقط 419 حالة حرق. في حين توفي 44 طفلا العام الماضي، كما أن ولاية المدية الأكثر تسجيلا لحالات الإصابة بالحروق بنسبة 11 بالمائة. وأشارت ذات المختصة إلى أن هناك ارتفاعا مخيفا في عدد المصابين بالحروق في أوساط الأطفال سواء بواسطة السوائل أوقارورات غاز البوتان أوالأجهزة الكهرومنزلية المقلدة وكذا عن طريق التيار الكهربائي، وهو أخطر حالات الحروق تعقيدا والتكفل بها جد صعب ومكلف جدا. وأشارت المتحدثة إلى أن التكفل بمريض مصاب بحروق في أمريكا يكلف أكثر من عملية زرع كبد، مؤكدة أن التكفل بمريض مصاب بحروق بسيطة في مصلحة استشفائية يكلف خزينة الدولة أكثر من 3 ملايين سنتيم يوميا، علما أن هناك من المرضى من قضوا قرابة العام في المصالح للتداوي، وإن كان المريض بحاجة إلى زرع الجلد أوالعمليات الجراحية التجميلية تكون المدة أطول والتكفل أكثر، رغم نقص المختصين لتكفل أحسن بهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)