بعد امتناع الإصلاحيين عن دخولها تنافس بين المتشددين سياسيا ودينيا في الانتخابات الإيرانية

رغم أن الانتخابات البرلمانية التي ستعيشها إيران اليوم تجري في أجواء تكاد تكون خالية من الرأي الآخر، إلا أن المتابعين للشأن الإيراني، يتحدثون عن وجود منافسة شرسة وإن اقتصر التنافس فيها بين المتشددين دينيا ونظرائهم المتشددين سياسيا.
وتشكل هذا المشهد بسبب مقاطعة الوجوه المعروفة بتوجهاتها الإصلاحية، لقناعتها بأن انتخابات اليوم لن تؤدي إلى نتائج تغير من الواقع السياسي الإيراني في شيء. وحسب القراءات التي أبداها المتخصصون في الشأن الإيراني فإن المنافسة ستكون حتما بين فصيلين متشددين أحدهما تابع وموال للقائد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، والثاني مسيس يقوده الرئيس الحالي أحمدي نجاد، ومما يعطي أهمية خاصة لهذه الانتخابات كما يقول المراقبون هو أنه سيكون لها تأثير مهم على الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل.
وبغض النظر عن أي الوجوه ستسيطر على المشهد البرلماني، فإن الطرفين في حاجة إلى مشاركة شعبية كبيرة، حتى يسترجعا شرعيتهما المخدوشة بفعل الحركة الاحتجاجية الشديدة التي اندلعت في أعقاب الرئاسيات الأخيرة التي جرت عام ألفين وتسعة. ويتنافس في انتخابات اليوم أكثـر من 3 آلاف و400 مرشح على 290 مقعدا في البرلمان، فيما دعي للتصويت أكثـر من 48 مليون ناخب.
وقبل انطلاق عملية الاقتراع تحدثت الأخبار القادمة من إيران أمس، عن اندلاع مواجهات متفرقة بالعاصمة طهران ومدينة ''انديمشك'' بجنوب غرب إيران بين الشرطة ومناصرين للأطراف السياسية المتصارعة الساعية لفرض سيطرتها على نتائج الانتخابات البرلمانية.
بالإضافة إلى هذه الاضطرابات، عكرت كذلك أجواء الانتخابات، البرقية السرية التي نشرها موقع ''ويكيليكس''، والتي جاء فيها أن روسيا قد باعت في عملية مقايضة ''الشيفرة'' الخاصة بأنظمة الدفاع الجوي الإيراني لإسرائيل، مقابل ''شيفرة'' طائرات من دون طيار سبق وباعتها إسرائيل لجورجيا المناوئة لروسيا، وربما ما يؤكد هذه المقايضة ما أعلنته جورجيا مطلع الشهر الأخير، من أنها بصدد استبدال طائرات ''هيميز'' من دون طيار، بعد أن تبين لها أن قوات الدفاع الجوي الروسية قد اخترقت أنظمتها.
وعن أجواء القلق المثار حول المشروع النووي الإيراني واحتملات شن الولايات المتحدة أو إسرائيل لضربات وقائية ضد منشآت هذا المشروع، نبه حزب الله اللبناني على لسان نائب أمينه العام، نعيم قاسم، إلى أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيشعل المنطقة بأسرها ومن الممكن أن يجر الولايات المتحدة إلى حرب.